الحقيقة أن الإرهاب الذى ضرب سيناء وتصدى له الجيش المصرى ببسالة وصمود يكشف عن قدرات عسكرية واستعداد قتالى لم يكن يتوقعه المهاجمون الذين كشفت التسجيلات الصوتية التى كشف عنها المتحدث العسكرى أنهم لم يكن ضمن استعداداتهم وجود إسعاف لإنقاذ المصابين، وكانت توقعاتهم الاستيلاء بسهولة على مدينة مصرية تكون قاعدة وعاصمة لولاية سيناء المزعومة، وتنطلق بعد ذلك هذه التنظيمات فى أعمال القتل الوحشى للجنود والتمثيل بجثثهم ليسهل لهم بعد ذلك التوسع بسهولة وبالطبع نشر التوحش والإرهاب بين السكان لإخضاعهم لسلطاتهم. هذه السيناريوهات كانت واضحة من خلال الزخم الإعلامى المصاحب للعمليات التى بدأت من الصباح الباكر ورأينا كيف سيطرت أرقام القتلى من الجنود المصريين، ثم أخبار عن أسر جنود والاستيلاء على أسلحة الكمائن والمعسكرات، بل والتمكن من خطف دبابتين من أحد المواقع والأكثر من ذلك نشر أخبار عن تلغيم كل شوارع الشيخ زويد، الأمر الذى يربك القوات التى تتقدم لإنقاذ المواقع العسكرية وكانت قناة «الجزيرة» ومواقع محطات وصحف مصرية تنقل حرفياً هذه الأخبار، بالإضافة إلى وكالات أنباء عالمية للأسف شاركت بقصد أو بدون قصد فى نشر هذه الأخبار الزائفة والتى لم يكن لها هدف إلا هز الثقة فى الجيش المصرى لدى الرأى العام، وبالطبع استغلت بعض الأقلام والأصوات المعارضة هذه الأكاذيب للنيل من الجيش المصرى عبر تويتر والفيس بوك وفى نظرى كانت أكبر عملية تزييف للوعى المصرى، وكأنها حرب الإعلام التى لم تقل قسوة وضراوة عن الحرب على الجبهة. ففى الوقت الذى قاتل جنودنا فى الشيخ زويد بشراسة وقوة لم يتوقعها الإرهابيون. كان الإعلام فى الجزيرة وتويتر يسعى لقلب الحقائق لولا المعلومات التى قدمها المتحدث العسكرى والأفلام التوضيحية فقد أسقطوا منهم قتلى بلغوا حتى الآن أكثر من 240 قتيلاً وأكثر من 26 سيارة ذات دفع رباعى والاستيلاء على كمية من الأسلحة والذخائر المتقدمة والحديثة ولا يزال الجيش يكمل المهمة فى مطاردة الفلول واقتحام المقرات ومخازن الأسلحة والقبض على قيادات هاربة وملاحقة. الحقيقة أن الحرب قد بدأت وأتوقع أن تتكرر المحاولة مرة أخرى بذات التكتيكات لا سيما أن الإمدادات اللوجستية والدعم من قوى دولية مثل قطر وتركيا ما زالت تعمل وبقوة لتكرار سيناريو سوريا فى مصر وهو التمركز والسيطرة على قطعة أرض، ثم التوسع والتمدد على الأرض، سمعنا تهديدات داعش بالاستيلاء على الساحل الشمالى فى إشارة إلى فتح جبهة على الحدود الغربية، فعندما يتحدث الرئيس الأمريكى ويشير إلى تحرك تنظيمات العنف والإرهاب عبر المنطقة من الكويت إلى تونس إلى ليبيا، فهذا معناه أن هناك رصداً لتحركات لهذه القوى فى المنطقة، صحيح تمت الإشادة بقوة الرد المصرى على هذه المحاولة، إلا إننا لا نزال فى حاجة إلى استراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب والقوى الدولية الداعمة لهذه التنظيمات، فهذه الأسلحة ونوعيتها كاشفة عن حجم الدعم اللوجيستى الذى يقدم لهذه التنظيمات فضلاً عن الدعم المخابراتى والمادى بالإضافة إلى الدعم الإعلامى الذى يهدف بشكل أساسى لإضعاف الروح المعنوية لدى المصريين من جانب وأيضاً هز الثقة فى الجيش المصرى من جانب آخر، دعم الجيش المصرى فرض عين على كل مصرى. إنها فى الحقيقة حرب حقيقية تستهدف وحدة التراب الوطنى وتسعى إلى تفكيك بنية الدولة المصرية وعمودها الفقرى هو الهدف الرئيسى، والمواجهة يجب أن تكون شاملة: تفكيك البنية التنظيمية، وشن الهجمات على كل أماكن تجمعهم ومعسكراتهم، وفى ذات الوقت تعزيز التعاون الدولى لكشف دور الدول الإقليمية التى تساند الإرهاب الدولى وتدعمه بالمال والعتاد والمعلومات.