على بعد عدة ساعات بالسيارة من مدينة سرت الليبية، يشرف بضع عشرات من الجنود على مواقع عسكرية على طول الطريق الصحراوي، ويأمل هؤلاء أن يقدم لهم الغرب قريبا مزيدا من المساعدة في محاربة عدو مشترك هو "داعش". ولا يملك هؤلاء أسلحة سوى شاحنات مزودة ببنادق وهم خط الدفاع الأخير ضد التنظيم السني المتشدد، الذي يسيطر على مناطق واسعة من سوريا والعراق والذي استغل الفوضى في ليبيا للسيطرة على أراض هناك ليجعل من سرت معقلا له. وقال أحد النازحين في نقطة تفتيش وادي بي، وهي قاعدة متنقلة لأحد ألوية الجيش الليبي "مفيش أمان من ناحيتهم مفيش أمان من ناحيتهم في الحالة دي، ويستحسن في الحالة دي الواحد يرحل وخلاص". وهناك مؤشرات على تنامي رغبة الغرب في التصدي ل"داعش"، ويقول قادة ليبيين، إن الأسلحة الغربية والضربات الجوية ستشكل فارقا كبيرا في المعركة المقبلة ضد عدوهم الذي يتفوق عليهم من ناحية العتاد. وقال محمد الزقل مدير عمليات الجيش الليبي، أمس: "عندنا القدرة الكافية كبشر عندنا القدرة الكافية.. ولكن تنقصنا بعض الإمكانيات التي نسعى لتأمينها ونتمنى من العالم أن يفتح لنا الباب لمساعدتنا في تأمين بعض الحاجات التي لا تتوفر لدينا وبالذات الدعم اللوجيستي لعلاج الجرحى". ولكن مسؤولين غربيين، يقولون إن ضرورة وجود حكومة ليبية موحدة أمر لا يقل أهمية حتى يتسنى لتلك الحكومة أن تطلب مزيدا من المساعدات وحتى يتسنى للقوات الليبية التي تقاتل "داعش"، أن ترأب صدع الخلافات بينها. وبعد 5 أعوام من الإطاحة بمعمر القذافي وقتله، تشهد ليبيا حربا أهلية بين حكومتين متنافستين إحداها في طرابلس والأخرى في الشرق، وتتمتع الحكومتان بدعم تحالفات مقاتلين سابقين عادة ما يكون ولاؤهم للقبيلة أو المنطقة أو القيادي المحلي. وأصبحت القوات من ميناء مصراتة الصف الأمامي في المعركة ضد "داعش"، منذ سيطر التنظيم على سرت قبل عام واجتذب مقاتلين أجانب إلى صفوفه. وقال الزقل: "الجنسيات فيه عربية وفيه آسيوية وفيه جنسيات أجنبية أخرى العربية متمثلة في تونس العدد الأكبر وبعدين يجي مصر ويجي الدول الإفريقية والدول العربية وبعدين فيه بعض الشخصيات الآسيوية". وتتمتع الحكومة الليبية في الشرق بدعم تحالف يتضمن الجيش الوطني بقيادة اللواء خليفة حفتر وفصيل يسيطر على الموانئ النفطية. وقال الزقل عن سقوط سرت في أيدي متشددي "داعش": "نتيجة الضربات الجوية لقوات حفتر التي كانت تستهدف ميليشيا 166 ولعدم وجود غطاء جوي اضطرت تحت هذه الضربات المكثفة والجوية للانسحاب وهذا ساعد التنظيم في التمدد واحتلال سرت". يذكر أن ميليشيا 166 هي ميليشيا موالية لحكومة طرابلس.