هل فكرت يوماً أنك تتجه نحو الإدمان دون أن تدرى؟ عندما نتحدث عن الإدمان لا شك أن أول ما يأتى إلى الذهن هو إدمان المخدرات أو الكحوليات أو الإدمان الحديث الذى يطلق عليه DIGITAL DRUGS وهو إدمان موسيقى معينة وملفات «إم بى ثرى»، لكن قد يغفل البعض أن هناك تحذيرات يطلقها خبراء علم النفس عن خطورة التعود على عادات بعينها قد تتحول بمرور الوقت إلى إدمان حقيقى، مثل «الشوبنج، أو الشات أو الجلوس على المقاهى». أسماء يحيى، طالبة، بسؤالها عما إذا كانت تدمن شيئاً، لم تفكر كثيراً، فبادرت بالرد فوراً «الشوبنج»، وقالت: «فيه حاجات كتير بشتريها ومش بلبسها بس بفرح لما أفتح الدولاب وألاقى هدوم كتيرة فيه، ولما مش بيكون معايا فلوس بنزل اتفرج على الهدوم وبخش أقيسها وباعتبر إن ده خطوة تمهيدية إنى أنزل أشترى الهدوم دى بكرة، ومش ببقى قادرة أستنى لحد تانى يوم عشان أجبهم، أنا خسيت 12 كيلو عشان ألبس هدوم كانت ضيقة، وممكن أزعل على أى فلوس ادفعت فى أى حاجة». خبراء ينصحون بعدم الاستمرار فى العادات غير المفيدة.. ويؤكدون: تسبب اكتئاباً الأمر نفسه تكرر لدى ندى حسام -طالبة بكلية آداب جامعة حلوان- فى حب «الشوبنج»، وقالت: «لما بكون مكتئبة مفيش حاجة ممكن تفرحنى زى الشوبينج، لدرجة إن فى وقت إحساسى بالحزن أو الزعل تنصحنى أمى بالنزول إلى أحد المولات لشراء لبس جديد، وفعلاً وقتها بس برجع مبسوطة، أنا اتعودت أنزل أعمل شوبنج من إعدادى مع أختى، أنا عارفة إن ده إدمان وكل صحابى بيقولولى كده بس مدام دى حاجة كويسة ومش بتضرنى معنديش مشكلة». بطريقة مختلفة ترى «دنيا بيومى» -طالبة بكلية الإعلام جامعة القاهرة- أنها تكون فى أفضل حالاتها عندما تشترى «بافتات الأطفال» فتقول: «بدخل أى محل أطفال وأشترى بافتات، بجيب كل الأنواع العادى السادة والمرسوم عليها شخصيات كرتونية، مش لاقية سبب لحالتى لكن طبعا مش بسلم من كلام ساخر من أهلى لأننا معندناش أطفال فى البيت وأنا لسه مش مرتبطة وبالتالى بدرى قوى شراء الحاجات دى، لكن أنا غصب عنى بحس إنى مبسوطة بس وأنا بعمل كده وبقى عندى دلوقتى 30 «بافتة». «القهوة إدمان وحياة» كلمات رددها «عمرو حسن» -طالب بكلية الإعلام- فى حديثه عن حبه الشديد للبقاء على القهوة التى يعتبرها «بيته الثانى»، فيقول: «لما بكون فاضى ومعنديش شغل أو دراسة بروح القهوة حتى لو لوحدى، وعالأقل بكون هناك ممكن 4 أيام فى الأسبوع». من جانبه، يرى الدكتور حمدى الفرماوى، أستاذ علم النفس التربوى بجامعة المنوفية أن البعض يقبل على إدمان شىء خاصة من فئة الشباب ولا يعرف ذلك إلا مؤخراً ولذلك فهناك خطوات إذا وجدها البعض فى تصرفاتهم يعرف فوراً أنه مقبل على إدمان الشىء فيقول: «أى سلوك مكرر فى أى موقف من المواقف دون تحديد أو تحقيق هدف فهو إدمان فعلى سبيل المثال تكرار وجود الشخص على الفيس بوك فى أى وقت دون هدف يعتبر إدماناً، دون تحقيق أى شىء، أما إذا تحقق هدف من أى سلوك مكرر يفعله الشخص فلا يعتبر إدماناً». وعن التخلص من إدمان الشىء، قال «الفرماوى»: إدمان العادات والسلوكيات خطورته فى أن التوقف عن أدائه قد يؤثر على الحالة النفسية للشاب، وقد تؤدى بمرور الوقت إلى اكتئاب، لذا ينصح باتباع الخطوات التالية: تفعيل الإرادة الذاتية عند الإنسان، فعندما يفعل الإنسان إرادته يستطيع أن يتغلب على إدمانه للشىء ويعالج نفسه، وتفعيل الدور الاجتماعى للفرد مع الأسرة والأصدقاء، وأخيراً البعد عن تكرار الفعل بالتدريج حتى يقل الاهتمام به شيئاً فشيئاً».