فجر المحترف الدولي المغربي نور الدين النيبت من جديد مشكلة علاقة الانتماء الديني بالرياضة على الساحة الأوروبية ، بإعلانه تصميمه على صيام شهر رمضان المبارك حتى ولو أمره مدربه في ناديه الإنجليزي الحالي توتنهام هوتسبر بالإفطار في أيام المباريات! ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي.) عن النيبت قوله لصحيفة نيوز أوف ذا وورلد البريطانية قوله : "أنا لا آكل ولا أشرب من شروق الشمس وحتى غروبها ، وذلك تعبيرا عن احترامي لصيامي ، وأتمني ألا يتأثر مستواي بذلك ، وإن كنت أعترف بأنني أحيانا أشعر ببعض الانخفاض في المستوى عندما أصوم". ويضيف النيبت : "عشت في إسبانيا عدة سنوات ، ولم أستطع أن أقتنع بإمكانية مخالفة معتقداتي ، وعلى الرغم مما يسببه لي ذلك من بعض المشاكل ، فإنه شيء لابد من فعله ، وأنا أتمني من الجميع أن يقدر موقفي". وحتى الآن ، لم يعلق أي من مسئولي نادي توتنهام على تصريحات النيبت سواء بالموافقة على ما قاله أو بإبداء الاعتراض ، ربما لاقتناعهم بعدم سهولة التطرق إلى مثل هذه الأمور ، أو ربما لشعورهم بعدم جواز الضغط على اللاعب لتغيير ما يؤمن به من الناحية الدينية. ومن جانبه ، يعلق طبيب نادي ديبورتيفو لاكورونيا ، النادي السابق للنيبت ، على موقف اللاعب الدولي المغربي بقوله : "يتأثر كثير من اللاعبين بانخفاض المستوى ليس في رمضان فقط ولكن على مدار الموسم كله ، وعلى الرغم من أن هذا لا يحدث كثيرا ، فإن اللاعب يستطيع أن يرتفع بمستواه مرة أخري في حالة تناول بعض الفيتامينات ، وأن يأكل وجبة متكاملة في ليلة المباراة" ، في إشارة إلى وجبة السحور. على الجانب الآخر ، يعترف فهمي عبد الإله زميل النيبت في المنتخب المغربي بأن الصيام يزيد من تركيزه بالفعل ، وأكد أنه يصوم منذ أن كان عمره 17 عاما ويتعامل مع الصيام بشكل جيد أثناء التدريبات ، ولكنه قال إنه لا يصوم في أيام المباريات "نظرا للصعوبة الشديدة في الجمع بين الصيام واللعب المرهق" ، على حد تعبيره.
ماذا يفعل اللاعبون العرب في أوروبا في هذه المشكلة؟ وهذه ليست المره الأولى التي يعلن فيها النيبت صراحة اعتزامه صيام رمضان في أيام المباريات ، ولكن نظرا لأن هذا هو العام الأول له في إنجلترا ، فيبدو أنه أراد أن يخبر الجميع بذلك مبكرا تجنبا لحدوث مشاكل مع المسئولين عن الفريق. ولا شك في أن موقفه هذا يأتي في وقت مثير للجدل ، على اعتبار أن رمضان هذا العام في أوروبا يأتي مختلفا عن باقي السنوات ، ربما لأنه الأول بعد القانون الفرنسي المثير للجدل بمنع ارتداء الحجاب في المدارس العامة ، وما أتبع ذلك من ظهور مشكلة تعارض إظهار الانتماء الديني للفرد مع القوانين التي تنظم الحياة في الدول الأوروبية ، وأصبح واضحا أن مشكلة النيبت ربما لن تكون هي المشكلة الوحيدة هذا الموسم ، باعتبار أن هناك لاعبين محترفين عديدين من دول عربية وأفريقية يلعبون في أندية أوروبية ، معظمهم يحرص على صيام الشهر الفضيل ، وهو ما قد ترفضه إدارات هذه الأندية بدعوى تعارض ذلك مع قوانين الاحتراف المعمول بها. والغريب أن بعض الصحف الأوروبية تحدثت مؤخرا عن آراء غريبة تتناول إمكانية أو مشروعية تأجيل الصيام في أيام المباريات إلى أيام أخرى بعد الشهر الكريم ، أو في نهاية الموسم ، ليتجنب اللاعبون إرهاق الصيام مع المباريات. الجدير بالذكر أن النيبت ، 34 سنه ، بدأ حياته الاحترافية في نادي نانت الفرنسي في موسم 93-94 ، ثم انتقل إلى نادي سبورتنج لشبونة البرتغالي لمده عامين حتى استقر في ديبورتيفو لفترة بلغت ثمانية مواسم ، ثم انتقل هذا العام إلى نادي توتنهام ، بعد أن قاد منتخب بلاده إلى الفوز بلقب وصيف كأس الأمم الأفريقية الماضية بتونس. والغريب في الأمر أن الذي لا يعرفه النيبت والعديد من لاعبي الكرة المحترفين في أوروبا حتى الآن أن دولا عربية وإسلامية عديدة ما زالت حتى الآن تشهد - بصفة شبه سنوية - إثارة هذه المشكلة ، بسبب وجود بعض المدربين الذين يحاولون إجبار أو إقناع لاعبيهم بالإفطار في أيام المباريات ، بل إن دولا عربية كثيرة يعرف عنها أنها تصر على إقامة مباريات رسمية في مناسبات محلية أو قارية عديدة في وقت ما قبل الإفطار ، في الوقت الذي تحرص فيه دول أخرى غير إسلامية على احترام المعتقدات الدينية للمسلمين بإقامة المباريات ليلا!!