وسط 1200 مشاهد امتلأت بهم جنبات المسرح الكبير، شهد الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة مساء أمس، الخفل الختامي لفعاليات الدورة ال 21 لمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية الذي نظمته دار الأوبرا المصرية على مدار 8 أيام متصلة، بحضور الدكتورة إيناس عبد الدايم رئيس دار الأوبرا والمهرجان، والدكتورة رتيبة الحفني مقرر وأمين عام المهرجان . بدأ الحفل بكلمة للدكتورة رتيبة الحفني استهلتها بدعوة وزير الثقافة ورئيسة الأوبرا للصعود إلى خشبة المسرح لتسليم الفائزين في المسابقة التي صاحبت الفعاليات، ودارت حول الغناء العربي، جوائزهم وهم نوران يحيى فهمي التي فازت بجائزة المركز الأول، ومحمد زين العابدين جائزة المركز الثاني، وميشيل رسمي كامل جائزة المركز الثالث، كما حصل أحمد محمد إبراهيم على شهادة تقدير خاصة من لجنة التحكيم، بعدها أهدت رئيسة الأوبرا أوسكار المهرجان لوزير الثقافة؛ تقديرا لدعمه دورة المهرجان هذا العام ثم ألقى وزير الثقافة كلمة قصيرة، أشاد خلالها بالجهود المبذولة من دار الأوبرا لنشر الفن الهادف معتبرها "طاقة نور" للثقافة والفنون الجادة مؤكدا أن "وطن بلا ثقافة فن جسد بلا روح". والتقطت الدكتورة رتيبة الحفني، الكلمة مرة أخرى لتشكر كل من شارك في المهرجان من مطربين، وعازفين، وباحثين ودعت الحضور إلى الاستمتاع بفكرة شباب جديد، قدمت لأول مرة خلال هذه الدورة، وفي نهاية كلمتها وجهت الدعوة لجميع الحاضرين للوقوف دقيقة حداد حزنا على ضحايا العدوان الأخير على غزة، متمنية انتهاء الأحداث العنيفة التي يمر بها العالم حاليا، بعدها بدأت فرقة نون النسائية، الفقرات الفنية للحفل حيث عزفت عددا من مؤلفات الموسيقى العربية، ثم غنى المطرب الشاب محمد محسن باقة من أعمال خالد الذكر سيد درويش، وأبهر الحاضرين بروعة أدائة.. ثم شدت المطربة السورية وعد البحري بنخبة من روائع الطرب العربي منها "محلاها عيشة الفلاحة، خليك هنا" إلى جانب مجموعة من أعمالها الخاصة منها "تجربة، قرب مني" واختتمت الفاصل بأغنية "أي دمعة حزن لا" وبدأ الفاصل الثاني وغنى خلاله النجم علي الحجار نخبة من أجمل أعماله منها "عم بطاطا، وبوابة الحلواني، والشهد والدموع، وأبو العلا البشري، وهنا القاهرة" إلى جانب باقة مختارة من روائع تراث الموسيقى العربية، صاحب الحفل الفرقة القومية العربية للموسيقى بقيادة المايسترو سليم سحاب، وبثته القناة الثانية للتليفزيون المصري على الهواء مباشرة. جدير بالذكر أن المؤتمر المصاحب للمهرجان خرج بثلاث توصيات هي استعمال التقنيات الحديثة لمواصلة العمل على جمع التراث الموسيقي العربي من قبل الخبراء والمختصين العرب مما يعزز تدوين هذا التراث وتحليله ودراسته ثم نشره، وتربية الشباب على التراث الموسيقي العربي وتوعيته من خلال وسائل الإعلام ومؤسسات التعليم بمختلف مراحلها بما يسمح بإبراز الهوية الموسيقية العربية بالشق الشعبي من جهه والشق التقليدي المتقن من جهه أخرى، وتعريف الثقافات الأخرى بالتراث الموسيقي العربي ونقله إليها ما يجعل العولمة في اتجاهين بدل اتجاه واحد ويسهل التبادل الحضاري مع الغير، ويؤكد على الهوية العربية.