تجمع عدد من شباب الإخوان المسلمين فى قسم الرمد بمستشفى التأمين الصحى بمدينة نصر، مع المصابين الذين فقئت أعينهم خلال اشتباكات الأربعاء أمس الأول، بين مؤيدى ومعارضى الرئيس محمد مرسى، لمؤازرتهم، منتقدين الإعلام، الذى ينقل الصورة -وفقاً لكلام شباب الإخوان بالمستشفى- من جانب واحد، ولا يهتم إلا بمن يسمون أنفسهم «الثوار»، حتى إنه لم يأتِ أحد للتحدث معهم سوى إحدى الصحف القومية، وكأن الانتماء السياسى شرط للتحدث عن مدى خطورة الإصابة. احتجز مستشفى مدينة نصر للتأمين الصحى عدداً من مصابى أحداث الاتحادية مساء أمس الأول الأربعاء، أغلبهم من الإخوان المسلمين، وتم علاج ما يقرب من 10 فى قسم الحوادث والطوارئ، وخصص المستشفى غرفاً خاصة فى الطابق الرابع بقسم جراحة النساء لتكون غرف طوارئ لمصابى الأحداث احتجز فيها شاب واحد اسمه مصطفى محمد، 18 سنة، أحد المؤيدين للرئيس، بعد إصابته بارتجاج فى المخ. أصر والد مصطفى محمد، الشاب الإخوانى المحتجز بالمستشفى، على خروج نجله من المستشفى صباحاً قبل أن تستقر حالته، وكتب إقراراً منه بذلك على أن يعالجه فى مستشفى آخر، وكانت أغلب الإصابات من المرضى المحتجزين حالياً فى المستشفى بخرطوش فى العين، فقد احتجز فى قسم الرمد 4 مصابين، ثلاثة منهم فقدوا أعينهم اليمنى، والرابع فقد العينين. قال رضا محمد، 31 سنة من المؤيدين للرئيس محمد مرسى، فقدت عينى اليمنى بعد إصابتى بطلق خرطوش من متظاهرين وليس من الأمن، جئت من المنصورة لتأييد الرئيس محمد مرسى، مع عدد كبير من مؤيديه، ودخلنا محيط الاتحادية بسلمية، وقام أحدنا بتنظيف المكان قبل الجلوس فيه، لكننا فوجئنا بهجوم من يسمون أنفسهم الثوار، علينا بطلقات خرطوش، وزجاجات مولوتوف، وحاولنا الدفاع عن أنفسنا فيما وصلنا إلى هذه النتيجة. وندبت وزارة الداخلية أحد أمناء الشرطة، مقيم بالمستشفى، للحصول أولاً بأول على أقوال المصابين والتقارير الطبية الخاصة بحالاتهم لرفعها إلى جهات التحقيق، ووزارة الداخلية. وفى مستشفى منشية البكرى، يروى صلاح رضا، أحد أصدقاء محمد السنوسى الذى سقط قتيلاً فى محيط أحداث الاتحادية أمس الأول، آخر لحظاته التى قضاها صديقه قائلاً: كان عند القصر يحاول إسعاف المصابين، حين أصابه أحد المؤيدين للرئيس برصاصتين أطلقوهما عليه، وقتها كان يحاول اجتذاب أحد المصابين كان قد وقع فى بؤرة الاشتباكات لتوصيله إلى إحدى سيارات الإسعاف لعلاجه، فسقط على الفور، اجتذبناه حينها وحملناه إلى سيارة إسعاف كانت هى الأقرب، ومنها إلى المستشفى حيث توفى داخل غرفة العمليات». أهالى قتلى أحداث قصر الاتحادية تجمعوا أمام ثلاجات الموتى بمستشفى منشية البكرى العام، منتظرين خروج جثامين ذويهم من المستشفى إلى مشرحة زينهم لاستلامهم من المشرحة، وشهدت بوابة المستشفى حالة من النواح والبكاء المتصاعد من أقارب قتيلين هما حصيلة القتلى فى مستشفى منشأة البكرى العام وحدها. رضا السنوسى، شقيق محمد السنوسى أحد ضحايا أحداث الأمس، 22 سنة، قال ل «الوطن» إن شقيقه «ذهب إلى محيط قصر الاتحادية لإسعاف المصابين لكن تم قتله برصاصتين واحدة فى الكتف، والثانية فى البطن، ولفظ أنفاسه الأخيرة بغرفة عمليات المستشفى ونحن هنا منذ تلقينا الخبر فى حوالى الثالثة فجراً، فتوجهنا إلى المستشفى».