"عجوز باب الشعرية": "نايم على الرصيف وعدت عليا كل الانتخابات والمرشحين مش بيخدمونا"

"كل المرشحين بيعدو من جبني ومحدش بيكلف نفسه بالنظر لي".. كلمات وصف بها رجل ستيني الماسأة التي يعيشها منذ أربع سنوات على الرصيف المقابل لمدرسة "الناصر" الابتدائية في باب الشعرية.
بكلمات ممزوجة بالحزن والحسرة بدأ راضي بدير، 68 عامًا الشهير ب"مجدي كنكة" في شرح معاناته ل"الوطن": "يا بني أنا نايم على الرصيف من فترة طويلة وجميع المسؤولين والنواب السابقين للدائرة وحتى المرشحين الحالين يعرفوا بمشكلتي بس هما ما بيعملوش حاجة".
وأضاف أن مهمة المرشحين تحولت من خدمة المواطنين وتخفيف معاناتهم إلى شراء أصوات الناخبين للفوز بالمقعد البرلماني.
"شنطة بلاستك" بداخلها مجموعة كبيرة من الأغراض يحملها الكهل، ويرقد على ألواح خشبية محاطة ب"بطانية" يتخدها مأوى لحمايته من البرودة في الليل، وينتظر هذا العجوز مرور أي شخص ليشرح له مأساته لعله يجد الخلاص من هذا الوضع البائس، حيث يلتحف بالسماء ويفترش الأرض العراء منذ عدة سنوات مستغلًا وجوده بجانب أحد المقاهي ليساعده المترددين عليها بتوفير متطالباته اليومية.
ويشرح راضي قصته التي صب من خلالها غضبه على المرشحين، لافتًا إلى أن مشكلته بدأت منذ أربعين عامًا عندما أنهار منزل أسرته بشارع "الصباغ" بمنطقة باب الشعرية، حيث لم يتجاوز ال15 عامًا، ثم تشتت الأسرة بعد الحادث بوفاة والدته وزواج والده مرة أخرى، ولم تتسلم الأسرة أي مسكن من المسؤولين، واستمرت القصة طوال تلك السنوات يعيش في غرفة بصحبة أبنائه حتى صدر لغرفة المنزل قرار إزالة وتفرقت أسرته الصغيرة بعد انفصاله عن زوجته، لينتهي به الوضع لهذا الرصيف منذ أربع سنوات، موضحًا أن محافظ القاهرة ورئيس حي باب الشعرية، واوعداه ببحث مشكلته، وتم استخراج جميع البيانات للحصول على معاش ومسكن للإيواء لكن دون جديد حتى الآن.
يذكر أن لجان الاقتراع فتحت أبوابها اليوم، لاستقبال الناخبين للإدلاء بأصواتهم في المرحلة الثانية والأخيرة من انتخابات مجلس النواب، والتي تستمر حتى مساء غد، في 13 محافظة وهي: القاهرة والقليوبية والدقهلية والمنوفية والغربية وكفرالشيخ والشرقية ودمياط وبورسعيد والإسماعيلية والسويس وشمال سيناء وجنوب سيناء.