شهدت اللجنة الفرعية رقم 8، بالمدرسة الميكانيكية، بمدينة طنطا، إقبالا كثيفاً من الناخبين عصر يوم الاستفتاء، وبينما يصطف الناخبون في الطابور، فوجئوا، بوقوف السيد البدوي رئيس حزب الوفد في الطابور للإدلاء بصوته، وقال البدوي، في تصريحات خاصة ل"الوطن"، إنه رغم سكنه في القاهرة لأشغاله الخاصة، إلا أنه لم يقم بتغيير محل إقامته من طنطا، حيث يعتز بالبلدة، وسيظل يصوت بها مهما كان، وأشار إلى أن شقته القديمة التي نشأ فيها مازال محتفظاً بها، مؤكدا أن ذلك جزء لا يتجزأ من الوطنية، حيث الاعتزاز بالمنشأ، وعدم التملص منه بالانتماء للقاهرة. كما أكد أنه سيقوم بالتصويت ب"لا" على مشروع الدستور الجديد، مشيرا إلى التزامه بقرار جبهة الإنقاذ الوطني، التي ستصوت ب"لا"، وانتقد الدعاوي التي طالبت بمقاطعة التصويت، قائلا إن حزب الوفد يرفض تلك الدعاوي الهدامة، التي من شأنها أن تنشر السلبية في المجتمع المصري. وأردف "إذا جاءت النتيجة بلا فإن ذلك سيفتح حوارا وطنيا حقيقيا مصر في حاجة إليه"، ورفض أن يتوقع النتائج التي سيؤول إليها الحال، إن كانت نتيجة التصويت بنعم. "الوضع السياسي في مصر الآن شاذ" كان ذلك وصف السيدي البدوي، على الحالة التي تعيشها مصر الآن، مستغربا حالة العنف التي يعيشها الشارع المصري، والاشتباكات التي صارت عنوانا للتيارات السياسية، مشيرا إلى أن مصر طوال سبعة الآف سنة لم تعش وضعاً مثل ذلك، داعياً كل الأطراف إلى لم الشمل، قائلاً "مصر مش حتتقسم مهما حصل". وأكد أثناء وقوفه في الطابور المكتظ، أنه لا يعبأ بطول الطابور، طالما أن الشباب يقفون فيه، وقال ملطفا الأجواء "أنا مش أقل شباباً منهم"، وبدأ حالة مع النقاش مع بعض الشباب، الذي سيصوت بنعم، وحاول إقناعهم في هدوء بسوء الدستور الجديد، حيث أوضح لهم أن الدستور الجديد لا يكفل حد أدنى للأجور، وقال لهم إن مصر تستحق دستورا يليق بالشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل بناء دولة مصرية حقيقية، وقال إن الحديث المتواتر عن دعوته لرحيل الرئيس عارية من الصحة، إذ قال "الرئيس الذي جاء من خلال صندوق الانتخابات بشرعية، لا يمكن أن يرحل إلا عبر صندوق انتخابات أيضا"، وأنهى حديثه قائلا "هذه هي الديمقراطية التي قاتلنا من أجلها". وخلال انتظار البدوي في طابور الاستفتاء بين أعضاء الحراسة المنتشرين حوله، اعتدى بعض الشباب المارين عليه لفظيا، ذاكرين حادثة الاعتداء عليه جسديا في ميدان التحرير يوم 28 نوفمبر الماضي، ورد البدوي بالصمت والابتسام.