سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ليلة جمعة «الغضب والإنذار»: «التحرير» يغلى ويطالب بإسقاط النظام المتظاهرون يطردون شباب الإخوان من الميدان ويرفضون فض الاعتصام فى اليوم الخامس على إحياء ذكرى محمد محمود
هتاف «الشعب يريد إسقاط النظام» يهز أركان الميدان، مسيرات شبابية تتجه إلى الشوارع المتفرعة منه. حلقات نقاشية تحلل قرارات مرسى الأخيرة والإعلان الدستورى. سيارات إسعاف منتشرة بجوار المستشفى الميدانى بشارع طلعت حرب.اشتباكات متواصلة بشارعى محمد محمود ويوسف الجندى لليوم الخامس على التوالى. جميع المحلات أغلقت أبوابها. صورة كبيرة لجابر صلاح «ترفرف» فى بداية شارع محمد محمود إلى جوارها صورة أخرى للرئيس مرسى مقترنة بصورة للرئيس السابق مكتوب عليها الرئيس محمد مرسى مبارك. أعلى تلك الصورة، علق المتظاهرون لافتة كبيرة مكتوباً عليها ممنوع دخول الإخوان. إشارة المرور بناصية الشارع خضراء رغم أن الشارع مغلق عن آخره بالمتظاهرين.الاشتباكات تحتدم بعد التاسعة مساءً. قنابل المولوتوف تُقذف على أفراد الشرطة الموجودين أعلى مدرسة الليسيه. يتسلق بعض المتظاهرين سور الجامعة الأمريكية المرتفع يحاولون قذف قوات الشرطة بالمولوتوف والحجارة.فيما يسلط أحد المتظاهرين شعاع الليزر الأخضر عليهم ليتبعه سيل من الحجارة.لا توجد أى مبادرات لوقف الاشتباكات لا تراجع ولا استسلام من قبل المتظاهرين. قرارات مرسى الأخيرة وإقالة النائب العام لم تهدئ من غضب الشبان أو ترضى غرورهم. بائعو الكمامات الواقية من الغاز المسيل للدموع ينتشرون بكثرة فى بداية الشارع سعر الواحدة ب50 قرشا فقط، أما منطقة المواجهات فيوجد بها من يبيع النبال، ينصح المتظاهرون بشرائها لدقة التصويب على أفراد الشرطة والضباط، ثمنها 10 جنيهات. يسقط أحد المتظاهرين فوق سور الجامعة الأمريكية غارقاً فى دمائه إثر قذفه بالأحجار يصعد زميل له ويرميه على المتظاهرين الموجودين بالمكان يهرولون نحو المستشفى الميدانى. يقدمون له الإسعافات الأولية. لكنه لا يفيق، فيتوجهون به إلى سيارة الإسعاف الموجودة بجوار المستشفى مباشرة بطلعت حرب وتنقله على الفور إلى المستشفى.إحدى السيدات تحذر المتظاهرين من تسليم المصابين للشرطة أو الإبلاغ عنهم بموجب بطاقات تعريف أسمائهم. أعداد المتظاهرين بميدان التحرير ازدادت بعد إصدار الإعلان الدستورى الجديد فى أول الليل. أحد المتظاهرين الشبان يمسك ميكروفوناً ويهتف: «اسمع اسمع يا قناص أنا جسمى كله رصاص»، ثم يطلب من زملائه تنظيم مسيرة نحو شارع طلعت حرب والعودة من جديد إلى محمد محمود. يتجهون إلى ميدان طلعت حرب وهم يهتفون بصوت عالٍ: «جينا نزلنا عالميدان، كنا نهتف للميدان، قلنا عيش، كرامة، حرية، والإخوان فاكرينها تكية».ميدان التحرير يصاب بشلل نصفى فى حركة مرور السيارات بالميدان. الحلقات النقاشية تتسع بشكل كبير، الكل يقول رأيه فى الإعلان الدستورى. أمام مكتب الجزيرة المحترق وقف عدد من شباب الإخوان الملتحين لم يعلنوا فى البداية أنهم أعضاء بالجماعة لكن دفاعهم المستميت عن مرسى كان سبباً فى توضيح هويتهم فيما بعد. وأخذوا يتناقشون مع بعض المتظاهرين، ويقولون إن الرئيس مرسى حقق أهداف الثورة وأقال النائب العام وسيعيد محاكمة قتلة الثوار من جديد، وهذا كان سبباً لتظاهركم.يرد أحد المتظاهرين عليه ويقول: جئنا لأن مرسى أصبح إلهاً لا يطعن على قراراته أحد. يحصن التأسيسية التى انسحب منها الرموز الوطنية ويحصن مجلس الشورى من الحل. معنى ذلك أنه لايقبل التقويم مثلما قال فى أول حكمه. هو يعمل من أجل الجماعة. يرد الشاب الإخوانى أن ما فعله الرئيس حماية للثورة يستمر شهرين فقط. يحتد النقاش وترتفع الأصوات. لم يقتنع أحد بكلام الآخر هكذا قالوا. المتظاهرون بسرعة يلتفون حول شباب الإخوان ويحاصرونهم ثم يطلبون منهم الابتعاد عن الميدان والعودة إلى دار القضاء العالى. وتحت الضغوط يخرجون منه بخطوات مسرعة. شهد ميدان التحرير حلقات نقاشية متعددة كهذه بين أفراد الإخوان وغيرهم من المتظاهرين حيث طلبوا منهم فض التظاهرات والاعتصامات والعودة إلى العمل والإنتاج، وكاد الأمر ينتهى بكارثة فى أحد هذه الحوارات لولا تدخل الحكماء. بعد أن قام رجل يعرفه المتظاهرون جيداً اسمه أبورامى استشهد ابنه فى أحداث ثورة يناير باحتجاز أحد شباب الإخوان كان يناقش آخرين فى قرارات مرسى.غضب الرجل لذلك غضباً شديداً وتوعد أى إخوانى يدخل التحرير الليلة. لكن حلقات النقاش التى لم تسفر عن شىء استمرت طوال الليل مثل الاشتباكات مع الشرطة التى لم تتوقف أيضاً. حتى ساعات الصباح الأولى لم تقم أى حركة أو تيار سياسى بإقامة أى منصات بالميدان ليلة جمعة الغضب والإنذار رغم توعد البعض بأن مظاهرات الجمعة ستكون ساخنة جداً.