ما يحدث لفريق الزمالك في الوقت الحالي ، في رأيي الشخصي ، لم يحدث له طوال تاريخه ، فحتى عندما فقد الفريق درع الدوري في حقبة التسعينيات لمدة سبع سنوات متتالية فإنه كان يملك فريقا جيدا لديه روحا قتالية ويقدم أداءً فنيا متميزا ، وكان ينافس على الدوري بل وحقق أربع بطولات أفريقية في وقتها. ومن خلال البحث عن اسباب انهيار فريق الزمالك في الفترة الحالية ، وبخلاف موضوع الانتخابات الذي أثر كثيرا بالسلب على مستوى الفريق ، فإنني شخصيا وجدت سببا آخر مهما أدى الى انهيار الفريق ، وهو الواسطة أو المحسوبية التي يدار بها فريق كرة القدم بالنادي ، بل وتفشت في النادي بأكمله ، والواسطة أو "الكوسة" هي سبب رئيسي في فشل أي منظومة بصفة عامة ، وفشل أي منظومة رياضية بصفة خاصة. ولعل الكثير قد علق فشل عنصر التحكيم هذا الموسم بسبب الواسطة والمحسوبية أيضا في لجنة التحكيم ، وذلك نظرا لتعيين العديد من الحكام الجدد اللذين ينتمون الى أسر تحكيمية قديمة ومنحهم ادارة مباريات عديدة ومهمة ، وعلى سبيل المثال وليس الحصر : سمير محمود عثمان وأيمن محمد حافظ وياسر عبد الرؤوف عبد العزيز ، أما إذا نظرنا الى الزمالك فسنجد هذه الظاهرة متفشية وبشدة. مبدئيا ، وإذا نظرنا الى اللاعبين الناشئين الجدد في فريق الزمالك في آخر سنتين ، سنجد أن ثمانية من اصل اثني عشر لاعبا ينتمون الى عائلات كروية سابقة ، وقد نالوا شرف اللعب للزمالك بسبب الواسطة والمحسوبية بغض النظر عن مدى كفاءتهم ، واللاعبون الثمانية هم : أمير عزمي نجل عزمي مجاهد ، وأحمد غانم نجل غانم سلطان ، ومعتز اينو نجل لاعب المصري السابق اينو ، ومحمد خفاجة نجل ممدوح خفاجة ، ومحمود محمود شقيق نبيل محمود ، وعامر صبري شقيق عبد الستار صبري ، وشادي المأمور نجل عادل المأمور ، وعمرو منصور نجل سامي منصور ، واللاعبان الأخيران تحديدا قيدهما مجلس الادارة في قائمة الفريق الأول لأسباب انتخابية بحتة رغم ان كابرال كان قد رفض تماما قيدهما في القائمة!
"مبدئيا ، وإذا نظرنا الى اللاعبين الناشئين الجدد في فريق الزمالك في آخر سنتين ، سنجد أن ثمانية من اصل اثني عشر لاعبا ينتمون الى عائلات كروية سابقة". هؤلاء هم اللاعبين الثمانية اللذين انضموا لناشئي الزمالك بالواسطة ، بالاضافة ايضا الى الثنائي أحمد عيد نجل اللاعب عيد عبد الملك الذي رحل لحرس الحدود ، وأمير صلاح نجل اللاعب صلاح زكي الذي رحل لغزل المحلة ، ليصبح العدد الاجمالي للاعبين "الواسطة" هو عشرة بالتمام والكمال. أما اللاعبون الأربعة الآخرون الذين يضمهم الفريق "بدون واسطة" فهم : أحمد عمران ومحمود عبد الرازق "شيكابالا" وحسام أسامة وأحمد عبد الله ، والثنائي الأخير حسام وعبد الله يعدان من أفضل لاعبي الزمالك الناشئين ، فالأول مهاجم هداف والثاني مدافع صلد ، ولكنهما ينالان أقل فرص في المشاركة مع الفريق الأول لأنهما "بدون واسطة" ، كما أن شيكابالا تعرض لمعاملة سيئة من ادارة النادي ورفضوا احترافه وأعطوه مبلغا ماليا زهيدا جدا قياسا بامكاناته مما جعله يضطر للهرب من النادي ، بعكس أمير عزمي الذي تمت الموافقة على احترافه رغم ضآلة المبلغ المادي الذي أخذه النادي ، ولكن إرضاءً لوالده عضو مجلس الادارة. بعد ذلك ، وإذا انتقلنا الى الجهاز الفني للزمالك فإننا سنجد عجب العجاب ، فطبيب الفريق عبد الله جورج تم تعيينه على الأرجح ارضاءً لوالده جورج سعد عضو مجلس الادارة ، وفي عهده تعرض معظم لاعبي الزمالك لإصابات عديدة ومختلفة ، إلا أنه مع ذلك ما زال باقيا مع الفريق ، بل وتمسك مجلس الادارة به عندما تقدم باستقالته ، أيضا أتى المجلس بأحمد رفعت ليكون مديرا للكرة بالفريق نظرا لوجود ابنه خالد رفعت في مجلس الادارة لتصبح المنفعة متبادلة والعمل بمقولة "شيلني واشيلك" ، رغم أن رفعت كان يعمل من قبل مديرا فنيا ، وحقيقة لا أدري ما هي طبيعة عمل أغلب من ينتمون للزمالك؟ فتارة تجدهم يعملوا كمديرين فنيين وتارة كمديرين للكرة وتارة كأعضاء مجلس ادارة ، رغم ان كل مهنة منهم لا علاقة لها بالأخرى في عالم الاحتراف ، وأبلغ دليل على كلامي أحمد رفعت وابراهيم يوسف وأيمن منصور واحمد رمزي وفاروق جعفر اللذين تناوبوا على العديد من المناصب التي ليس لا يربطها أي رابط ببعضها البعض. أما الكارثة الكبرى في الزمالك فهي في أعضاء مجلس إدارته ، فأغلبهم لا يملكون أي تاريخ داخل النادي ، ولكن كل تاريخهم هو اسمهم الذي يحمل في أخره لقب عائلة زملكاوية أصيلة ، فنجد في المجلس الحالي خالد رفعت نجل أحمد رفعت ، وخالد لطيف نجل ابراهيم لطيف وحفيد محمد لطيف ، أما عن المرشحين في الانتخابات القادمة فنجد أحمد جلال نجل المستشار جلال ابراهيم ، وهاني أبو العز نجل فاروق أبو العز ، ومحمد عبد الرحمن نجل عبد الرحمن فوزي ، وهاني الحامولي نجل علاء الحامولي ، ومن المرشحين تحت السن سنجد كريم شحاتة نجل حسن شحاته وسارة لبيب ابنة طارق لبيب وأحمد السيد نجل فاروق السيد! وبالطبع لا يخ