من يتحمل نتيجة الفشل التاريخي بين طلاب الثانوية الأزهرية؟ هل هم الطلاب أنفسهم المنقسمين بين وقفات الاحتجاج ضد النتيجة وشبابيك التظلمات؟ في رأيي الإجابة لا. الإجابة ليست في كراريس إجابة الطلبة الراسبين وإنما في رأس وكيل الأزهر الذي تخيل أن تلك الاحتجاجات صنيعة المؤامرة، والتي يرى أن جماعة الإخوان هي عقلها المدبر. نجاح 28% فقط من طلاب الثانوية الأزهرية ورسوب 72% نتيجة لا يلام عليها الراسبون، لكن يتحملها الدكتور عباس شومان الذي قال إن احتجاجات عدد من طلاب الدور الثانى بالثانوية الأزهرية يقف خلفها "إرهابيون"، كما يحاسب عليها كل من يتبني هذه النظرة واصفا الطلاب بالإرهابيين أو المدفوعين بالإرهابيين؛ فإن كان الطلاب المحتجون إرهابيين فمن المسؤول عن تدرسيهم مناهج فيها أراء فقهية إرهابية؟ الإجابة ستعرفها أيها القارئ العزيز لو ضيعت وقتك في قراءة مناهج الثانوية الأزهرية. لا أجد وصفا لكلام وكيل الأزهر إلا أنه "فاشيا"، والمقصود الحالة وليس شخصه، ولو افترضنا أن 72% من طلاب الثانوية فشلوا، فعلى الدكتور عباس شومان، وعلى كل المسؤولين عن هذه "الخيبة"، أن يستقيلوا من مناصبهم. النتيجة واحدة؛ فلو كان ظلما قد وقع على عشرات الآلاف من طلاب الدور الثاني، أو لو كان الطلاب فاشلين بهذه النسبة التاريخية، فإن إدارة الأزهر مطالبة مننا - نحن دافعي الضرائب - أن تستقيل من أصغر مدرس إلى شيخ الأزهر نفسه، وستكون الإدارة البديلة مسؤولة بأمر القانون والدستور وبأمرنا - نحن دافعي الضرائب - أن تضع مناهج دراسية جديدة مواكبة لظروف العصر الحديث، مناهج لا تنتج لنا فاشلين جدد ولا مزيداً من الإرهابيين أو يمكن أن يحركهم الإرهابيون.