هل تسعى الشعوب لانتخاب ديكتاتور؟ هل تنتج الثورات ما هدمته مرة أخرى! هل تنتحب الديمقراطية على أعتاب زمن حر؟ وهل ينسى الإنصاف من كابد الظلم؟ تلك الأسئلة تراودنى الآن فى عمر تجربتنا السياسية بعد الثورة وأتعجب هل نسى الإخوان أن الثورة هى ثورة شعب وأنهم خدام لهذا الشعب وليسوا أسياده؟ كم كبير من التعالى والصلف خلعه الإخوان على الجميع، على مؤسسات الدولة وعلى المعارضين، وأيضاً على شركائهم من السلفيين والجماعات الإسلامية، استخدام للجميع ثم حرق لكل من استهلكوه، ما هذه الانتهازية! وما هذا التوحد مع الذات والجماعة!، نعم قرأنا كثيراً عن سلوك وتركيبة وأخطاء الجماعة، لكن ليس من قرأ كمن شاهد وعامل!! لقد أضحى الذوبان للرئيس والقيادات فى الجماعة مرضاً عضالاً طال بالفعل الرئيس المنتخب وجعل منه مديراً لمصر لتلبية مصالح الجماعة فقط! هل نسى الإخوان ورئيسهم أنهم ظلوا قابعين سنين طويلة كقطة وديعة تحت أرجل الحكم الاستبدادى لمبارك، واكتفوا بفتات المكاسب السياسية، فى حين أن الوطن كان يحتاجهم ويتطلع لمساندة تنظيمهم القوى العتيد فى نجدته من تحت قدم الديكتاتور، هل حاولت قيادات الإخوان يوماً أن تقول لمبارك أنت ديكتاتور ويجب أن ترحل؟! لم يحدث ولم يكن ليحدث لو لم يتدرعوا بشباب مصر فى ثورة 25 يناير. ثم يأتى د. مرسى ليكون ديكتاتوراً مرة أخرى، ولا يشفع هنا حسن نية الديكتاتور، ولا تهم طيبته، ولا يغنى حديثه الشعبى البسيط، ولا تمر رغبته المرهفة الحس فى أن يكون ديكتاتوراً مؤقتاً! ولكن اللافت فعلاً ما تجرأ عليه من سلطات أخذها لنفسه ولصالح جماعته دون طرفة عين أو تذكر لماضٍ قريب، هل نسى د. مرسى أنه كان مسجوناً ظلماً وأنصفته ثورة قمنا بها، هل أراد أن يعذبنا بما ناله من ديكتاتورية مبارك؟ هل نسى مرسى أن عزته على عرش حكم مصر من دماء شهداء أفنوا حياتهم أملاً فى الحرية وفى حاكم حر لشعب حر، هل نسى د. مرسى أن الشعب استرد عافيته وصحته السياسية ولن يترك نفسه عبداً لرئيسه مرة أخرى؟ هل نسى مرسى أنه لولا من تصوروا كذباً أنه ظل وقرين للثورة دونما شفيق وانتخبوه ما كان لينجح، وهل نسى تنظيمه أنه لولا الثوار الذين قاتلوهم فى الأربعاء الأسود الماضى فى معركة الجبنة النستو ما كانوا ليترددوا على القصور الرئاسية وتفتح لهم كل الأبواب المغلقة لتحقيق مصالحهم؟ لقد نسى مرسى بالفعل وتجبر، وعاجله الشعب بكلمة «ارحل» فكانت قاصمة سريعة حاسمة لا تقبل أى مساومة أو حب أو أحضان رئاسية!