طوال السنوات الماضية شهدت مصر العديد من العمليات الإرهابية في سيناء، لكن في الفترة الأخيرة امتد الأمر ليصل إلى قلب العاصمة، ويشمل العديد من المحافظات الأخرى.. وبين استهداف مقار ومنشآت أمنية إلى استهداف شخصيات عامة ومسؤولة في الحكومة، كانت "السيارات المفخخة" هي السلاح المفضل لدى الإرهابيين. البداية كانت في سبتمبر من عام 2013 حينما تعرض اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية المصري في ذلك التوقيت إلى محاولة إغتيال فاشلة من قبل عناصر إرهابية، حينما قاموا باستهداف موكبه عبر سيارة مفخخة، ما أدت إلى إصابة 25 شخصا، 10 من قوات الأمن و15 من المدنيين. وفي المنصورة وقع تفجير مديرية أمن الدقهلية في شهر ديسمبر عام 2013 بواسطة سيارة مفخخة، ما أسفر عن سقوط 15 شهيدا وأكثر من 130 مصابا، وانهيار جزء من أسوار المديرية وانهيار جزئي في عدد من المباني القريبة من بينها مجلس مدينة المنصورة والمسرح القومي والمصرف المتحد، وإتلاف العديد من سيارات الشرطة والمواطنين. وفي العاصمة، تم استهداف مبنى مديرية أمن القاهرة عبر سيارة مفخخة أيضا، قبل الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير بيوم واحد، ما أسفر عن تهشم واجهة المبني وتدمير جزء من متحف الفن الإسلامي وسقوط 5 شهداء والعشرات من الجرحى، وتبني تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي تلك العملية.
وفي يونيو الماضي اغتيل النائب العام المصري هشام بركات، عبر استهداف موكبة بواسطة سيارة مفخخة، تم تفجيرها عن بعد بمجرد مرور سيارة النائب العام الراحل بجوارها، وعلة أثر الانفجار تم نقله إلى المستشفى في محاولة من الأطباء لإسعافه، لكنه توفي بعدها بساعات إثر تهتك في الرئة والكبد ونزيف داخلي حاد لم يتمكن الأطباء من السيطرة عليه. ومنذ أقل من شهر تم استهداف مبنى القنصلية الإيطالية بوسط البلد، بواسطة سيارة مفخخة كانت تحمل ما يقرب من 450 كيلوجراما من المواد المتفجرة، ما أدى إلى سقوط قتيل وإصابة 9 آخرين، وتدمير مبنى القنصلية بشكل كبير، وتصدع العديد من المباني المجاورة لمبنى القنصلية، وقد تبنى تنظيم "داعش" الإرهابي ذلك الهجوم. وفي الساعات الأولى من صباح اليوم، تعرض مبنى الأمن الوطني بشبرا الخيمة إلى التدمير بعدما تم استهدافه بواسطة سيارة مفخخة، تم تفجيرها بعدما ترجل قائدها منها وهرب مع شخص آخر كان ينتظره بواسطة موتوسيكل، لتنفجر السيارة بعد رحيلهما متسببة في إحداث أضرار للمبنى بشكل كبير، وتضرر عدد من المباني السكنية المجاورة والسيارات الموجودة بالقرب من المبنى، وإصابة ما يقرب من 25 شخصا من بينهم 6 من أفراد الأمن. قال اللواء محمد صادق، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن هدف عملية تفجير مبنى أمن الدولة بمنطقة شبرا الخيمة، هو "البروباجندا" وإرسالة صورة للعالم الخارجي أن مصر تعيش في حالة اضطراب أمني، لإفشال كل المخططات التي تقوم بها الدولة من أجل مستقبل مصر بعدما أقترفته الجماعة من أخطاء. وأضاف صادق، في تصريحات خاصة ل"الوطن"، أن فكرة استخدام السيارات الملغومة في عمليات الإرهاب ليست وليدة اللحظة، لكنها تعود لحقبة الأربعينات من القرن الماضي، التي كان يقوم بها جماعة الإخوان، مشيرًا إلى أن مثل هذه الأداة تعتبر من أفقر الوسائل في العمليات الإرهابية وأبسطهم، فهي تعتمد على فكرة "السيارة المسروقة" وتزويدها بالمزيد من المتفجرات فقط. وأوضح أن جماعة الإخوان أعلنت بتفجير مبنى "أمن الدولة"، فجر اليوم، أنها انتهت نهائيًا بعد فشلها في العملية التي استهدفت فيها المبنى في ال2 صباحًا، مؤكدًا أن المبنى لا يوجد به سوى ضابط نباطشي، وهو ما يعني فقر معلوماتهم وفشلهم التخطيطي والتفيذ.