اعترف تاتا مارتينو المدير الفني لبرشلونة بأخطائه في اختيار تشكيل فريقه أمام ريال سوسيداد، وهي المباراة التي خسرها 3-1. برشلونة تلقى خسارته الثالثة هذا الموسم في الليجا بعد فوز رائع على مانشستر سيتي 2-0 في ملعب الاتحاد في دوري أبطال أوروبا، وترك الصدارة لغريمه ريال مدريد الذي يتخلف عنه الآن بفارق ثلاث نقاط. واستمرت عقدة إقليم الباسك لبرشلونة هذا الموسم، بعدما خسر مباراته الثانية هناك في الليجا بعد خسارة من أتليتك بلباو 1-0 أيضا. ولكن ما الذي اختلف في برشلونة عن الفريق الذي فاز على رايو فايكانو 6-0 ومن بعده سيتي؟ سياسة التدوير التي يطبقها تاتا في برشلونة تجيب. المدرب الأرجنتيني أجرى ستة تغييرات دفعة واحدة على التشكيل الذي خاض به مواجهة سيتي، والذي يعد إلى حد كبير التشكيل الأمثل لبرشلونة هذا الموسم. وبالتأكيد مواجهة سوسيداد على ملعبه ليست بالسهولة التي تدفع مدرب برشلونة لهذه المخاطرة. بداية من الدفاع، قرر تاتا الاعتماد على مارك بارترا بجوار جيرارد بيكيه، والثنائي لم يبدأ سوى ثلاث مباريات فقط سويا.. فظهر عدم التفاهم واضحا. ففي الهدف الثاني لسوسيداد، انشغل بارترا بالمراقبة، ولم يغط بيكيه فكانت النتيجة ... وفي الهدف الثالث، لم يتدخل بيكيه لاستخلاص الكرة من جريزمان.. فيما انشغل بارترا مع محوري الارتكاز بمراقبة لاعب واحد، فاندفع زوروتوزا خلفهم واستلم الكرة بأريحية كبيرة وسجل. واعتمد تاتا على سيرجيو بوسكيتس بجوار ألكسندر سونج كمحوري ارتكاز أمامهما أندريس إنيستا، وهو الثلاثي الذي بدأ لأول مرة هذا الموسم. فيما جلس شابي هرنانديز وسيسك فابريجاس على مقاعد البدلاء. فعاد تاتا لنقطة الصفر من جديد وأضاع على نفسه ما حققه من بعد الخسارة أمام فالنسيا، بالاعتماد على إنيستا بجوار أحد الثنائي شابي وفابريجاس. فاعتمد على إنيستا بمفرده كصانع ألعاب، ولكنه برشلونة داخل الملعب كان يلعب في الحقيقة بدون صانع ألعاب. فإنيستا الذي يعد من أفضل لاعبي الوسط في العالم لا يمكن اعتباره صانع ألعاب صريح، فهو يميل أكثر للعب بالقرب من منطقة الجزاء ليتحول لمهاجم ثالث. ومع اعتماد تاتا على ميسي ونيمار وبيدرو، خسر المميزات التي يمنحها له إنيستا.. كما أنه لم يصنع فرصا للثلاثي الهجومي الذي اضطر للاعتماد على نفسه في نقل الكرة للثلث الأخير من الملعب.. وهو ما يظهر في هدف برشلونة الوحيد. ولم يصنع إنيستا سوى ثلاثة فرص فقط طوال 90 دقيقة.