توقفت الكرة المصرية في فبراير من العام الحالي وأصيبت معها العقول بالشلل والجمود عن التفكير ، فلم نشاهد أى من المسئولين عن الرياضة المصرية يستغل ذلك التوقف الإجباري لظروف الأمن أولاعتراض الألتراس ، أو حتى لعدم رغبة الدولة في عودة النشاط، فى تصحيح المنظومة الفاسدة ، الجميع تناسى الحديث عن تطوير منظومة الرياضة ، وبطلت الحجة التي طالما سمعنا بها بأن ضغط المسابقات يمنعنا من تطوير الكرة المصرية ، واكتفى الكل بالنظر لمصلحته الشخصية بين إعلام يسعى إلى عودة النشاط من أجل الإعلانات التي تفتح بيوت شريحة كبيرة من الشعب ، ولاعبين يبحثون عن الملايين في عقودهم من وراء المشاركة في المباريات ، واندية هدفها دوران عجلة المباريات للحصول على عائد رعاية كبير. حتى وزير الرياضة الذي جاء من داخل المنظومة بعدما بذل مجهودات كبيرة لعودة النشاط وفشل ، لم يكلف خاطره بالعمل على تطوير المنظومة الرياضية التي طالما سمعنا عن فسادها وتهالكها ، خصوصا فى نظام الاحتراف الفاشل بشهادة جميع العاملين في الوسط الكروى تحديدا ، واعتقد العامري أنه بصرف الملايين لأندية الدرجة الثانية والثالثة وللأندية الشعبية مؤخرا يساهم في حل أزماتهم ، وتناسى المثل الصيني الشهير " علمني الصيد بدلا من أن تعطيني سمكة". فكان من الأولى للعامري أن يساعد في إقامة مشروعات لتلك الأندية ، وتفعيل مشروع فصل اندية كرة القدم عن الأندية الاجتماعية لتطوير الجانبين ، فبدلا من أن تنهش كرة القدم من اموال اشتراكات الأندية التي يجب أن توجه لتطوير النشاط الاجتماعي ، وتستعين إدارة النادي بقيمة بيع لاعب لسداد مستحقات الموظفين وسداد مديوناتها الضريبية والإدارية ، يكون كل منها قادر على الاتفاق على نفسه لتكون بذرة لعمل جيد يتذكره الجميع به بعد رحيله من منصبه ، لكنه اكتفى بالشو الإعلامي من خلال الإعلان عن صرف ملايين الجنيهات للأندية وهي في الحقيقة لا تسمن ولا تغني من جوع. أما على المستوى الاقتصادي فلم تنجح الأندية نفسها في تطوير أسلوبها المالي أوالاقتصادي للخروج من الأزمة واكتفى رؤساء الأندية والمدربين بالنحيب على شاشات التلفزيون للمطالبة بعودة النشاط ، وسمعنا الكثير عن اعادة هيكلة لعقود اللاعبين ، وتحديدا في نادي الزمالك لكون لاعبيه من أعلى لاعبي الدوري أجورا ، لكن أيا من ذلك لم يحدث ، فلم نرناد يضع سياسة جديدة لتطويرأداءه المالي وتوفير بديلا لعقود الرعاية التي كانت المصدر الرئيسي للدخل ، ليستمر مسلسل إهدارالمال العام في التعاقد مع لاعبين لا يقدمون جديد ، واثبتوا فشلهم بدليل عدم تلقى معظمهم لعروض خارجية طالما أنهم " فلاتات " زمانهم ، لنتأكد أنهم يصنعون هالات إعلامية حولهم لزوم رفع أسعارهم في السوق الكروى . وعلى المستوى المجتمعي لم تسع وزاراتي الشباب والرياضة للقضاء على " التعصب " الذى تسبب في مأساة بورسعيد وأبكت جريمته مصركلها بوفاة 72 شابا ، العقول توقفت عند محاولة الهروب من تجميد النشاط ، دون التفكير في علاج للمشكلة الرئيسية التي تسببت في تلك الكارثة ، وتناسى الجميع أنه لولا الشحن الجماهير والتعصب الأعمى لما حدثت تلك المجزرة ، ولما استغلها البعض امنيا فى تشويه صورة مصر في العالم. يا سادة الشباب هم العصب الرئيسي لكافة نواحي الحياة في مصر وعلينا أن نهتم بهم ، ونكف عن سياسة التجاهل والجرى لحل أزمة الدورى دون النظرإلى الأسباب الرئيسية التي تسببت فى ذلك الانفجار الذي كان متوقعا من شباب متحمسا فى تشجيع فريقه.