أحترم كثيرا الشاعر المحترم فاروق جويدة، وأجد أفكاره قريبة جداً من أفكارى، ولكن ليسمح لى سيادته بالاختلاف معه كثيراً حول ما كتبه فى عموده باكياً على زملاء أتموا الستين من عمرهم المديد إن شاء الله، وتم إنهاء تعاقد الأهرام معهم، وقد أثار هذا الموضوع لغطاً كثيراً فى الصحافة والفضائيات، ولم أعره أى اهتمام لمعرفتى السابقة بتلاقى المصالح وسطوة المادة على كثير مما يثار فى وقتنا الحالى فى بعض وسائل الإعلام الممولة أساساً لإحداث ضجة حول بعض المواضيع التى تناسب أغراضها، ولكن أن يعترض كاتب فى مثل قامة فاروق جويدة على قرار كان يجب أن يكون أول من يدافع عنه، فهذا ما أدهشنى ودفعنى لأتساءل: متى يجد شباب الكتاب والصحفيين الفرصة إن لم يخل أحد هؤلاء الكبار مكانه؟ ينبغى أن يترك الجيل الأكبر الفرصة لغيره، أتذكر يا سيادة الكاتب المحترم الأجيال السابقة من الكتاب المحترمين؟ كان لكل منهم صالونه الأسبوعى يتعرف فيه على شباب المبدعين ويأخذ بيد من يجد عنده الموهبة ليدفعه إلى الأمام، مَن مِن هؤلاء حاول إبراز موهبة، أو حتى حاول الدفاع عنها ممن يحاول دفنها؟ هل تذكر يا سيدى كم كان سن هيكل عندما ترك الأهرام؟ لقد أصبح كاتباً عالمياً دون عقود مع الأهرام أو غيرها، لو كان واحداً من هؤلاء موهوباً لفرح بوصوله إلى هذه السن التى يصبح بعدها حراً يكتب بالطريقة التى يراها، عموداً أو كتاباً أو دراسات محترمة تباع بالملايين. إننى أطالب الرئيس بجعل سن الستين نهاية لعمل كل من يأخذ أجره من الحكومة أياً كان، وأياً كان العمل الذى يعمله ما عدا الوزراء فقط. نحن جميعا نعلم أن سن المعاش قد مدت لفئات بالكامل لمجرد البقاء على أفراد يعملون فى خدمة النظام السابق بإخلاص لا يتصورون وجود مثله عند أحد غيرهم. سيادة الرئيس، إن تطبيق سن المعاش على الجميع بمنتهى الجدية سيفتح مجالاً واسعاً لبروز قيادات بفكر جديد يناسب الثورة، وهو أول قرار ثورى يجب اتخاذه لتجديد شباب الدولة حتى لا نسمع أن شركة مثل ممفيس للأدوية تم تعيين رئيس لها بعد الثورة فى سن السبعين، وحتى لا نرى الشركات القابضة جميعاً عبارة عن مقاهٍ للمعاشات يبدأ سن التعيين فيها من الستين. أرجو التفكير جدياً فى تجديد دم الدولة، فالقيادات الحالية معظمها يحتاج إلى نقل دم.