تملأنا دائما رغبة عارمة في تدوين مواقف وأحداث ومشاعر تعني لنا الكثير، ربما بسبب حاجتنا إلى استرجاع لحظات عشناها بتفاصيلها وحفرِت في قلوبنا، بالإضافة إلى حاجتنا إلى مساحة خاصة للبوح بكل ما في صدورنا من مشاعر وأفكار نخشى التحدث عنها مع الآخرين، إلا أن هناك من يخشى من توثيقها على صفحات مذكراته حتى لا تبقى شاهدة على ماضٍ ربما يسيء إليه أو يؤلمه. في هذا الإطار، قامت "الوطن" باستطلاع رأي بين الشباب عن فكرتهم حول كتابة المذكرات.. فماذا قال الشباب والفتيات في هذا الخصوص؟ "عصام المصري"، البالغ من العمر 22 عاما، يقول: "لا أحب كتابة مذكراتي، لاحتوائها على أشياء خاصة جدا، ولا أريد إطلاع الآخرين عليها، حتى لا أُفضح بعد موتي". كما يتحاشى "علي قاسم" كتابة مذكراته للحفاظ على خصوصيته، وتجنبا لوقوعها في يد الآخرين وخاصة أقرب الناس له، وبذلك يبعد الشر عنه". "ليس لدي الوقت لكتابتها، كما أنها أشياء خاصة جدا لا يجوز أن تدون، لأنه إذا قرأها أحد سأكون في خبر كان"، هكذا علق سعيد القاضي عن فكرة كتابة المذكرات. من جانب آخر، كانت تحرص إيمان عبدالحميد، التي تبلغ من العمر 23 عاما، على كتابة مذكراتها في مرحلة المراهقة، ثم تحرقها كلها. وتضيف: "لم أعد أكتب مذكراتي بعد ذلك، خوفا من أن يقرأها غيري رغم أنها كانت تبعث في نفسي الراحة". كما ترى سارة عبدلله أن المذكرات سلاح قد يستخدم ضد كاتبها من شخص غير مسؤول، لذا تفضل إبقاءها داخلنا حفاظا على صورتنا الاجتماعية أمام الناس. ويقول عبدالرحمن إبراهيم: "الكتابة والتعبير عن النفس عادة يغرسها الآباء في أبنائهم منذ الصغر، وأعتقد أننا نفتقد إلى ثقافة التعبير بحرية عما بداخلنا". الخوف من مواجهة النفس، أبرز أسباب عزوف بعض الشباب عن كتابة مذكراته في رأي "سارة الشامي"، وتقول: "الكثير منا يفتقد للشجاعة التي تجعله يبوح بأسراره من خلال الكتابة". وتؤكد رباب عبدالحميد أن المذكرات اليومية تنقل كاتبها إلى دور "المراقب" مما يسمح له بمراجعة تفسيراته لما حدث، وإعادة فهمها بطريقة مفيدة أكثر. تمتلك مذكرات إيمان عادل القدرة على أن تكون معالجاً نفسياً وصديقاً عزيزاً لها في آن واحد، كما تؤمن لها الصفاء الذهني الذي يساعدها على اتخاذ القرارات، بحسب قولها.