كجوك: طرح 3 استراتيجيات متوسطة المدى للدين والسياسات الضريبية والمالية العامة نهاية الشهر الجاري    البابا ليو الرابع عشر يتضامن مع غزة في يوم عيد الميلاد    تركيا تبدأ تحليل الصندوقين الأسودين للطائرة الليبية المنكوبة    أوكرانيا تعلن استهداف أكبر منشأة روسية لمعالجة الغاز في أورينبورج    تصعيد الصراع العسكري والإنساني.. آخر تطورات الأوضاع في السودان    بمشاركة حجازي.. نيوم يهزم النجمة في الدوري السعودي    السيطرة على حريق بمحل ملابس فى الخصوص    إصابة 7 أشخاص في حادث انقلاب سيارة نصف نقل بالطريق الصحراوى في البحيرة    دهس طفل تحت عجلات ميكروباص فوق كوبري الفيوم.. والسائق في قبضة الأمن    نهال عنبر تفجر مفاجأة عن طلاق نجلها لزوجته    رئيس شعبة المصورين الصحفيين: صاحب واقعة ريهام عبدالغفور لا يعمل بصحيفة أو موقع    تعيين محمد حلمي البنا عضوًا بمجلس أمناء الشيخ زايد    أخبار كفر الشيخ اليوم.. إعلان نتائج انتخابات مجلس النواب رسميًا    ضياء رشوان: نتنياهو يريد تجنب الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة    ستة منتخبات تصنع المفاجأة وتُحافظ على شباكها نظيفة في افتتاح أمم إفريقيا 2025    تراجع جماعي لمؤشرات البورصة بختام تعاملات اليوم الخميس    نجاح عالمي للمعارض السياحية الخارجية وقرارات جديدة لتعزيز تجربة الزائر    هي تلبس غوايش وأنا ألبس الكلبش| انفعال محامي بسبب كتابة الذهب في قائمة المنقولات    «مؤسسة محمد جلال الخيرية» تكرم أكثر من 200 حافظة وحافظ للقرآن الكريم    بعد قرار البنك المركزي بخفض الفائدة.. خبراء: ينعش أسواق المال ويعيد توجيه بوصلة المستثمرين    جراحة دقيقة بمستشفى الفيوم العام تنقذ حياة رضيع عمره 9 أيام    أخصائي يُحذر: نمط الحياة الكارثي وراء إصابة الشباب بشيخوخة العظام المبكرة    ختام مبهج ل «الأقصر للتحطيب»    خبير تشريعات: جولة الإعادة أكدت صعود المستقلين وبروز ملامح البرلمان الجديد    بعد عام من الانفصال.. طلاق شريف سلامة وداليا مصطفى    جمارك السلوم تحبط محاولة لتهريب كمية من البذور الزراعية الموقوف تصديرها    العائلة المصرية في برلين: مشاركة إيجابية للجالية المصرية في انتخابات «النواب»    كيف نُصلِح الخلافات الزوجية بين الصم والبكم؟.. أمين الفتوى يجيب    خبير: صناعة التعهيد خلقت فرص عمل كبيرة للشباب وجذبت استثمارات أجنبية لمصر    "إسماعيل" يستقبل فريق الدعم الفني لمشروع تطوير نظم الاختبارات العملية والشفهية بالجامعة    برلمانية: الاستحقاق البرلماني الأخير يعكس تطورًا في إدارة العملية الانتخابية    نائب محافظ الجيزة يتفقد المراحل النهائية لتشغيل محطة رفع الصرف الصحى بدهشور    الجزائرى محمد بن خماسة آخر عقبات الإسماعيلى لفتح القيد في يناير    اتحاد الكرة يحذر من انتهاك حقوقه التجارية ويهدد باتخاذ إجراءات قانونية    وزير الخارجية: التزام مصر الراسخ بحماية حقوقها والحفاظ على استقرار الدول المجاورة    هل للصيام في رجب فضل عن غيره؟.. الأزهر يُجيب    صندوق التنمية الحضرية يعد قائمة ب 170 فرصة استثمارية في المحافظات    إزالة مقبرة أحمد شوقي.. ماذا كُتب على شاهد قبر أمير الشعراء؟    جامعة بدر تستضيف النسخة 52 من المؤتمر الدولي لرابطة العلماء المصريين بأمريكا وكندا    بشير التابعي يشيد بدور إمام عاشور: عنصر حاسم في تشكيلة المنتخب    البابا تواضروس يهنئ بطريرك الكاثوليك بمناسبة عيد الميلاد    ادِّعاء خصومات وهمية على السلع بغرض سرعة بيعها.. الأزهر للفتوي يوضح    الوطنية للانتخابات: إبطال اللجنة 71 في بلبيس و26 و36 بالمنصورة و68 بميت غمر    التفاصيل الكاملة لافتتاح المركز النموذجي بالغرفة التجارية بالقليوبية    محافظ الجيزة يفتتح قسم رعاية المخ والأعصاب بمستشفى الوراق المركزي    كرة طائرة - بمشاركة 4 فرق.. الكشف عن جدول نهائي دوري المرتبط للسيدات    شوبير يكشف موقف "الشحات وعبد القادر" من التجديد مع الأهلي    الصحة تعلن اختتام البرنامج التدريبي لترصد العدوى المكتسبة    ضبط 14 ألف و400 صاروخ ألعاب نارية تحت التصنيع وكمية من فتيل الصواريخ محظور تداولها بالأسواق بالفيوم    فحص نحو مليون من ملفات جيفرى إبستين يثير أزمة بالعدل الأمريكية.. تفاصيل    عبد الحميد معالي ينضم لاتحاد طنجة بعد الرحيل عن الزمالك    نائب وزير الصحة تتفقد منشآت صحية بمحافظة الدقهلية    لليوم الثاني.. سفارة مصر بإيران تواصل فتح لجان التصويت بجولة الإعادة للدوائر ال19 الملغاة    أمن القليوبية يكشف تفاصيل تداول فيديو لسيدة باعتداء 3 شباب على نجلها ببنها    وزيرا «التضامن» و«العمل» يقرران مضاعفة المساعدات لأسر حادثتي الفيوم ووادي النطرون    سحب رعدية ونشاط رياح.. طقس السعودية اليوم الخميس 25 ديسمبر 2025    إسرائيل تمطر "سد المنطرة" بريف القنيطرة في سوريا بالقنابل (فيديو)    أحمد سامي يقترب من قيادة «مودرن سبورت» خلفًا لمجدي عبد العاطي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



غواصو الصرف الصحى: جنود مجهولون داخل بالوعات مصر
«ميشو»: أخرجت زميلى متوفى من داخل إحدى البالوعات.. و«ماهر»: الناس بتتفرج علينا واحنا بنشتغل
نشر في الوطن يوم 23 - 07 - 2015

معظم الناس يعملون فى وظائف فوق سطح الأرض، وهم يعملون فى أعماقها، فى بيئة غير صالحة لأى إنسان، داخل بالوعات الصرف الصحى، حيث تكون مهمتهم دائماً شاقة، ولا تعرف إلا الخطر، سواء بالموت أو بالمرض، هم غواصو شركة الصرف الصحى، الذين يعملون فى بيئة لا تصلح لأى حياة، سوى أنها بعض أو كل مخلفات بنى البشر.
مؤخراً قامت شركة مياه الشرب والصرف الصحى، بتأسيس قسم خاص للغواصين يعمل فيه حتى الآن 4 أشخاص، مدربين على استخدام أجهزة التنفس تحت الأعماق وداخل البالوعات.
ويروى محمد أحمد عبدالوهاب الشهير ب«ميشو»، أنه التحق بالعمل داخل شركة الصرف منذ عام 2009، وكان أول من يعمل فى مجال الغوص داخل المجارى، فعمله فى مجال الغطس بالإسكندرية مكنه من الالتحاق بالعمل كأول غواص فى الشركة، يعمل بأدوات مجهزة وتدريب على الغطس فى أعماق كبيرة تحت الأرض، حتى إنه عمل بعد ذلك على تدريب بعض زملائه الذين التحقوا بالعمل معه فيما بعد.
يقول «ميشو»، 33 عاماً، إنه كان يعمل فى الإسكندرية فى مجال الغطس التجارى مع السفن العملاقة، ولكن بصورة حرة، ثم انتقل بعد ذلك للعمل فى الصرف الصحى، وهو المجال الذى يحبه، وتدرب فيه على يد عدد من المتخصصين، خاصة على يد أحد أطباء العيون.
وأضاف «ميشو» الذى يدرس بكلية الحقوق بالجامعة المفتوحة، ل«الوطن» إن عملية الغطس داخل المجارى، يجب أن تخضع لبعض الضوابط، لأنها فى الأساس مهنة قائمة على الدراسة، حيث يتم ربط الغواص بأحد الأحبال السميكة، بعد ارتداء بدلة الغطس، ثم يتم وضع النظارة بعناية على عينيه وجهاز التنفس، لأن أحداً لا يعلم جيداً ما يوجد داخل البالوعة، فأنت معرض لخطر يجهله الجميع.
ويروى «ميشو» أحد أصعب المواقف التى مر بها طوال سنوات عمله الماضية، وهو حادث وفاة أحد زملائه داخل إحدى البالوعات: «عندما كان «عابد» يحاول إنقاذ أحد المواطنين، نزل إلى البالوعة دون جهاز التنفس أو بدلة الغطس، ما أدى لوفاته، نتيجة عمق المسافة داخل البالوعة»، ويستطرد «ميشو» قائلاً «أنا ساعتها كلمونى وجيت علشان أحاول أنقذه ولكن للأسف خرجت بيه ميت من داخل البالوعة»، ويستكمل «ميشو» ودموعه فى عينيه «عابد هو اللى ملحقتش أعلمه ومات»، مشيراً إلى أن المنقذ يجب أن يكون خفيف الجسد، وتحيط الحبال بكامل جسده قبل النزول.
لدى «ميشو» طموح بقيام الشركة بتوسعة إدارة الغوص التى تم إنشاؤها فى 2014، على أن تشمل كافة محافظات مصر، ويتم من خلالها تصدير العمالة المصرية إلى الخارج خاصة الدول العربية، التى لا يوجد فيها هذا التخصص من العمالة. ويشير «ميشو» الذى يصل راتبه إلى 2000 جنيه، إلى أن مشاكل عمال الغطس فى المجارى ليست فى الرواتب، لكن المشكلة الرئيسية هى توفير تأمين صحى شامل عليهم، لأن غواص المجارى معرض فى أى وقت للإصابة أو المرض، نتيجة تعامله مع كافة المواد الموجودة داخل البالوعات، أو المواد السامة المنبعثة منها.
ويروى «ميشو» تفاصيل إصابة شديدة تعرض لها، أثناء إنقاذه لأحد المواطنين: «تلقيت اتصالاً من الإدارة فى ساعة مبكرة من صباح أحد الأيام لإنقاذ أحد الذين سقطوا داخل إحدى البالوعات ووصلت إلى موقع الحادث ولبست البدلة ونزلت داخل البالوعة واستطعت إنقاذ الرجل، لكن اكتشفت أن ذراعى تعرضت للكسر وأصابها نزيف داخلى، وتم نقلى إلى المستشفى على الفور لتلقى العلاج».
ويؤكد «ميشو» أن عدداً كبيراً من مناطق القاهرة والمحافظات لديها مشاكل فى مواسير الصرف، التى تم تأسيسها منذ زمن بعيد، ولا تتحمل الضغط السكانى الحالى، موضحاً أن المناطق الراقية والقديمة فى مصر، تم تأسيس الصرف فيها بصورة تستوعب عدداً كبيراً من السكان، قائلاً «كان هناك تخطيط جيد، لكن الشبكات اللى اتعملت من سنوات قليلة مفيش فيها تخطيط سليم».
أما ماهر محمدى أحمد، فيبلغ من العمر 49 عاماً، ويعمل فى مجال الغطس داخل المجارى منذ 12 عاماً، واستطاع «ميشو» أن ينقل خبرته إلى «ماهر»، الذى أصبح واحداً من أهم عمال الشركة فى مجال الغطس.
قال ماهر ل«الوطن» إنه كان يعمل ضمن عمال التشغيل والصيانة بالشركة، لكنه انتقل للعمل فى مجال الغطس داخل المصارف، وهو يحب عمله جداً، خاصة بعدما تعلم الطرق الحديثة فى العمل من زميله «ميشو». ويروى ماهر أخطر حادث تعرض له فى عمله على مدار السنوات الماضية، أثناء إصلاح إحدى البيارات فى منطقة الهرم، حيث كانت البئر ممتلئة بمياه الصرف لعمق كبير، وكانت البالوعة مسدودة بصورة سيئة، وأثناء محاولته إصلاحها، انقطع الحبل المربوط به وفقد جهاز التنفس، حتى سار داخل البالوعة لأكثر من 35 متراً، انتقل بعدها إلى بئر أخرى وفقد الوعى، وأضاف «فى اللحظة دى نزل ميشو يجيبنى من تحت، وكل الناس لما شافتنى قالوا إنى ميت، وبعد أن انقطع الحبل تعرضت لكسر فى كاحلى وأجريت جراحة، ما أدى لملازمتى الفراش لأكثر من 6 أشهر». يقول «ماهر» الذى يصل مرتبه إلى 2500 جنيه شهرياً، إن لديه 5 أولاد، لا يتمنون العمل فى مجاله بعد الحادث الذى تعرض له، قائلاً «ولادى بيقولوا لى احنا شوفناك وانت ميت وأنا لو مش بحب الشغلانة دى ماكنتش نزلت فيها بعد العملية تانى».
ويتحدث «ماهر» عن المناطق التى يعمل بها، كونها لا تختلف عن بعضها قائلاً «المناطق فى مصر مش مختلفة عن بعضها، بنطلّع ملابس داخلية وجزم وطوب من داخل البالوعات، سلة الزبالة اللى الناس بتستعملها بتكون موجودة فى المجارى، كل حاجة تتخيلها ممكن تلاقيها جوه المجارى»، منتقداً المواطنين قائلاً «الجمهور بتاعنا وحش، تعامل الناس نفسها مش حلو». ويروى ماهر أن الناس لديها فضول كبير لمشاهدة تفاصيل عملنا أثناء إنقاذ من سقطوا داخل البالوعات أو إصلاحها، وذات مرة سقطت إحدى الفتيات من أبيها داخل بالوعة أثناء تصليحها فى حى الهرم، نتيجة أن والدها توقف للمشاهدة، فتركها إلى أن سقطت، ولكن استطعنا إنقاذها وخرجت بسلام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.