هناك فرق بين الفاعلية والكفاءة فالفاعلية هي إنجاز العمل كاملا أما الكفاءة فهي إنجاز العمل كاملاً بأقل الموارد، وهنا يكمن السؤال الهام هل مصر تحتاج منا الآن للعمل بفاعلية أم العمل بكفاءة؟ لا تتسرع في الإجابة ولكن تعال معى نحلل الموقف أولاً فبنظرة بسيطة نستطيع أن نقسم أنفسنا إلي ثلاثة أقسام؛ قسم من الناس لايعمل بفاعلية ، وقسم آخر يعمل بفاعلية وقسم أخير يعمل بكفاءة. فالمجموعة الأولى التي لاتعمل بفاعلية ،وللأسف هم كثيرون، هم من أصحاب مقولة " على قد فلوسهم " ، المشكلة التي لا يعلمها هؤلاء أنهم يمثلون عبئاً علي الدولة فهم ينتجون أقل بكثير جداً مما يأخذون ومن دواعي الإشمئزاز فهم أيضاً يطلبون أكثر مما يعطون وهم عماد وأساس الترهل والفساد الإداري في الدولة وانتاجيتهم لا تتعدى حتى العشرون بالمائة التي رصدتها آخر إحصائيات تنمية الموارد البشرية عن متوسط إنتاجية الفرد. أما المجموعة الثانية وهي العاملون بفاعلية ، وهم أناس يؤدون ماعليهم من واجبات فهم ينتجون كماً بقدر ما يأخذون ووازع الضمير يحركهم ولكن تأخذهم دوامة العمل الروتيني بدون إبداع. وتأتي المجموعة الثالثة بقمة إبداعها ألا وهي التي تعمل بكفاءة وهذه هي النخبة ، وكما ذكرت آنفاً معنى الكفاءة هي إتمام العمل على أكمل وجه وبأقل الموارد، وبمعنى آخر أجود المخرجات بأقل المدخلات ، وعلينا أن لا نغفل عنصر الوقت فبدون شك الوقت مورد لايعوض ومن أهم المدخلات ، هذه النخبة تحترم معايير الجودة والإتقان وعلى قلتها فهي تعوض أداء المجموعة الأولي. وأخيراً بعد هذا التحليل هل نستطيع الإجابة على السؤال الذي بدأنا به ؟ أعتقد قبل الإجابة يحتاج كل منا أن يصارح نفسه ويسألها من أي مجموعة أنت؟.