100 كيلو إنتاجية شجرة الزيتون الواحدة بسيناء.. والأهالي: موسم خير لجميع المزارعين

لسنوات طويلة، تربعت سيناء على عرش المحافظات الأفضل إنتاجية لزيتون المائدة، أو المستخدم فى مجال الصناعة، حيث تنتشر زراعة الزيتون فى سيناء شمالاً وجنوباً، وتتميز كل منطقة بصنف يتفوق على آخر فى بعض الخواص.
فرحة كبيرة ومشاركة من الشيوخ والأطفال فى موسم حصاد الزيتون بشمال سيناء وخاصة مدينة العريش باعتبارها من أكبر المناطق المزروعة بالزيتون وتتصدر المدن المصرية الأكثر إنتاجاً لزيت الزيتون المستخدم محلياً والمصدَّر للعديد من الدول العربية والأوروبية، وتبلغ مساحة أشجار الزيتون فى شمال سيناء 28 ألف فدان، بإجمالى إنتاجية 112 ألف طن.
وقال إبراهيم سالم، من كبار مزارعى الزيتون بشمال سيناء ل«الوطن»: «نوعية التربة فى سيناء هى الأفضل والملائمة لإنتاج الزيتون عالى الجودة باعتبارها أرضاً بكراً لا توجد بها أى ملوثات من مبيدات أو معادن ثقيلة، وخلال السنوات الماضية توسعنا فى زراعة الزيتون، وننتج زيت الزيتون، بجانب زيتون المائدة ويتم تصديره للأسواق المحلية والعربية والدولية».
وأضاف: «الزيتون فى سيناء نوعان الأول للتخليل وهو العجيزى أو التفاحى، وهما أشهر صنفين فى سيناء إلى جانب أصناف الزيوت المختلفة التى تم تهجينها واستيرادها من عدة دول سواء إسبانيا أو إيطاليا وأيضاً بعض الدول العربية المجاورة من فلسطين والشام».
وأوضح «سالم» أن «زيتون سيناء له شهرة عربية ودولية وأسعاره الأكثر ارتفاعاً بين الأنواع المنتشرة زراعتها فى باقى محافظات مصر لانخفاض نسبة الأكسدة به، حيث يمكن تناوله كدواء لبعض الأمراض بجانب صناعة مستحضرات التجميل»، وأثنى «سالم» على جهود الدولة نحو دعم زراعة الزيتون، من خلال مجتمعات زراعية جديدة سواء فى مدينة بئر العبد أو مدن وسط سيناء كنخل والحسنة والقسيمة إلى جانب مدينة العريش.
وأكد سامح الشوربجى، من مزارعى الزيتون ب«العريش»، أن سعر كيلو الزيتون التفاحى والعجيزى المستخدم للتخليل يصل إلى 90 جنيهاً تقريباً فى الأسواق، و75 جنيهاً فى الأراضى الزراعية وفى المزارع، لترتفع الأسعار عن العام الماضى بنسبة 15%، مضيفاً: «زيت الزيتون الفاخر سعره يصل إلى 380 جنيهاً للجملة، وكل 6 كيلو تقريباً من الزيتون تنتج لتراً من الزيت ويصل السعر إلى 500 جنيه للأنواع الأكثر جودة.. وموسم الزيتون ينتظره الجميع من الصغار للكبار فهو لجميع المزارعين موسم الخير الذى يمكن المزارعين من إتمام زيجات أبنائهم وأيضاً سداد المديونيات القديمة أو الاستعداد للموسم المقبل بتوسعات أكبر فى مدن سيناء المختلفة».
وأوضح «الشوربجى» أن أهم ما يميز زراعة الزيتون هو أن الشجرة تعتبر من الأشجار المعمرة التى تتحمل عوامل جوية وظروفاً صعبة على مدار أعوام دون تأثر، إلى جانب أنها من الأشجار ذاتية التلقيح ولا تحتاج إلى تلقيح صناعى وفقط تحتاج إلى إجراء عمليات تقليم بعد انتهاء كل موسم لضمان إنتاجية أعلى.
ولفت إلى أن أشجار الزيتون تنتج بعد ثلاث سنوات تقريباً، وأنواع الشامى والعجيزى والكوال الإسبانى والمنزانيللو، هى أكثر الأنواع تحملاً للمناخ السيناوى، وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة صيفاً، والشجرة الواحدة تنتج 20 كيلو من ثمار الزيتون سنوياً، وذلك بعد 3 سنوات فقط من الزراعة كبشاير للمحصول ومع زيادة حجم الشجرة ترتفع الكمية المنتجة وقد تتجاوز 100 كيلو للشجرة الواحدة.
وفى جنوب سيناء، حققت المحافظة إنتاجاً قياسياً بلغ 126٫440 طناً من الزيتون، حيث استطاعت المحافظة أن ترسخ مكانتها كمصدر رئيسى لهذا المحصول الاستراتيجى، وقال د. محمد شطا، وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة: «وفّرنا أكثر من 50 ألف شتلة زيتون ضمن حملة زراعة الأشجار المثمرة، كما تم تشغيل معصرة زيتون رأس سدر بعد تجديدها بطاقة تصنيعية تصل إلى 2 طن فى الساعة، بما يسهم فى زيادة القيمة المضافة للمحصول وتحسين عائدات المزارعين».