كمال الهلباوى: الإعلان الدستورى يصنع ديكتاتوراً.. وربما يؤدى لمزيد من الدماء والمآسى

القيادى الإخوانى السابق: على القوى المدنية أن تعتصم فى التحرير لحين التراجع عن القرارات

قال الدكتور كمال الهلباوى، القيادى السابق بجماعة الإخوان المسلمين: إن قرارات الرئيس محمد مرسى وراء انقسام المصريين وتجعل مصر مقبلة على صراع هى أغنى ما تكون عنه. وأبدى، فى حواره مع «الوطن»، تأييده القوى المدنية فيما ذهبت إليه من ضرورة الاعتصام والتظاهر فى التحرير لحين إلغاء الإعلان الدستورى الذى يصنع ديكتاتوراً جديداً، مؤكداً أن الأيام المقبلة ربما تشهد دماء ومآسى جديدة.
* كيف ترى الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس محمد مرسى وما جاء فيه من قرارات؟
- أرى أن هذا الإعلان من شأنه أن يصنع فرعوناً جديداً، وإن كان فيه جزء إيجابى يتحدث عن إعادة محاكمة رموز النظام السابق وحقوق الشهداء، لكن قراراته ومواده تفتح الباب لشر كثير، كان من المفترض أن توحد الأمة، لكنها بهذا الشكل قسمت الأمة، منها المادة التى تمنح الرئيس كل الصلاحيات باسم الثورة، وتمنع فى نفس الوقت أى طعن على قراراته، كما تحصن مجلس الشورى والجمعية التأسيسية للدستور من أحكام القضاء، وهو أمر غير مقبول.
* من وجهة نظرك، لماذا تضمن الإعلان الدستورى فى المادة 6 كلمتين متقاربتين هما: «الوطن» و«الأمة»؟ وما مدلول ذلك؟
- هذه المادة بها «طنطنة» عن الوطن وعن الأمة، وأنا فعلا أريد أن أسأله: ماذا يقصد بالأمة؟ وما هى؟ هل يقصد الأمة الإخوانية، أم الإخوانية السلفية، أم الحركة الإسلامية، أم أنها إشارة للأمة العربية والإسلامية؟ كما أريد أن أعرف ما الذى يعنيه بالوطن.
* ما الذى أدى بالرئيس إلى اتخاذ مثل هذه القرارات من وجهة نظرك فى هذا التوقيت؟
- لا أعلم بالضبط سبب ذلك، أنا لا أُشكك فى نيته ولا فى إخلاصه وتجرده، لكن من الواضح أنه يعمل فى إطار مؤسسة كاملة، وليس هو من يضع القوانين، أو الإعلانات الدستورية، فقط ربما تكون لديه الفكرة، أما من يضعها فعليه أن يعلم أنها خرجت بشكل سيئ جداً.
* كيف ترى الموقف الآن فى ظل مظاهرات الإخوان أمام قصر الاتحادية، تأييداً للإعلان، ومظاهرات القوى المدنية الرافضة فى التحرير ومحمد محمود؟
- أعتقد أن الموقف الآن يعبر عن انقسام حقيقى بين المصريين بسبب القرارات والإعلان الأخير غير المدروس، الذى أدخل البلاد فى نفق مظلم.
* وهل تؤيد دعوات القوى المدنية للاعتصام فى ميدان التحرير، لحين عدول الرئاسة عن الإعلان؟
- نعم.. أؤيد الاعتصام والتظاهر السلمى لحين العدول عن تلك القرارات غير الصائبة، على أن يلتزم الجميع بالسلمية، حتى لا يسقط مزيد من المصابين، أو تسيل دماء أكثر، وأنا أؤيدهم فى ضرورة الاعتصام لحين حدوث التطهير الكامل والإصلاح الحقيقى، بعيداً عن التدمير، لكن فى ضوء التطورات والأحداث الحالية أرى أن مستقبل مصر غير مبشر بالخير، وسندخل فى صراع نحن أغنى ما نكون عنه.
* هل تعتقد أن هناك ضغوطاً مارسها «الإخوان المسلمون» على الرئيس لإصدار الإعلان الدستورى؟
- لا أهتم بهذا الأمر كثيراً، خصوصاً أننى أنظر إلى نتائج القرارات التى ستقودنا إلى الهلاك.
* وهل من الممكن أن يتطور الصراع إلى حد الصدام أو الحرب الأهلية كما يقول البعض؟
- على الرغم من أن الإخوان يتظاهرون أمام الاتحادية، والقوى الأخرى فى التحرير، فإن الصراع ربما يستمر طويلا ويتطور، لتصبح هناك حالة من الصراع والصدام، بدلاً من الاتجاه إلى السلم المجتمعى، ومن الممكن أن نشهد تكرار مآسٍ ودماء جديدة فى الأيام المقبلة.
* هل فكرة الاستحواذ وامتلاك الأرض من أدبيات حسن البنا؟
- إطلاقاً.. فالرغبة فى السيطرة والامتلاك لم تكن أبداً من أخلاقيات الإمام حسن البنا، مؤسس الإخوان، ولا حتى من أدبياته، وهذا الأمر بعيد تماماً عن فكر الإمام، وعن الإسلام بشكل عام.