نجاح صندوق عطاء لدعم ذوي الإعاقة في تركيب أول مسارات للطلبة المكفوفين    محافظ بني سويف ينيب رئيس مدينة إهناسيا في افتتاح مسجد الرحمة الكبير    بدعم الصعود العالمي.. أسعار الذهب في مصر ترتفع إلي 3160 جنيها    بالتعاون مع البنوك.. المالية: تسليم أكثر من 28 ألف سيارة "موديل السنة" بأقل من أسعار السوق بالمبادرة    خريطة الأسعار: تعرف على أسعار اللحوم والدواجن والأرز والذهب    حزب الله يعلن استهداف موقع رأس الناقورة البحري بالطائرات المسيرة    قطر: اجتماعات مع حماس لسد الفجوات مع مقترح بايدن بشأن غزة    بينهم زيزو ودونجا.. غياب 13 لاعبا عن الزمالك أمام فاركو بالدوري    "ضربة موجعة للمخالفين".. ضبط 37 ألف مخالفة مرورية في 24 ساعة    الداخلية: ضبط 226 قطعة سلاح وتنفيذ 54 ألف حكم قضائي في يوم واحد    موعد عيد الأب 2024.. أفكار هدايا غير تقليدية وأفضل العبارات للتهنئة    ماذا قال أحمد سعد حول سبب انفصاله عن علياء بسيوني؟    محافظ بني سويف يؤدي صلاة الجمعة بمسجد عمر بن عبد العزيز    ذكرى ثورة يونيو.. "الأوقاف" تخصص موضوع خطبة الجمعة المقبلة عن "قوة الأوطان"    تركي آل الشيخ يرصد 60 مليون دولار لكأس العالم للرياضات الإلكترونية    كوريا الجنوبية تحث موسكو على وقف التعاون العسكري مع بيونج يانج    بدائل الثانوية العامة 2024.. شروط القبول بمدارس «القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي»    وفاة قائد سيارة بعد محاولته إنقاذ حياة مواطن في دمياط    «الداخلية» تُحرر 169 مخالفة للمحال غير الملتزمة بترشيد استهلاك الكهرباء    إعلام فلسطينى: 21 شهيدا جراء الاستهداف المتواصل لمناطق متفرقة فى غزة فجر اليوم    بعد تسريبات حسام حبيب الأخيرة.. شقيق شيرين عبد الوهاب يعلن لجوئه للقضاء    تقرير: هل ينتقل رابيو إلى ريال مدريد؟    وزارة المالية تستعد لإطلاق منظومة إلكترونية للمقاصة بين مستحقات المستثمرين ومديونياتهم    بعد الإطاحة به من المنافسة.. خيبة أمل تصيب صناع الفن بعد تذيل أهل الكهف الإيرادات    صرف 90% من مقررات سلع التموين عن شهر يونيو.. والمنافذ تعمل الجمعة حتى 9 مساءً    بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من مسجد السيدة نفيسة    الاحتلال: نهاية الحرب بعد عملية رفح الفلسطينية.. وخفض قوات محور صلاح الدين    مدير آثار الكرنك: عقيدة المصري القديم تشير إلى وجود 3 أشكال رئيسية للشمس    أحمد مات دفاعا عن ماله.. لص يقتل شابا رميًا بالرصاص في قنا    "صدمة للجميع".. شوبير يكشف قرارا مفاجئا من الزمالك ضد محمد عواد    أزهري يوضح أضلاع السعادة في الإسلام    اتصالات موسعة لاختيار طاقم تحكيم أجنبي لقمة الأهلي والزمالك    وزارة الصحة تفحص 454 ألف مولودا ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية    استشاري نفسي يقدم روشتة للتخلص من اكتئاب الإجازة    أمين الفتوى محذرا من ظلم المرأة في المواريث: إثم كبير    في ذكري ميلاد عبد الحليم حافظ.. ناقد فني يوضح أبرز المحطات بحياة العندليب    رغم تذيله الإيرادات.. المخرج عمرو عرفة: فخور بإخراج فيلم أهل الكهف    ميسي بعد اجتياز عقبة كندا في كوبا أمريكا: الخطوة الأولى    طريقة عمل ميني بيتزا، سهلة ومناسبة لإفطار خفيف    وزير الإسكان: جار إنشاء الطريق الإقليمى الشرقى حول مدينة أسوان وتوسعة وتطوير كورنيش النيل الجديد    الصحة تنصح هؤلاء بإجراء تحاليل البول والدم كل 3 شهور    إسقاط التهم عن طلاب بجامعة كولومبيا اعتقلوا في احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين    سلوفاكيا تطمع في استغلال محنة أوكرانيا بيورو 2024    نماذج استرشادية لامتحان اللغة العربية لطلاب الثانوية العامة 2024    عاجل - انهيار جديد لجيش الاحتلال في غزة.. ماذا يحدث الآن؟    احذر.. الحبس والغرامة عقوبة تزوير بطاقة الخدمات المتكاملة لذوي الإعاقة    أسعار الأسماك اليوم 21 يونيو بسوق العبور    توجيه سعودي عاجل بشأن رصد 40 حالة تسمم في جازان (تفاصيل)    تفاصيل الحالة المرورية بمحافظات القاهرة الكبرى اليوم الجمعة 21 يونيو    سول تستدعى سفير روسيا للاحتجاج على معاهدة بيونج يانج وموسكو    عاجل - "قطار بسرعة الصاروخ".. مواعيد وأسعار قطارات تالجو اليوم    حلمي طولان يناشد الخطيب بطلب شخصي بخصوص مصطفى يونس.. تعرف على السبب    موقف الأهلي من المشاركة في بطولة كأس الأفروآسيوية    طقس اليوم شديد الحرارة على أغلب الأنحاء.. والعظمى بالقاهرة 38    القس دوماديوس.. قصة كاهن أغضب الكنيسة ومنعه البابا من الظهور بالإعلام    مصطفى بكري يكشف موعد إعلان التشكيل الوزاري الجديد    القس دوماديوس يرد على الكنيسة القبطية: "ذهابى للدير وسام على صدرى"    تامر أمين عن وفاة الطفل «يحيى» بعد نشر صورته في الحج: «ربنا يكفينا شر العين» (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشتائم ليست مرضاً
نشر في الوطن يوم 10 - 07 - 2015

لم تنته التفاعلات والصراعات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التى أفرزت 25 يناير بعد إلى واقع مستقر يمكن الركون إليه والاستناد عليه فى التماس الوصول لمعرفة هل حدث تغير اجتماعى؟ نعتقد أن الصراع والحالة الثورية يعملان حتى فى ظل تعبئة كثير من الثوار بالسجون والإقصاء السياسى للسياسيين.
حقيقة التغيير تكمن فى البناء الاجتماعى الداخلى أكثر مما هى فى الظواهر والادعاءات والأدوار الاجتماعية الممثلة.البحث الجاد لم يخض بعد فيما تغير فى عقول الأفراد وأفكارهم وعلاقاتهم ببعضهم وبالقوى المهيمنة (اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية أو دينية).
هل هناك بحث مثلاً عن الشتائم والألفاظ المحدثة أو خلع الحجاب أو الإلحاد أو عن علاقات الأبناء والبنات بأسرهم بعد وقبل 25؟ بحث جاد لم يتعرض لنوايا الناس وطرق مقاومتهم أو احتيالهم أو استسلامهم أو مشروعات عملهم فى المستقبل.
المصرى قبل 25 ليس هو نفسه بعدها وإن بدا كذلك.
ظاهر الأمور أنه لم يتغير شىء وأنها عادت سيرتها الأولى واستقرت ولكن ليس غريباً أن تجد السراب ماء.
إرادة الأفراد وطموحاتهم لأنفسهم ولمجتمعهم وعلاقاتهم وحكمهم تغيرت، ولهذا تشتد قبضة القوى صاحبة المصلحة السياسية والاقتصادية فى قمع هذه الإرادة لمنع هذا التغيير وتلك الإرادة.
ولتعزيز هذا القمع هناك دعم ومكافآت لا تنقطع للجهات التى تساعد فى منع التغيير الاجتماعى بنسب ومرات أكثر، فضلاً عن الحماية من التجاوزات، ومن الطريف أن أول فئة زاد المجلس العسكرى رواتبها بعد الثورة هى الشرطة التى كانت أحد أسباب اندلاع الثورة!
كمثال على حالة الصراع والتغيير الاجتماعى فقد أثار البعض مشكلة وجود شتائم وألفاظ بذيئة فى المسلسلات، بينما هذا قطرة مما يحدث فى الواقع بالفعل، وهو علامة واضحة على وجود صراع حقيقى وعدوان متبادل فى المجتمع نتيجة إحساس الظلم وعدم التحقق أو الرضا وفقدان السلام، إن هذا ليس بعيداً أبداً عن السلطات المهيمنة، لأنها المنوط بها تحقيق العدالة وتطبيق القانون الذى يمنع الأفراد من اللجوء للقوة المادية والبلطجة أو لاستعراض القوة باستخدام السباب والبذاءة والغلظة.
فى برامج مفترض أنها كوميدية للترويح تنصب لأحد الفنانين فخاً فى طائرة أو مركب ثم تواجهه بموقف عصيب وتشهد الناس على رد فعله، غالباً يكون بذيئاً، مثل فعل البرنامج (الذى تحكم به ووضعه فى أزمة وتلاعب به)، وحاكماً وتسلطياً ومازوكياً، وليس غريباً أن تحقق مثل هذه البرامج نجاحات جماهيرية عربية مذهلة منذ سنوات لأنها تلبى لدى الجماهير التى تتمثل الموقف رغبة فى تفريغ العدوان متعدد المصادر والأسباب أو التشفى والانتقام ومشاهدة الآخرين يتألمون كما يألمون فى مواقف أزماتهم! كل هذا رغم أن الجميع يتباكى على الأخلاق والقيم والرفق ويكاد يثق أن المواقف مزيفة! لنقارن هذه البرامج بمثيلاتها فى الدول الأخرى والشعوب الأخرى بل لنقارن أسباب الضحك هذه بأسبابه فى بلادنا منذ سنوات بعيدة لندرك أن الغلظة والقسوة تأتى من واقع مماثل تظهره الدراما والبرامج ويبين تغيراً اجتماعياً فى بنية الثقافة والإحساس كما يدل على اتجاهات رياح المجتمع. الصراع ونتيجته العنف اللفظى للمواطن العادى والمواطنة العادية (صارت تستخدم الشتائم والألفاظ البذيئة) لا يزال على أشده ولم يهدأ، إشارة على غضب وعنف وتوتر، لا على استقرار أو محبة أو سلام.
وفى فيديو لأحد الفنانين تأخر حل مشكلة مالية له بالبنك لغياب الموظف، يقذف سيلاً لا ينقطع من السباب البذىء يكشف حجم غضبه وحنقه، وفى الخلفية بعدما فتح الموظف الذى رد عليه الخط نسمع ضحكات الموظفين بالبنك واستمتاعهم بغيظه بدلاً من الإحساس بذلك الغيظ كسبب للتعاطف وتهدئته كمتضرر.
الشتائم عَرَض والأجدى حل دوافعها كمرض!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.