لا أملك بعد دعوة الدكتور «مرسى» الشعب إلى الاستفتاء على الدستور، إلا أن أقول له للمرة الثانية فى أقل من أسبوع: «برافو.. برافو يا ريس».. وهاتيك الأسباب: 1- حرّك الرئيس صباح يوم الدعوة للاستفتاء «صبيانه»: من الإخوان والسلفيين، هاتفين ب«تكفير» كل من يخالفهم، كده وش، ومهددين بالويل والثبور وعظائم الأمور، لمن يشرد عن سرب الجلاليب و«الدقون» التى تزاحمت حول تمثال «النهضة»، لتمهّد الأرض لقرار الرئيس بدعوة الشعب لقول «نعم» للدستور، وإلا كان فى عداد «الكافرين»!. 2- فى المساء خرجت علينا يا «ريس» تقدم واجب التحية للأعضاء المنسحبين من اللجنة التأسيسية، ولمن يحتشدون ضدك من القضاة والثوار. كانت لهجتك جادة فى ظاهرها، ساخرة فى باطنها، وفى كل الأحوال كان لسان حالك يقول ما سبق وردده المخلوع: «خليهم يتسلوا»!. 3- لست أدرى فعلاً الطريقة التى استطعت بها أن تؤلف قلب «الأمريكان»، إلى درجة أن عاملك الرئيس «أوباما» معاملة «الأصحاب»، حين اعتذرت له منذ أيام عن اتصالك به فى وقت متأخر، فرد عليك قائلاً «اتصل فى أى وقت»!.. فعلاً أستاذ دكتور، فأنا لا أستطيع أن أفسّر هذا الدعم من جانب «الأمريكان» بأنك منحتهم شيئاً محدداً كانوا يحتاجونه منك، خلال العدوان الإسرائيلى على غزة!، لا أستطيع أن أقول ذلك، لا سمح الله، الأرجح أن «الأمريكان آمنوا بالله» على «ايديك»، وتلك معجزة كبرى، أسأل الله أن يعوضك وإخوانك بها عن الكفرة المارقين من أبناء شعبك الرافضين أن يدينوا لك ولجماعتك بالسمع والطاعة. 4- لا خلاف على أنك -بفضل عبقريتك الفذة- واثق تماماً من أنك سوف تعبر هذه الأزمة، وتفرض ما تريده على كل مخالفيك، بل وسوف تكسب أكثر، فبدلاً من المرور ب«الكام مادة» المتضمنة فى الإعلان الدستورى الذى خلق لك هذه الأزمة، هداك ذكاؤك إلى أن «تنفد» بدستور بأكمله!. 5- أنت شخص استثنائى للغاية!. فعبر سنين طويلة، عشت توجّه العديد من الانتقادات إلى الرئيس المخلوع، وبعد أن مكنك الله من رقاب المصريين، وأصبحت رئيساً، إذا بك تمارس بنفس الكيفية التى كان يؤدى بها المخلوع!. 6- رغم أنك شخص مؤمن بالله، وتعلم أن الله يرسل آياته إلى البشر ليتعظوا بها، فإذا وقعت الآية ولم يؤمن بها من عاينوها، عجّل الله لهم بالعقاب. وقد رأيت فى نفسك أعظم آية، حين خرجت من السجن إلى حكم مصر، ومع ذلك فإنك تعبر على هذه الآية.. والأكادة، إنك عايز تاخد الدستور فى إيدك وانت معدّى، وتختطف الدولة لحساب الجماعة، وتظن أن بإمكانك أن ترهب بمجموعة من «الدقون» الشعب الذى أسقط أصحاب الكابات والسلاح الميرى.. أنت «خيالى» جداً يا «ريس».. بس «برافو»!.