قالت شبكة الأنباء الصينية، إن تركيا عززت التعاون بينها وبين الولاياتالمتحدة لمكافحة الإرهاب، حيث سمحت للثانية باستخدام قواعدها الجوية لشن غارات جوية على تنظيم "داعش". وأضافت الشبكة، حسبما نقلته وسائل إعلام خارجية، "إلى جانب ذلك، دفعت تركيا بمقاتلات، ودبابات للمشاركة بشكل مباشر في مكافحة تنظيم (داعش)". نقلت الشبكة، تصريح مسؤول أمريكي، يفيد أن بلاده وتركيا توصلا أخيرا إلى اتفاق، بحيث يُسمح للجيش الأمريكي باستخدام القاعدتين الجويتين "إنجرليك" بجنوبي تركيا، و"ديار بكر" بالجنوب الشرقي لشن غارات على أهداف لتنظيم "داعش" في سوريا. كما نقلت الشبكة، ما قاله جون كيربي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، في بيان له، بشأن قرار الولاياتالمتحدةوتركيا المضي قدما في تعزيز التعاون من أجل مكافحة تنظيم "داعش"، إلا أنه لم يتم الكشف عن تفاصيل مؤقتا، بسبب المشاكل الأمنية المتعلقة بالعملية. يذكر أن هذا الاتفاق تم التوصل للصياغة النهائية له، من خلال اتصالات هاتفية بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الأمريكي باراك أوباما، ووصفه مسؤول أمريكي رفيع المستوى، أنه سيلعب الدور الرئيسي لقلب الأوضاع في هذه الحرب. أوضحت الشبكة الصينية، أن مقاتلات الجيش الأمريكي تنطلق حاليا من العراق، والكويت، والأردن، والخليج الفارسي، لتصل إلى سوريا كي تشن غاراتها، ومع وجود القاعدتين التركيتين الجويتين، اللتان تعتبران الأكثر قربا لسوريا، يسمح ذلك للجيش الأمريكي بشن غارات واستطلاع أكثر تكرارا وأطول وقتلا، مضيفة "توافر المعلومات بشكل مؤقت يتيح التعامل معاها بشكل أسرع". وذكرت الشبكة، أنه على الرغم من كون تركيا أحد أعضاء حلف الناتو، والحليف العسكري الأقوي لأمريكا في الشرق الأوسط، إلا أن جهودها التي تركزها في التعامل الأكراد المناهضين للحكومة، وإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وضرب تنظيم "داعش" لم يكن لها تأثير فعال. يذكر أن تركيا، كانت تسمح لطائرات الاستطلاع بدون طيار التابعة للجيش الأمريكي باستخدام قاعدة "إنجرليك" الجوية، وكانت تذعن مسبقا لدخول مقاتلين وأسلحة إلى سوريا عبر الحدود التركية - السورية، ما جعلها تتعرض لانتقاد دولي، إلا تنظيم "داعش" الذي أصبحت تهديداته تتصاعد يوما بعد يوم بالتمدد إلى تركيا، إضافة إلى نزوح مليون و500 ألف لاجئ من سوريا إلى الأراضي التركية، جعل كل ذلك الحكومة التركية مضطرة إلى إعادة تقييم موقفها من جديد. وطبقا لما أشارت إليه التقارير، ألقت الشبكة الضوء على الهجمات الإرهابية المتتابعة التي تعرضت لها تركيا من قبل تنظيم "داعش"، حيث أسندت إلى ذلك السبب في تدعيم قرار تركيا لمكافحة الارهاب، بعدما وقع هجوم انتحاري في مدينة تركية قريبة من الحدود السورية بجنوب شرق سوريا، ما أسفر عن مقتل 32 شخصا، وسقوط أكثر من 100 مصاب، وكان ذلك واحدا من أفزع التفجيرات التي تعرضت لها تركيا في السنوات الأخيرة. ويضاف إلى المسلسل المأسوي، هجوم نفذه مسلحو "داعش"، حيث أطلقوا النار على مخفر حدودي بمدينة كيليس التركية الواقعة على الحدود مع سوريا، ما أدى إلى استشهاد جندي وإصابة 5 آخرين، ورد الجيش التركي من جانبه على ذلك بتحريك الدبابات نحو سوريا لشن قصف على عناصر "داعش"، ما أسفر عن مقتل شخص على الأقل. بعدها، أطلق الجيش التركي، صبيحة 24 يوليو، مقاتلات إلى سوريا لأول مرة، لشن غارات على أهداف لتنظيم "داعش"، وقال مكتب رئيس الوزراء التركي في بيان، إن ثلاث مقاتلات F-16 انطلقت من "ديار بكر" لتلقي 4 صورايخ موجهة على 3 أهداف لتنظيم "داعش". ومن المتعارف عليه، أن هذه هي أول مرة يعبر فيها الجيش التركي الحدود ليدخل في مواجهة أمامية مباشرة مع تنظيم "داعش"، ما اعتبر بالفقزة الكبيرة للأمام. في الصدد نفسه، أوضح مسؤول رفيق المستوى بمكتب رئيس الوزراء التركي، أن هذا التنظيم الإرهابي يشكل تهديدا على الأمن الوطني للبلاد، مضيفا "سنعزز التعاون الوثيق مع الحلفاء بما فيهم الولاياتالمتحدةالأمريكية من أجل مكافحة الإرهاب". وعلاوة على ذلك، شنت السلطات التركية في الأسابيع الماضية، حملات متتابعة على شكل موسع، حيث اعتقلت المئات ممن يشتبه في أنهم أعضاء تنظيم "داعش"، أو من الداعمين له.