إذا كان من حق مجلس ادارة اى ناد فى العالم ان يفخر بتحقيقه ارباحا سنوية صافية بلغت 44،6 مليون دولار أمريكي ، فإدارة مانشستر يونايتد تبقى الوحيدة التى يحق لها ان تلعن سوء الحظ طويلا ، لأن تحقيقها لهذا المبلغ خلال الموسم المنقضى 2003-2004 كان يعنى تراجعا فى الارباح السنوية بنسبة 30 % ، بسبب تحقيق الفريق للمركز الثالث فى الدورى الانجليزى وتوديعه دورى ابطال اوروبا من دور الستة عشر. ولعل هذه الارباح القياسية التى تضع مانشستر يونايتد على رأس قائمة الاندية الاعلى دخلا فى العالم هى ما تجعله مطمعا للمستثمرين والمغامرين الطامحين الى زيادة ثرواتهم باعتباره مشروعا استثماريا ناجحا قبل ان يكون احد ابرز اندية كرة القدم حول العالم ، وهو ما أدى لنشأة الصراع الدائر حاليا بين الملياردير الامريكى مالكوم جليزر مالك 28 % من اسهم الفريق ومشجعى النادى من ناحية اخرى ، بالاضافة للايرلنديين جون ماجنير وجى.بى. ماكمانوس مالكى النصيب الاكبر من اسهمه. وعندما تتحدث لغة الارقام نجد ان القيمة الحالية لمانشستر يونايتد تبلغ 712،4 مليون جنيه استرلينى وهو ما يوازى مليار و268 مليون دولار ، فى الوقت الذى يحقق فيه النادى ارباح تشغيل بلغت 105 مليون دولار جمع معظمها من حصيلة بيع منتجاته وادارة انشطته التى تتنوع ما بين بيع قمصان لاعبيه المشاهير واجهزة التليفون المحمول الخاصة بالفريق والكتب والمجلات والمنتجات التذكارية ، بل وتشمل تقديم النادى لخدمات ائتمانية بنكية لمشجعيه عن طريق كروت فيزا "الشياطين الحمر" وحتى عوائد تذاكر سينما مانشستر يونايتد فى منطقة سالفورد كوايز بمدينة مانشستر. ويعبر مارك جودفيلو مدير التسويق بالنادى عن سياسة فريقه قائلا : "يملك مانشستر يونايتد قاعدة جماهيرية ضخمة تبلغ 75 مليون شخص حول العالم منهم 23 مليون فقط فى اوروبا بينما يوجد 40 مليون فى اسيا وستة ملايين فى افريقيا وخمسة ملايين فى الامريكيتين ، نعمل على ان يصبح 3،5 مليون منهم مستهلكين لمنتجاتنا عام 2005 يرتفعون الى 6،7 مليون مستهلك ل 40 منتجا وخدمة مختلفة عام 2007 ".
جليزر وداخل بريطانيا ينفرد "الشياطين الحمر" بكونهم الفريق الوحيد الذى يجنى 3،6 مليون دولار من حصيلة بيع تذاكر جميع مباريات الموسم قبل ان يبدأ ، ومن المنتظر ان تزيد هذه الحصيلة بعد زيادة مقاعد ملعب اولد ترافورد من 67 الفا الى 75 الفا خلال عامين مقبلين ، كما يملك "الشياطين الحمر" اغلى عقود الرعاية الرياضية مع شركة فودافون مقابل 16,2 مليون دولار فى الموسم الواحد. وربما تفسر كل هذه الارقام سبب الصراع بين جليزر وباقى ملاك الاسهم ، ويؤكد هارى فيليب خبير احد مكاتب الاستشارات المالية البريطانية ان جليزر الذى لا يميل الى كرة القدم كثيرا لن يقبل على شراء مانشستر الا اذا كان واثقا من تحقيق مكاسب مضاعفة من خلال تطبيق سياسة مختلفة تعتمد على رفع اسعار التذاكر والمنتجات الى اقصى حد يمكن الوصول اليه ، ولهذا السبب يرفض مشجعى النادى ان يقع فريقهم تحت سيطرة ملياردير لا يهمه سوى جنى مزيدا من الاموال ، كما نجحوا سابقا فى ايقاف بيع النادى الى روبرت ميردوخ مالك شبكة سكاى التليفزيونية واحد اغنى اغنياء العالم. وباستعراض شخصيات حاملى اسهم مانشستر يونايتد وتوزيع انصبتهم ينكشف لنا وطأة الصراع الدائر بينهم و يتسم اغلبهم بروح المغامرة والتحدى حيث يمتلك الايرلنديان ماجنير وماكمانوس النصيب الاكبر من الاسهم بقيمة 28،89 بالمائة من خلال شركة كيوبيك اكسبرشن التى يشتركان فى ملكيتها ، وتبلغ ثروة ماكمانوس 460 مليون دولار جمعها من نشاطه فى مجال ادارة مراهنات سباقات الخيول التى يملك بسببها 100 حصان ، كما يعرف ماكمانوس بكونه عاشقا للقمار والجولف ، ولا يختلف شريكه ماجنير عنه كثيرا لجمعه ثروة من حصيلة تربية خيول السباق وقد تردد اسمه كثيرا العام الماضى بسبب خلافه مع أليكس فيرجسون مدرب مانشستر حول ملكية احد خيول السباق. اما جليزر اقوى المرشحين حاليا لشراء مانشستر فقد رفع نصيبه فى الفريق الى 27،6 بالمائة من مجموع الاسهم فهو نموذج لرجل الاعمال العصامى الذى بنى نفسه بعد ان ورث عن والده تجارة بسيطة فى مجال الساعات اليدوية تحول بعدها الى مجال البناء وقرر دخول مجال الرياضة عام 1995 كنوع من "البيزنس" ، ويملك تجربة ناجحة للغاية مع فريق تامبا باى بوكانيرز الذى يلعب فى دورى كرة القدم الامريكية ، حيث اشتراه مترنحا وجعل منه بطلا خلال ثماني سنوات ليتضاعف ثمن الفريق أربع مرات عن توقيت شرائه. وقد يتساءل البعض عما يمكن أن يدفع عجوز مثل جليزر ، 75 عاما ، لا تتجاوز ثروته مليار دولار لشراء نادى مثل مانشستر والاجابة ببساطة ان الرجل لا يدير اعماله منفردا بل لديه ثلاث ابناء يساعدونه فى ادارة ابرزهم الابن الاوسط جويل المتحمس لاتمام صف