محافظ الشرقية يستقبل مفتي الجمهورية بمكتبه بالديوان العام    الأحد.. مجلس الشيوخ يناقش الأثر التشريعي لقانون التأمين الصحي والضريبة على العقارات المبنية    وفد من جامعة نوتنغهام يشيد بالإمكانيات العلمية لجامعة المنصورة الجديدة    «أوقاف الدقهلية» تفتتح مسجدين وتنظم مقارئ ولقاءات دعوية للنشء    الرقابة المالية تجدد تحذيرها للمواطنين بعدم التعامل مع جهات غير مرخصة بما يعرضهم لمخاطر مالية جسيمة    الرئيس السيسي يتلقى اتصالاً هاتفيًا من رئيس الوزراء اليوناني ويؤكدان دفع العلاقات الإستراتيجية بين البلدين    فتح باب التقدم والحجز إلكترونيًا عبر منصة مصر الصناعية الرقمية خلال الفترة من 1 إلى 15 يونيو 2025    فيدان: محادثات إسطنبول أثبتت جدوى التفاوض بين روسيا وأوكرانيا    وصمة عار في جبين الحضارة.. أستاذ قانون دولي يطالب بمقاطعة شاملة لإسرائيل فورًا    فرنسا: الاعتراف بدولة فلسطينية واجب أخلاقي ومطلب سياسي    «عشان زيزو يسافر» خالد بيبو مفاجأة بشأن موعد نهائي كأس مصر.. وعبد الواحد السيد يرد    محافظة الجيزة تنهي استعداداتها لاستقبال امتحانات نهاية العام الدراسي للشهادة الإعدادية    فى ليلة ساحرة.. مروة ناجى تبدع وتستحضر روح أم كلثوم على خشبة مسرح أخر حفلاتها قبل 50 عام    المنطقة الشمالية العسكرية تستكمل تنفيذ حملة " بلدك معاك " لدعم الأسر الأولى بالرعاية    حسن حسني.. «القشاش» الذي صنع البهجة وبصم في كل الفنون    مفتى السعودية: أداء الحج دون تصريح مخالفة شرعية جسيمة    قافلة طبية مجانية بقرية البرشا بملوي تقدم خدمات لأكثر من 1147 حالة    أسامة نبيه: أثق في قدرتنا على تحقيق أداء يليق باسم مصر في كأس العالم    الرئيس السيسي يؤكد لليونان التزام مصر الكامل بالحفاظ على المكانة الدينية والفريدة لدير سانت كاترين    فيلم سينمائي يشاهده 4 أشخاص فقط في السينما الخميس    8 مصابين في تصادم سيارتين أعلى محور 26 يوليو    خطيب المسجد الحرام: الحج بلا تصريح أذية للمسلمين والعشر الأوائل خير أيام العام    مصطفى شوبير يتعاقد مع شركة تسويق إسبانية    4 وفيات و21 مصابا بحادث انقلاب أتوبيس بمركز السادات    حكم من شرب أو أكل ناسيا فى نهار عرفة؟.. دار الإفتاء تجيب    الإفتاء تحذر: الأضحية المريضة والمَعِيْبَة لا تجزئ عن المضحي    في لفتة إنسانية.. بعثة القرعة تعيد متعلقات حاجة فقدتها في الحرم    108 ساحة صلاة عيد الأضحى.. أوقاف الإسماعيلية تعلن عن الأماكن المخصصة للصلاة    ترامب يتحدّى أوامر القضاء.. وواشنطن تُخفي الأزمة الدستورية تحت عباءة القانون    بعد «come back to me» الشعبية.. يوسف جبريال يشكر تامر حسني عبر السوشيال ميديا (فيديو)    دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة لتيسير الأمور وقضاء الحوائج.. ردده الآن    ضبط تشكيل عصابي تخصص في تزوير راغبي الحصول على مستندات رسمية بالقليوبية    تحرير 146 مخالفة للمحلات التي لم تلتزم بقرار الغلق    كأس العالم للأندية.. ريال مدريد يعلن رسميا ضم أرنولد قادما من ليفربول    الرئيس اللبنانى يزور العراق الأحد المقبل    طهران: تقرير الاستخبارات النمساوية المشكك في سلمية برنامجنا النووي كاذب    بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من مسجد الشهيد بالقليوبية    وزير الزراعة يستعرض جهود قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة خلال مايو الجاري    ليلة في حب وردة وبليغ حمدي.. «الأوبرا» تحتفي بروائع زمن الفن الجميل    نائب وزير الصحة يتفقد عددا من المنشآت الصحية فى البحر الأحمر    رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية يستقبل وفد اتحاد المستشفيات العربية    مونديال الأندية وكأس العالم 2026.. ماذا قال ترامب عن "الولاية الرياضية"    سعر الخضار والفاكهة اليوم الجمعة 30 مايو 2025 فى المنوفية.. الطماطم 12جنيه    جيش الاحتلال يعلن انضمام لواء كفير إلى الفرقة 36 للقتال في خان يونس    بحضور محافظ القاهرة.. احتفالية كبرى لإحياء مسار رحلة العائلة المقدسة بكنائس زويلة الأثرية    رئيسة المجلس القومي للمرأة تلتقي الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر    ريا أبي راشد: أجريت مقابلة تلفزيونية مع مات ديمون بعد ولادة ابنتي بيومين فقط    حملة للتبرع بالدم بمديرية أمن البحر الأحمر    بنيامين نتنياهو يدخل غرفة العمليات.. ومسؤول آخر يتولى إدارة إسرائيل    وزير الإسكان: بدء إرسال رسائل نصية SMS للمتقدمين ضمن "سكن لكل المصريين 5 " بنتيجة ترتيب الأولويات    مصرع وإصابة 4 أشخاص في حادث تصادم بطريق مصر السويس الصحراوي    «عانت بشدة لمدة سنة».. سبب وفاة الفنانة سارة الغامدي    3 ساعات حذِرة .. تحذير بشأن حالة الطقس اليوم : «شغلوا الكشافات»    موعد مباراة الاتحاد والقادسية في نهائي كأس خادم الحرمين والقنوات الناقلة    "فوز إنتر ميامي وتعادل الإسماعيلي".. نتائج مباريات أمس الخميس 29 مايو    «مالوش طلبات مالية».. إبراهيم عبد الجواد يكشف اقتراب الزمالك من ضم صفقة سوبر    نجاحات متعددة.. قفزات مصرية في المؤشرات العالمية للاقتصاد والتنمية    تقارير: أرسنال يقترب من تجديد عقد ساليبا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قيادى منشق عن «الأسد»: هرّبت 1400 وثيقة من القصر الجمهورى تكشف تورط «الأسد» فى زرع الفتنة بين السوريين
الوثائق تتضمن معلومات عن عدد المظاهرات والمتظاهرين والجرحى والقتلى والمعتقلين
نشر في الوطن يوم 14 - 12 - 2012

شاب يبلغ من العمر 25 عاماً استطاع أن يخدع نظاماً يرى فى نفسه أنه الأقوى والأذكى فى مواجهة شعب خرج لينادى بالحرية، فما كان منه إلا أن قصف شعبه بالدبابات والطائرات وراجمات الصواريخ، استطاع الشاب أن يخترق القصر الجمهورى لبشار الأسد ورجالاته ليصبح المدنى الوحيد بين عشرات الضباط ممن أوكلت لهم مهمة إدارة خلية الأزمة السورية التى أسسها النظام فى أبريل 2011، أى بعد نشوب الثورة السورية ب15 يوماً.
دخل الشاب إلى عرين «الأسد»، فى القصر الجمهورى، وتولى منصب مدير مكتب البيانات والمعلومات فى الخلية المركزية لإدارة الأزمة لمدة قاربت ثمانية أشهر ليهرب بعد ذلك ب1400 وثيقة عن ممارسات الأسد القمعية ضد المدنيين التى كان أبرزها محاكمة المدنيين عسكرياً لمشاركتهم فى المظاهرات ووثائق لم ينشرها بعد أن طلبت منه المحكمة الجنائية الدولية عدم عرضها على الإعلام حتى لا تفقد قيمتها القانونية.
«الوطن» التقت بعبدالمجيد بركات، مدير مكتب البيانات والمعلومات فى الخلية المركزية لإدارة الأزمة فى القصر الجمهورى وممثل اتحاد تنسيقيات الثورة الثورية فى المجلس الوطنى ومدير الهيئة العليا للإغاثة السورية فى حلب.. وانفردت معه بهذا الحوار:
* كيف استطعت الوصول للقصر الجمهورى؟
- أنا تخرجت فى كلية العلوم السياسية جامعة دمشق وحاصل على ماجستير فى العلاقات الدولية، وعلى هذا الأساس تقدمت للقصر الجمهورى فى بداية أحداث الثورة السورية بناءً على طلب من أحد أصدقائى يعمل داخل القصر بأن هناك شيئا يسمى خلية إدارة الأزمة تأسست مع بداية الثورة السورية فى أبريل 2011، فتقابلت مع أمين السر فى الخلية ويسمى اللواء صلاح الدين النعامى وتحدثت معه عن إمكانية الالتحاق بالخلية.
والمشكلة الوحيدة التى واجهتنى هى أن سجلى الأمنى كان سلبياً، لأننى سبق اعتقالى من قبل أثناء مشاركتى فى مظاهرات داخل الجامعة فحاولت من خلال الشخص الذى كان يعمل داخل القصر وطلب منى التوظف فى الخلية إصلاح الأمر وتحويل ملفى الأمنى من سلبى لإيجابى ونجحنا فى ذلك وقبلونى فى الوظيفة.
* ما الهدف الذى كان يريده بشار الأسد من إنشاء خلية كهذه؟
- بدأت العمل بعد أسبوع من إنشاء هذه الخلية، وكان الهدف منها إدارة الأزمة أمنياً وعسكرياً وسياسياً واقتصادياً، وتضم أكبر ضباط سوريا سواء على المستوى الأمنى أو العسكرى أو السياسى، ويرأسها سعيد بخيتان الأمين القُطرى المساعد بالإضافة إلى 10 ضباط معروفين فى سوريا منهم آصف شوكت نائب رئيس الأركان فى الجيش السورى، وعلى مملوك مدير مكتب الأمن القومى، وجميل حسن مدير المخابرات الجوية، وعبدالفتاح قدسية رئيس شعبة المخابرات العسكرية، وحسن تركمان نائب القائد العام بالجيش والقوات المسلحة ووزير الدفاع السورى.
كانت الخلية وقتها لا تضم أى موظف مدنى سواى واختيارى جاء بعد اختبارى أمنياً وتقنياً، وبدأ عملى فى مكتب إدارة المعلومات والبيانات فكان أى شىء يدخل الخلية أو يخرج منها لا بد أن يمر على هذا المكتب لدراسته جيداً وجدولة البيانات بشكل كامل ثم رفعها لأمانة السر.
* وماذا كانت تفعل أمانة السر بالتقارير التى ترفع إليها؟
- كانت الأمانة تدرس هذه التقارير وتحدد المعلومات والبيانات التى ستناقش خلال الاجتماع الذى يعقد فى ال7 من مساء كل يوم مع قادة خلية الأزمة، بالإضافة للضباط الذين ذكرت أسماءهم، وكان ماهر الأسد من الشخصيات التى تحضر الاجتماع لكن بشكل غير دائم (أسبوعى أو شهرى) للاطلاع على آخر تطورات الأوضاع.
* ما الآلية التى كانت تعتمد عليها الخلية فى جمع المعلومات والبيانات عن الأزمة؟
- المعلومات كانت تأتينا من خلال التقارير التى ترفعها جميع أفرع الأمن الجوية والسياسية والمخابرات العسكرية بشتى المحافظات، ومن أكثر من 19 فرعا أمنيا بشكل يومى فى ال9 صباحاً، ثم تدرس وتبوّب وتؤرشف، لاقتراح الحلول وطرق المعالجة ومن ثم رفعها لأمانة السر التى تعيد صياغة التقرير وعرضه على القادة فى اجتماع ال7 مساء لأخذ القرارات اللازمة، قبل رفع التقرير النهائى للقصر الجمهورى للرئيس مباشرة فى ال12 مساءً، إما يضيف عليه قرارات أو يحذف، وصباحاً توزع على جميع الجهات المنفذة، كل منها فى اختصاصه.
* هل العمل فى الخلية يكون بشكل مركزى؟
- خلية إدارة الأزمة مركزية ومقرها دمشق، ولها أفرع فى جميع المحافظات، والخلايا الفرعية ترسل الخطط والقرارات والاقتراحات للخلية المركزية وأحياناً كان هناك بعض الضباط الذين ذكرت أسماءهم يتسلمون ملفات محافظات بعينها، فمثلا آصف شوكت كان يتسلم ملف «حلب» لفترة من الفترات، وعلى مملوك كان يتولى ملف «حمص».
* كيف كان القصر الجمهورى يستقبل الثورة السورية؟
- كانت الأوضاع ليست على ما يرام، فكل المكاتب تعمل ليل نهار، ولم يكن أحد يعرف بوجود شىء اسمه «مكتب خلية إدارة الأزمة»، إلى أن هربت من القصر الجمهورى وظهرت فى وسائل الإعلام، وأفصحت عنها، وكان الضباط فى الخلية ربما يبيتون لأيام فى القصر، فمثلا سعيد بختيان سبق أن بات لمدة أسبوع، بالإضافة إلى بعض الضباط الذين كانوا يعملون 24 ساعة يومياً.
* ذكرت أن ماهر الأسد كان أحياناً يحضر اجتماعات خلية الأزمة السورية.. فماذا كانت انطباعاته تجاه ما يحدث فى سوريا؟
- أولا أنا لم أكن أحضر الاجتماعات لأنها كانت مغلقة، ودورى يقتصر على دراسة وتحليل المعلومات والبيانات ووضع مقترحات وحلول للأزمة، لكن حضور شخصية مثل ماهر الأسد إلى القصر الجمهورى كان يتطلب بقاء كل الموظفين فى أماكنهم وعدم السماح لهم بالخروج إلا بعد رحيله بل وإغلاق شبابيك وأبواب مكاتبهم.
فماهر الأسد كان شخصا دمويا جداً وله طبيعة مميزة، وكان لا يحضر الاجتماعات إلا فى حالة اتخاذ قرارات مهمة، وكانت قرارته تكون بشكل انفرادى، حتى الفرقة الرابعة التى يرأسها كانت منفصلة عن قيادة الجيش السورى وهيئة الأركان، وهو الذى يتولى تنفيذ العمليات الصعبة مثل اقتحام درعا فى بداية الثورة.
* هل كان يؤخذ بتوصياتكم؟
- للأسف لا.. كانت أغلب القرارات أمنية وعسكرية، وهذا نابع من طبيعة تكوين الخلية التى لا يوجد بها أساتذة وخبراء متخصصون فى إدارة الأزمة وإنما ضباط أمنيون وعسكريون حتى بعد أن تولى حسن تركمانى إدارة الخلية قال إن الحل سيكون عسكريا فقط.
* ما نوعية المعلومات التى كنتم تركزون عليها فى الخلية؟
- خلية إدارة الأزمة كانت تستقبل يومياً تقارير من 4 مستويات رئيسية وهى فرع حزب البعث والمخابرات الجوية والمخابرات العسكرية والأمن السياسى، بالإضافة إلى تقرير من وزارة الداخلية، وكانت هذه التقارير تشمل الأحداث اليومية التى تقع فى سوريا وتوقيت حدوثها بالساعة والدقيقة والثانية وكيفية التعامل معها، حتى أسماء المعتقلين والجرحى تذكر أسماؤهم، وكانت التقارير إذا جمعت تتعدى ال150 صفحة.
وكانت بعض هذه التقارير مثيرة للضحك، فمثلا إذا كبّر شخص داخل مسجد فإنهم يذكرون اسم الشخص والمسجد ودقيقة التكبير ثم يذكرون أنه ألقى القبض عليه، وعندما بدأت الثورة فى التسليح بدأت تأتينا تقارير من هيئة أركان قيادة الجيش تشرح الظروف العسكرية والاشتباكات التى تدور فى حمص ودرعا ودير الزور وريف دمشق.
* ما أكثر المدن التى كان يقلق منها النظام السورى فى حال سيطرة الثوار عليها؟
- منذ بداية الثورة كانت دمشق وحلب تشكل قلقا أساسيا للنظام، فحلب يتركز فيها أكثر من نصف السكان فى سوريا، وبها أغلب النشاط الاقتصادى، والمدينتان كان يتعامل معهما النظام حتى قبل خروج الثورة بأهمية كبرى، وللعلم وصل عدد الشبيحة فى حلب إلى 300 ألف شبيح، وفى دمشق 500 ألف شبيح وعنصر أمنى؛ لأنهم يدركون أن خروج دمشق وحلب عن السيطرة سيسقط النظام.
* الاقتراحات والتوصيات التى كانت ترفعها الخلية للرئيس الأسد.. هل كان يأخذ بها؟
- كانت دائماً أمانة السر تطلب منا دراسات عن كيفية التعامل مع الأزمة وإمكانية فرض حل سلمى أو مصالحة لكنها لم تكن جدية، فكثيراً ما تقدم اللواء صلاح الدين النعمانى أو صلاح الشرح باقتراحات لحل الأزمة فى درعا، لكن كانت دائماً الحلول عسكرية فإذا كتب الشخص اقتراحا سلميا أو علميا لحل المشكلة كان يُستهزأ به.
* وماذا عن التقارير المعلوماتية التى كانت تصل لإدارة الأزمة بخصوص حمص؟
- حمص كبقية المحافظات، كانت ترفع منها تقارير عما يدور بها، لكن وضع حمص كان حساسا جدا لأنها قريبة من المناطق العلوية، وكانت المدينة مقسومة بين سنة وعلويين، وكانت القرارات الصادرة عن خلية إدارة الأزمة تقضى بقطع الكهرباء والماء والأدوية عن «السُّنة الثائرة»، لزرع الفتن بين أهالى المدينة الواحدة، حتى المظاهرات التى كانت تخرج فى حمص اندسوا وسطها ليرددوا هتافات طائفية، ومنها رفع أعلام إسرائيل، وكانت كتيبة من كتائب الفرقة الرابعة تندس داخل المظاهرات لرفع أعلام إسرائيل وتهتف هتافات طائفية حتى يظهروا للعلويين بأن هذه المظاهرات خرجت ضدهم وليست لإسقاط نظام بشار.
وبالفعل صدر قرار بتهجير أو ترحيل أهالى حمص السنة وتركوا المناطق العلوية، كما هى، وكان مسئول ملف حمص على مملوك وهو معروف بشخصيته الدموية منذ أكثر من 30 عاماً هو المسئول عن اقتحام عملية باب عمرو والخالدية، وصدر قرار من القصر الرئاسى بحرق حمص وكل شىء فيها حجر وبشر وحتى هذه اللحظة ما زالت المدينة محاصرة.
* متى قررت الانشقاق عن الخلية والهروب بوثائق خلية إدارة الأزمة خارج سوريا لفضح جرائم الأسد؟
- منذ عملى داخل الخلية فى الشهر الرابع كنت من مؤسسى اتحاد التنسيقيات بدمشق فى المنطقة الشرقية بالتحديد، وكنا ننسق خروج المظاهرات فى دوما ودرعا وحرستا، وعندما اقترحت عليهم موضوع الخلية قالوا أنت الوحيد المؤهل لدخولها، ومن ثم كان عملى فى الخلية يساعدنى على مد التنسيقيات بالمعلومات الكافية لدرجة كانت تصل إلى عقد اجتماعات مع أصدقائى فى التنسيقية داخل مكتبى فى القصر لأنه ما دمت أنا فى القصر فأنا شخص مؤيد وغير قابل للشك.
وكنا نتواصل مع المعارضة الخارجية ونرسل لهم تقارير عن الأوضاع، بالإضافة للتقارير التى كنا نرسلها لوسائل الإعلام المختلفة، ومن ثم بدأ التشكيك فى عملى منذ شهرى الثامن فى 2011 واستدعانى رئيس الخلية بختيان وحقق معى، وطلب منى مغادرة مكتبى لمدة 10 أيام إلا أن العميد حسن التركمانى طلب منى العودة مرة أخرى لأنهم لا يريدون عمل شوشرة حول موضوع الخلية لأنه لا أحد يعرف شيئا عنها.
وبالفعل عدت إلى عملى وكنت أرسل معلومات للثوار وأبلغهم بالأماكن التى سُتقتحم أو تُقصف، فكان قادة الخلية يشعرون بأن عملياتهم فى دمشق وريفها لا تؤتى بأى نتائج، وعندما كانوا يتقحمون منطقة لا يجدون بها نشطاء للاعتقال، فعاودوا الشك بى، وكان ذلك فى بداية 2012، وعينوا سكرتيرة لى فى المكتب تراقبنى بشكل دائم وتبحث فى أجهزة الكمبيوتر والأوراق.
وعرضت الموضوع على أصدقائى فنصحونى بالخروج، كما أن أحد القادة الموجودين بالخلية الذى سهل دخولى إليها أصر على مغادرتى فأتيت يوم جمعة إلى القصر وكان يوافق 6 فبراير 2012 أنا وأحد أصدقائى وفتحنا المكاتب وأخرجنا حوالى 1400 وثيقة ثم سافرت من دمشق لحلب ومنها إلى تركيا.
* كيف استطعت الخروج بهذا العدد الكبير من الوثائق؟
- خرجت من القصر بطريقة طبيعية، لأنه لا يوجد كاميرات، كما أن الأمن يعرف أننى أعمل داخله، ومن ثم فأنا شخص موثوق فيه، وعندما دخلت إلى حلب قابلتنى مشكلة الحواجز الأمنية فمررت بها بشكل طبيعى أيضاً لأنهم اعتادوا خروجى بالوثائق، وعندما وصلت لحلب ذهبت إلى الشخص الذى كان سيساعدنى فى الخروج من سوريا إلى تركيا وبقيت أمامنا مشكلة كيفية إخفاء الوثائق، خصوصاً أن معبر السلامة الحدودى لم يكن محرراً بعد فاقترح علىّ هذا الشخص أن ألصق جميع الوثائق على جسدى وأرتدى ملابس ثقيلة فوقها حتى لا تظهر وبالفعل مررت على المعبر وجرى تفتيشى ولم يجدوا شيئاً.
* ما أبرز الوثائق التى قررت أن تلتقطها من مكتب الخلية؟
- كان نفسى آخذ وثائق أكثر من ذلك ولكن ما استطعت حمله فعلاً هو ال1400 وثيقة.
* تقريباً ما عدد الوثائق الموجودة فى المكتب؟
- يوجد مكتب بالكامل للوثائق وربما يصل عددها بالملايين، فالمكتب تحول إلى ديوان مؤرشف والوثائق التى حصلت عليها كنت أضع علامات عليها.
* ما نوعية الوثائق التى كنت تقصدها؟
- كانت متنوعة بين ملفات من وزارة الداخلية وكلها موقعة ومختومة بالختم الأخضر، بالإضافة لوثائق من مجلس الوزراء وخلية إدارة الأزمة والأمن السياسى والمخابرات الجوية و4 أو 5 وثائق من الرئيس فيما يخص المحاكمات الميدانية.
* ماذا حدث بعد أن علمت الخلية بهروبك إلى تركيا؟
- اتصلوا بأقاربى فى سوريا وطلبوا منهم التواصل معى وعودتى مرة أخرى، وكان حسن التركمانى وعلى مملوك يتخوفون من حدوث ضجة إعلامية حول موضوع خلية الأزمة ووقتها لم أكن خرجت على الإعلام لفضح موضوع خلية الأزمة السورية، ورفضت العودة لأن ذلك معناه الانتحار.
* ما أكثر وثيقة لفتت نظرك بين ال1400 وثيقة؟
- من وجهة نظرى يوجد الكثير من الوثائق التى تمس النسيج الاجتماعى للبلاد فيها فتن طائفية وزرع فتن بين أبناء المدينة الواحدة، وهذه الوثائق بالنسبة إلينا مهمة لأنها تثبت مدى طائفية هذا النظام، بالإضافة إلى وثائق تخص المحاكم الميدانية ومنها وثيقة موقعة من رئيس خلية إدارة الأزمة تنص على إلقاء القبض على أى شخص موقع على تعهد بعدم التظاهر فى دير الزور يحال مباشرة إلى محاكمة ميدانية عسكرية، هذه الوثيقة مهمة للمحكمة الجنائية الدولية التى رفعت لها تقريرا مرفقا معه صورة من هذه الوثائق.
* هل حصلت على رد من المحكمة بشأن هذا التقرير وهذه الوثائق؟
- لا، لم أحصل على رد، ولكن تواصل معى عدد من المحامين الدوليين بشأن هذا الموضوع وأظن أنهم سينظرون فى القضية بعد سقوط النظام، كما أنهم طلبوا منى عدم خروج بعض الوثائق إلى الإعلام حتى لا تفقد قيمتها القانونية.
* الآن أنت مسئول عن مكتب الهيئة العليا للإغاثة السورية.. فكيف وصلت لهذه الهيئة وما عملك بها؟
- جرى تأسيس هذه الهيئة منذ عام وشهرين فى مدينة اسطنبول التركية، وأنا لم أكن من المؤسسين، فمن أسسها هو الشيخ محمد على الصابونى، وأحمد الصابونى، وكان لها مراكز عدة فى انطاكية وكلس واسطنبول فى تركيا، ووادى خالد فى لبنان، وفى الأردن، لكن فى الفترة الأخيرة وبعد تحرير جزء كبير من سوريا طرحت نقل مكتب الهيئة للأماكن المحررة، فتمت الموافقة على نقلها إلى ريف حلب.
* ما طبيعة الدعم الذى تقدمة الهيئة للشعب السورى؟
- يختص عمل الهيئة بالجانب الإنسانى من خلال توفير مساعدات إغاثية من ملبس ومأكل وتوفير خيام للنازحين والجرحى، ومن أهم الأعمال التى تؤديها الهيئة علاج الجرحى السوريين عندما نخرجهم إلى أى دولة لا بد من توفير جهة تتكفل بعلاجهم فضلا عن أنها تعمل على توفير الحاضن الاجتماعى للجيش الحر لأن إدارة المناطق المحررة لا تقع فقط على عاتق الجيش الحر فقط، وتعمل الهيئة أيضاً على دعم المجالس العسكرية من خلال تقديم دعم إعلامى لهم ومدهم بأجهزة وكاميرات وحواسب إلكترونية وأجهزة لاسلكى حتى يتواصلوا مع الإعلام بشكل كبير.
* ما مصادر تمويل الهيئة؟
- موضوع التمويل صعب جداً، ونحن نعانى من عدم وجود جهات ثابتة للتمويل، فمثلا نعتمد على المغتربين السوريين وجمعيات الإغاثة الكبيرة خصوصاً فى تركيا، لكن لا يوجد أى مصدر مستمر لهذا التمويل ونحاول بقدر الإمكان استمراره من خلال المغتربين السوريين فى دول الخليج وأوروبا.
* هل توجد إحصائيات بأعداد الشهداء أو المنكوبين خلال أحداث الثورة السورية؟
- توجد إحصائيات كثيرة لمراكز تابعة للثورة السورية، وأخرى صادرة عن منظمات دولية تشير إلى أن متوسط عدد الشهداء فى سوريا حتى الآن وصل إلى 43 ألف شهيد، بالإضافة إلى 150 ألف مفقود، ونحن حتى هذه اللحظة نعد المفقودين ضمن الشهداء لأننا لا نعرف عنهم شيئاً حتى الآن ونتوقع أننا سنفاجأ بأرقام كثيرة ربما تصل إلى مئات الألوف من الشهداء بعد إسقاط النظام.
*ما الرسالة التى تحب أن توجهها كهيئة إغاثة إلى الدول العربية؟
- رسالتى أريد توجيهها إلى جميع الحكومات العربية وهيئات الإغاثة للإسراع فى عملية إغاثة الشعب السورى، فسوريا كلها منكوبة، ليس فقط حمص أو حلب، ولا بد من سرعة التوجه بعمل إغاثى فعال وحقيقى للتأثير على الأرض، وأيضاً أتوجه برسالة للمجلس الوطنى والمعارضة الموجودة بالخارج أن يمارسوا معارضتهم وعملهم من داخل الأراضى السورية لأن هناك جزءا كبيرا من الأراضى محررا، وسيكون دوره فعالا داخل سوريا أكثر، ونحن لسنا بحاجة لهيئات ومؤتمرات ومجالس فى الخارج، نحن نستطيع أن نجتمع ونقرر ونعارض فى الداخل، فحلب حالياً أصبح 80% من أراضيها محررا، ولماذا لا يصدر من حلب حكومة حقيقية، ولماذا نبحث دائماً عن حكومة لنا فى المنفى؟ عار على المعارضة وعلى المجلس الوطنى عندما يفكر فى تشكيل حكومة له فى المنفى وأغلب أراضى حلب محررة.
نريد التأكيد على أن الشرعية التى أخذها المجلس الوطنى من الشعب السورى أخذها بصفة شخصية اعتبارية وليس شرعية للأشخاص الذين يشكلون هذا المجلس، وعليه أن يسارع ويكون على قدر المسئولية وأن يحقق أهداف ومطالب الشعب السورى، ونحن فى الداخل تخوفنا من إنشاء أى مجلس وطنى أو أى مجلس للمعارضة لأن الأمر سيزيد الشرخ بين صفوف المعارضة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.