أكد العديد من القوى السياسية، وعلى رأسهم القضاة، أن خطاب الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية أمس الأول جاء مخيباً للآمال، وكانت إجاباته كلها هلامية وغير صريحة. وأصيب قضاة نادى المنصورة المعتصمون داخل ناديهم بخيبة الأمل بعد سماعهم حوار الرئيس مساء أمس الأول، وأكدوا أن الرئيس لم يستطع الإجابة عن أى سؤال، ولا توجد إجابة صريحة وإجاباته هلامية وغير جازمة، مؤكدين استمرار اعتصامهم إلى أن يتم إلغاء الإعلان الدستورى بالكامل، لأن كل مادة فيه تمس كرامة وهيبة القضاء. وقال المستشار محمد عبدالمحسن، نائب رئيس محكمة النقض ووكيل نادى قضاة المنصورة، إنه «منذ البيان الأول للنادى ونحن معتصمون لحين إلغاء الإعلان الدستورى بالكامل، وللمرة الأولى يتفق القضاة على موقف واحد، لأن هناك انتهاكاً للقضاء»، مضيفاً: «نقول للرئيس القضاة لا يعزلون برأى الشارع، والاتهامات لا توجه إلا بدليل، وإذا لم يكن معه دليل فإن للقضاء قامات وهامات، ونقول له أشار عليك مستشاروك بهذا الإعلان الباطل فعلق القضاة أعمالهم كارهين واستقال الشرفاء من مستشاريك محتجين وثار غالبية أبناء شعبك مستنكرين، فماذا أنت فاعل؟ تعطيل العدالة مسئوليتك وإراقة دماء المصريين فى رقبتك». وأضاف عبدالمحسن: «نطالب الرئيس بالاستماع للقضاة بالطريقة التى يراها بعيداً عن مجلس القضاء الأعلى ونادى القضاة، ونطالب باستقلال القضاء، لأن جميع القضاة غاضبون، ونرفض كلام وزير العدل بوقف رواتب القضاة ولن نقبله، وهذا الإجراء سابقة خطيرة». فيما أكد المستشار أيمن سليمان، رئيس محكمة استئناف المحلة أن الرئيس انتهك استقلال القضاء وأنهم سيرفضون الإشراف على الاستفتاء، وبالنسبة للقضاة وما قاله الرئيس فى التوضيح بوجود أدلة جديدة، فإن القانون نظم ذلك ولا نحتاج إلى إعلان، ونحن لا نعتبره إعلاناً دستورياً، وحقيقته ما هو إلا قرار منعدم، لأنه خالف صريح القانون والدساتير السابقة، مشيراً إلى أن «القاضى له إجراءات معينة لإحالته للصلاحية، ونحن نرحب بذلك، وإذا أخطأ فنحن أول من نطالب النائب العام بتقديم استقالته». وفى نفس السياق، أكد الثوار وشباب الحركات الوطنية بقنا أن خطاب الرئيس جاء مخيباً لآمالهم وطموحهم، وأضافوا أن مرسى أصبح فرعوناً جديداً ولا بد من اتحاد جميع القوى الوطنية للإطاحة به، مشيرين إلى أنهم مستمرون فى احتجاجاتهم ومسيراتهم حتى يسقط النظام أو إلغاء قرار الإعلان الدستورى. وأشار حسام عربى، منسق ائتلاف شباب الثورة بقنا، إلى إعلان العديد من الأحزاب والقوى الوطنية رفضها لخطاب الرئيس، وتأكيدهم على ضرورة إلغاء الإعلان الدستورى، لأنه «سقوط لدولة القانون». وأضاف زيدان القنائى، الناشط السياسى، أن خطاب الرئيس انتكاسة للثورة وذبح للإرادة الشعبية، لأنه يسعى إلى انقلاب كامل على الشرعية التى أتت به إلى الحكم، والاستحواذ على كامل سلطات الدولة. ومن جانبه، قال الدكتور زهدى أشامى، أمين حزب التحالف الشعبى الاشتراكى بالبحيرة، إن الرئيس وعد المواطنين بمستقبل «وردى فنكوش جديد»، مؤكداً أن مرسى لم يأتِ بجديد فى حواره، وتمسك بجميع قراراته ومواقفه التى أدت لأزمة تلو أزمة، وصولاً للأزمة الكبرى الراهنة. وأشار أشامى إلى أن الفارق الوحيد بينه وبين الخطاب السابق فى الاتحادية، أنه حاول الظهور فى صورة «الديكتاتور الطيب» بالمقارنة بصورة «الديكتاتور الشرس» فى الخطاب السابق. فيما عبّر أعضاء اتحاد الثورة بأسيوط عن دهشتهم من حوار الرئيس ووصفوه بالمكرر والممل ولا يضيف جديداً، وعبّر عقيل إسماعيل عقيل، المتحدث الرسمى للاتحاد، عن خيبة أمله بعد انتهاء الحوار الذى لم يضع حلولاً للأزمة الحالية فى البلاد، وأيضاً عدم اكتراث الرئيس بالعديد من الأزمات الحالية المتمثلة فى تعليق العمل فى كثير من المحاكم والنيابات، وإعلان الصحف عدم الصدور يوم الثلاثاء، وكذلك احتجاب الكثير من القنوات الفضائية يوم الأربعاء المقبل، وأيضاً عملية تمرير الدستور التى تتم على مرأى ومسمع من الجميع ومنهم الرئيس، وكذلك حالة الاحتقان السياسى الموجودة فى البلاد.