مشاركة ناجحة في قمة الدوحة.. السيسي يؤكد ثوابت السياسة المصرية في دعم الأمن والاستقرار الإقليمي    إخماد حريق نشب داخل مطعم شهير بالدقي    «الأزهر» و«المتحدة»يطلقان نسخة معتمدة من المصحف الشريف بالعربية والإنجليزية على تطبيق«مصر قرآن كريم»    أليجرى: ميلان يسعى للتأهل لدوري الأبطال بأي ثمن ومودريتش إضافة استثنائية    ترامب يهدد واشنطن بإعلان الطوارئ حال عدم تعاون الشرطة المحلية مع سلطات الهجرة    كشف سبب اللقطات المثيرة للجدل لجون إدوارد    اقتصاديات الساحل «الشرير»    الداخلية تكشف ملابسات فيديو تحرش واعتداء بالضرب على فتاة وشقيقها بالإسكندرية    كلمة الموسيقار الكبير عمر خيرت بمناسبة الاحتفال الأول باليوم المصري للموسيقى    لأول مرة.. آسر ياسين مع دينا الشربيني في رمضان 2026.. اعرف التفاصيل    صلاح عبد العاطى: الفلسطينيون يواجهون إبادة جماعية ومخطط التهجير لا يزال قائمًا    مي فاروق ولميس الحديدي.. نجوم الفن والإعلام في عزاء أرملة سيد مكاوي    الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط يشارك في مؤتمر قادة الأديان بأستانا    احذر هذه المشروبات .. أضرار بالغة تصيب الجهاز الهضمى    وزير الري: المياه عصب الحياة للمشروعات التنموية والعمرانية    المجلس الأعلى للنيابة الإدارية يعقد اجتماعه بتشكيله الجديد برئاسة المستشار محمد الشناوي    جريمة تهز الوراق.. شقيقان ينهيان حياة شقيقتهما والسبب صادم    تسمم 3 شقيقات بسبب وجبة كشري في بني سويف    بقيمة 1.2 مليار دولار.. إسبانيا تلغي صفقة أسلحة كبرى مع إسرائيل    حماس: شعبنا ومقاومته ماضون في الدفاع عن أرضهم    شجار بين ركاب إسرائيليين على متن رحلة من تل أبيب إلى بوخارست    موفد مشيخة الأزهر ورئيس منطقة الإسماعيلية يتابعان برامج التدريب وتنمية مهارات شيوخ المعاهد    بإطلالة جريئة.. أحدث ظهور ل دينا الشربيني أمام البحر (صور)    رابطة الأندية تخاطب اتحاد الكرة بشأن حكام مباراة الأهلي والزمالك    ما حكم أخذ قرض لتجهيز ابنتي للزواج؟.. أمين الفتوى يوضح رأي الشرع    كيفية قضاء الصلوات الفائتة وهل تجزئ عنها النوافل.. 6 أحكام مهمة يكشف عنها الأزهر للفتوى    أستاذ بالأزهر يحذر من ارتكاب الحرام بحجة توفير المال للأهل والأولاد    مونشنجلادباخ الألماني ينافس الأهلي على التعاقد مع مدير فني .. مالقصة؟    القليوبية تدعم التأمين الصحي بعيادات ووحدات جديدة (صور)    أسامة السعيد: الجامعة المصرية اليابانية.. مكان من المستقبل يجسد شراكة مصر واليابان    «باطلة من أساسها».. خالد الجندي يرد على شبهة «فترة ال 183 سنة المفقودة» في نقل الحديث (فيديو)    أبوريدة نائبًا أول لرئيس الاتحاد العربي لكرة القدم    أبرزها الالتزام والمساهمات .. الأهلي يحدد معايير تجديد العقود والقيمة التسويقية    رئيس مجلس الوزراء يقرر مد فترة توفيق أوضاع وتقنين إقامة الأجانب لمدة عام    د. أسامة أبوزيد يكتب: عودة الخطيب    تأجيل محاكمة 25 متهمًا بخلية القطامية لجلسة 12 نوفمبر    بكين تحقق مع نيفيديا وسط تصاعد التوتر التكنولوجي مع واشنطن    مصدر أمني ينفي ادعاء شخص بتسبب مركز شرطة في وفاة شقيقه    تقديم الخدمات الطبية ل1266 مواطناً ضمن القافلة المجانية بقرية طاهر في كفر الشيخ    الفجر بالإسكندرية 5.16.. جدول مواعيد الصلوات الخمسة في محافظات مصر غداً الثلاثاء 16 سبتمبر 2025    خافيير بارديم بالكوفية الفلسطينية في حفل جوائز إيمي    أرباح شركة دومتي تتراجع بنسبة 94% خلال النصف الأول من عام 2025    البنك المركزى يستضيف الاجتماع الأول لمجموعة عمل "تقرير الاستقرار المالي الإفريقي"    طبيب نفسي في ندوة ب«القومي للمرأة»: «لو زوجك قالك عاوزك نانسي عجرم قوليله عاوزاك توم كروز»    ترامب يهدد بإعلان «حالة طوارئ وطنية» في واشنطن لهذا السبب    قيمة المصروفات الدراسية لجميع المراحل التعليمية بالمدارس الحكومية والتجريبية    إسماعيل يس.. من المونولوج إلى قمة السينما    نشر الوعي بالقانون الجديد وتعزيز بيئة آمنة.. أبرز أنشطة العمل بالمحافظات    البنك الأهلي المصري يتعاون مع «أجروفود» لتمويل و تدريب المزارعين    «التضامن»: صرف «تكافل وكرامة» عن شهر سبتمبر بقيمة تزيد على 4 مليارات جنيه اليوم    رضوى هاشم: اليوم المصرى للموسيقى يحتفى بإرث سيد درويش ب100 فعالية مختلفة    نبيل الكوكي يعالج الأخطاء الدفاعية فى المصري بعد ثلاثية الزمالك    بدء أعمال إزالة عقار حوض ال18 الآيل للسقوط فى الأقصر    ضبط ومصادرة 90 من المخالفات فى حملة لشرطة المرافق وحى غرب سوهاج    لترشيد استهلاك الكهرباء.. تحرير 126 مخالفة لمحال غير ملتزمة بمواعيد الإغلاق    6 شهداء بينهم أطفال في غارة إسرائيلية على خيمة نازحين بغزة    رياضة ½ الليل| سر إصابة زيزو.. الأهلي في الفخ.. شكوى جديدة لفيفا.. ودرجات مصر ب «تشيلي»    رسميًا بعد التأجيل.. موعد بداية الدراسة 2025- 2026 والخريطة الزمنية للمدارس بالجزائر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



م الآخر| بين قانون الإرهاب وإرهاب القانون!
نشر في الوطن يوم 15 - 07 - 2015

قدم المصريون للبشرية أول قانون في عهد الملك مينا موحد القطرين والذي عرف باسم قانون «قانون تحوت» حوالي عام 4200 ق.م، وبهذا القانون والقوانين التي جاءت من بعدة سبق المصريين العالم وعلموا البشرية أحد أهم مقومات التحضر والرقي وأحد اعمدة بناء أي دولة ومجتمع وهو القانون.
وبالرغم من أن السبب الرئيسي والأساسي فى عمل القوانين هو "سلامة المواطن وأمانة والحفاظ على النظام والمصلحة العامة, وتنظيم العلاقة بين الدولة ومؤسستها والمواطنين بما فيها ضمان ممارسة الحريات الواردة بالدستور"، فإن شعب مصر اليوم يواجه تخير وأضح فالحرب على الإرهاب في كافه وحقوقه الدستورية والحريات فى الكافه الأخرى واكنهم متناقضان ..!!
ولكن إذا بحثنا فى سبب الإرهاب سوف نجد أن الحضانة التي تخرج لنا الارهابيين هي التطرف والتطرف في الأساس فكرة, وخير سبل محاربة أي فكرة تكون بالفكر المقابل لها، ولكى يحدث صراع الأفكار الذي تنتصر فيه للأفكار الاصلح والأقوى، على الأفكار الرجعية الجامدة, فهي في حاجة لمجتمع التنوع والتعدد "مجتمع الحريات", الذي بدورة فى حاجه لقانون ينظمه بدلاً من قانون يمنعه ويقيده .
فعلى سبيل المثال شهدت مصر فترة من الحراك والمناظرات بين الإسلام السياسي والدولة المدنية فى آخر الثمانينات واول التسعينات من القرن الحالي مصحوبة بحالة من الحريات والانفتاح في السوق والثقافة وحتي شبة انفتاح في الحياة السياسة, فبالرغم من مقتل أشهر المنظرين ضد التيار المتشدد وقتها "فرج فودة" برصاص المتطرفين, فهذه الحالة فى حد ذاتها برهنت على فشل التطرف في المواجهة الفكرية لدرجة اجبرتهم علي استخدام السلاح بعد أن انكشفت سطحية وضعف حجتهم .
من ينادون اليوم بالحريات وحقوق الأنسان ليسوا بخونة للوطن ولا أعداء لجيش مصر في حربة ضد الإرهاب, لكن أن صح القول يمكن ان نسميهم بأصحاب النظرة البعيدة في مشكلة التطرف والإرهاب ويرغبون فى حل من المنبع, واقتلاعه هذا النبت الشيطاني من جزوره وليس فقط تقليم فروعه الظاهرة علي السطح فى صورة مليشيات مسلحة .
فتح الباب لقانون مثل قانون الإرهاب المعروض حالياً علي الرأي العام يصادر حق المعرفة وهو حق أصيل لكل مواطن, فمن خلاله يستطيع المواطن تقيم الوضع من حوله ومن دون هذا الحق يفقد المواطن القدرة علي تقيم الأمور ومعرفة ما يجري من حولة خصوصا رجال الأعمال والمستثمرين الذين يفقدون الثقة في أي نظام لا يتمتع بالشفافية والوضوح فى التعامل مع أزماته.
انتهاك حرمة الحياة الشخصية لن يكون أبداً حل لأزمة الإرهاب, ما تفعله الدولة اليوم متمثل فى وزارة الداخلية من التوسع فى دائرة الاشتباه حتى أصبح كل مواطن متهم حتي يثبت براءته وليس العكس, بجانب انتهاك حرمة الحياة الخاصة للمواطنين والتجسس عليهم بل ونشر مكالمتهم وتسريبها عبر شاشة بعض الفضائيات الداعمة لهم وبرنامج التجسس " RCS" دفعت فيه الحكومة 58 ألف يورو من ميزانية الدولة ليتيح لها دخول أي جهاز كمبيوتر او محمول متصل بالأنترنت والوصول للبيانات بدون علم صاحبة, وغيرها من أشكال التعسف التي تنتج حالة من الغضب العام ضد الدولة وخاصة في اوساط الشباب.
علي الدولة احتواء الشباب بمختلف أفكارهم بدلًا من فرض الوصايا عليهم وقبل فوات الأوان, وعندما يبدأ أي شباب في الإفصاح عن رأيه داخل أطار السلمية يجب أن يكون مطمئن أن هناك المناخ الذي يسمح له بحرية التفكير, يجب أن يجد الشباب المصري طريق ثالث بين إرهاب الجماعات المتطرفة وبين الإرهاب والقمع بالقانون لأن الطريقين يؤديان لنفس النتيجة فى النهاية ولكن بطرق مختلفة, يخرجان لنا شباب ناقم علي الدولة والمجتمع مهيئ بالكامل لأى عمل انتقامي بعدما يفقد انتمائه للدولة التي فشلت فى ان تحتويه وتحتوي أفكارة, ويجد نفسة في أحضان الجماعات التي غلبا ما تنجح في تجنيدهم واستغلال حماسهم وطاقتهم التي فشلت الدولة فى استغلالها.
وفي الختام يبقي الحل المعضلة المتمثلة في محاربة مخاطر الأمن القومي بما فيها الإرهاب وبين توفير الرفاهية ومناخ الحريات العامة للمواطنين, يكمن في تطوير واستخدام الطب الشرعي ووسائل الاستجواب العلمية الحديثة بجانب رفع كفاءة الجهاز الأمني، كما هو متبع في نمازج مختلفة من دول العالم التي ادركت أن لا تناقض بين حرية المواطن داخل وطنة وبين دور الدولة فى مواجهة التطرف والإرهاب بكل أشكاله .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.