أعلنت أحزاب وقوى سياسية ناصرية عدم مشاركتها فى إحياء ذكرى ثورة 23 يوليو، فى ضريح الرئيس الراحل والزعيم جمال عبدالناصر، فيما لم يُعلن حزب التيار الشعبى المصرى موقفه النهائى. وقال مصدر مطلع ل«الوطن»: إن حمدين صباحى، المرشح الرئاسى السابق مؤسس التيار الشعبى المصرى، لن يُشارك فى إحياء ذكرى الثورة، أمام ضريح «عبدالناصر»، وسيكتفى بالمشاركة فى ندوة حزب الكرامة، التى ستعقد مساء اليوم فى المقر الرئيسى للحزب. وأوضح المصدر أن «صباحى» قرر عدم التوجه لضريح «عبدالناصر» تجنباً لأية مشادات بين شباب القوى السياسية وخاصة الناصريين، وحتى لا تتكرر الاشتباكات التى وقعت العام الماضى بين أعضاء التيار الشعبى والكرامة من جانب، وأعضاء الحزب الناصرى من جانب آخر. وقال حسام مؤنس، المتحدث الرسمى باسم التيار الشعبى المصرى، إن «التيار الشعبى» لم يُعلن بشكل رسمى المشاركة فى إحياء ذكرى 23 يوليو بضريح «عبدالناصر»، وإنه أعطى الحرية لشبابه وأعضائه. وأعلن نبيل زكى، المتحدث الرسمى باسم حزب التجمع، تنظيم مؤتمر سياسى، السبت المقبل، بمقر الحزب، لإحياء ذكرى ثورة 23 يوليو، وأن المؤتمر سيعقد بحضور قيادات الحزب وعدد من الشخصيات السياسية والوطنية. وأضاف «زكى» ل«الوطن» أن المؤتمر سيطرح تساؤلات عن انتكاس ثورة يوليو، ودور الرئيس الراحل أنور السادات فى الإطاحة برجال «عبدالناصر»، وأسباب انحراف السياسة المصرية من معاداة الاستعمار إلى التبعية للدول الأجنبية ونهب الأموال. واعتبر «زكى» أن ثورة يوليو لم تُحقق أهدافها حتى الآن، وأن مطالب ثورة 25 يناير التى تلخصت فى «العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية» هى فى الأساس مطالب وأهداف ثورة 23 يوليو. وقالت مها أبوبكر، المتحدثة باسم حركة تمرد، القيادية بالحزب الناصرى، إن سامح عاشور، نقيب المحامين ورئيس الحزب، سيحضر فعاليات إحياء ذكرى الثورة بضريح «عبدالناصر»، مضيفة: «من المنتظر حضور خالد عبدالغنى، عضو اتحاد المحامين العرب، وفريدة الشوباشى، الكاتبة الصحفية، وسمير عمر، مدير مكتب سكاى نيوز فى القاهرة، ومحمود بدر، مؤسس حركة تمرد، وعدد من قيادات الحركة، وستشهد الاحتفالية وضع إكليل من الزهور على قبر عبدالناصر»، لافتة إلى أن منظمى الاحتفالية فرضوا إجراءات لمنع الاشتباكات والمشادات بين الموجودين». وأعربت المتحدثة باسم «تمرد» عن أملها فى مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى بالاحتفالية فى ضريح «عبدالناصر»، لأن مشاركته ستؤكد أن ثورتى 25 يناير و30 يونيو امتداد لثورة 23 يوليو. وقالت نور الهدى زكى، الكاتبة الصحفية، إن الاحتفال بذكرى الثورة فى ضريح «عبدالناصر» تقليد سنوى «بلا معنى»، وإن الاحتفال الحقيقى يجب أن يتم من خلال تحقيق أهداف الثورة. واعتبرت «نور الهدى» أن الرئيس الراحل أنور السادات أطاح بأهداف ثورة يوليو وألغى الاستقلال الوطنى وسلم مقاليد الأمور فى المنطقة لأمريكا، وأن المجتمع يعانى حالياً من الطبقية والعنصرية التى تسببت فى اندلاع ثورة 23 يوليو. وقال محمد وهب الله، الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال مصر، إن الاتحاد يستعد حالياً للاحتفال بتطوير المجرى الملاحى لقناة السويس، ولن يشارك فى إحياء ذكرى الثورة، مضيفاً: «ثورة يوليو انتصرت للعمال والفلاحين والطبقات الكادحة فى المجتمع من خلال فرض قوانين الاشتراكية والإصلاح الزراعى، والقضاء على الإقطاع والاهتمام بالصناعات الثقيلة ومجانية التعليم». وكشف «وهب الله» عن أن «الاتحاد العام» يستعد لتطوير الجامعة العمالية ومناقشة قانون العمل، وحسم المرشحين للانتخابات البرلمانية القادمة بنظامى الفردى والقائمة، فيما قال شعبان خليفة، رئيس النقابة العامة للعاملين بالقطاع الخاص، إن العامل المصرى لا يزال يتعرض للقهر والظلم والتجاهل الحكومى. وأضاف «خليفة» أن «العمال المصريين يطالبون بالكشف عن مصير علاوة ال10% فى ظل تضارب تصريحات وزير المالية مع قانون الخدمة المدنية، وأن حالات الفصل التعسفى تزايدت فى الفترة الأخيرة، وعلى الدولة الاهتمام بمشكلات العمال والعمل على حلها». فى سياق متصل، هاجمت قيادات تيار الجهاد ثورة 23 يوليو، وقال الشيخ نبيل نعيم، قائد تنظيم الجهاد السابق، إن ثورة 23 يوليو دمرت الزراعة فى مصر، وإن قرار الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بتقسيم الرقعة الزراعية على الفلاحين أثر على الزراعة، خاصة بعد استغلال الفلاحين الأرض الزراعية للبناء. وأشار «نعيم» إلى أن مشاركة الجيش المصرى فى حرب اليمن أضعفت القدرة القتالية للجيش وأدى لنكسة 1967، وأن تيار الإسلام السياسى ظهر كنتيجة لممارسات الرئيس «عبدالناصر» والنكسة. وقال ياسر سعد، القيادى الجهادى، إن «عبدالناصر» كان زعيماً وطنياً ولكنه اتبع سياسات القمع والديكتاتورية، وإن أغلب المصريين رحبوا بالثورة للقضاء على الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية، فيما قال محمد الأباصيرى، الداعية السلفى، إن ثورة 23 يوليو كانت حتمية للتخلص من الاحتلال الإنجليزى وقبضة الملك وفساد الأحزاب والطبقة الحاكمة، وإنها لم تُحقق أهدافها حتى الآن. وأضاف «الأباصيرى»: «ثورة 23 يوليو رفعت شعار العدالة الاجتماعية والمساواة، وتلك الأهداف فى سبيلها للتحقيق حالياً عقب ثورة 30 يوليو»، مشيراً إلى أن ثورة 23 يوليو عانت من تدخل الإخوان ومحاولة المشاركة فى الحكم، خاصة بعد دعوة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لحل جميع الأحزاب والكيانات السياسية عدا تنظيم الإخوان. وأوضح أن «عبدالناصر» أنشأ جبهة التحرير آنذاك وعرض على تنظيم الإخوان الإشراف عليها وقيادتها لكنه رفض، مشيراً إلى أن التنظيم كان يرغب فى الحكم من الكواليس لتحقيق مكاسب سياسية وشخصية. وشدد على أن طمع «الإخوان» أدى للصدام مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وأن التنظيم كان يريد تحقيق المكاسب الشخصية للجماعة دون تحمل المسئوليات السياسية، وسعى لتطبيق ما حدث فى إيران بعد سنوات، بحيث يتولى مرشد الجماعة منصب الأب الروحى للسلطة والشعب ويكون موجهاً للقائد الحاكم.