تعاني كثير من السيدات من مشكلة الغيرة بين أطفالهن، والغضب الشديد عند إخراجهن لأي مشاعر تجاه طفل دون الآخر بنفس القدر وفي نفس الوقت، ما قد يشعرهن دائمًا بعدم السيطرة على المساواة بينهم في إخراج تلك المشاعر. تقول زينب المهدي أخصائي العلاج النفسي، إن الأسرة هي أول بيئة يولد فيها الطفل، حيث إنها تحوله من كائن بيولوجي إلى كائن اجتماعي قادر على الاختلاط بالآخرين وبيدأ يتعلم مهارات التواصل السليمة، وبالتالي فالأسرة هي التي تغرس القيم في نفوس الأطفال وهي التي تقوم بتربيتهم سواء تربية سليمة أو تربية خاطئة. وأضافت المهدي، أن أساليب التنشئة الاجتماعية الخاطئة تنحصر في التسلط المبالغ فيه، والتدليل الزائد، أو العقاب البدني والإيذاء المعنوي الزائد، أما أساليب التنشئة الاجتماعية السوية تنحصر في: المساواة بين الأطفال والعدل بينهم في كل شيء لأن التفضيل بين الأطفال يخلق بينهم جو المشاحنات والخلافات الطويلة، وأن التمييز بين الأطفال في المعاملة يولد الغيرة والعداء بينهم في المستقبل، حيث إن كثيرًا من الأمهات والآباء يقعون في خطر التمييز بين أولادهم في المعاملة والتمييز بينهم في الحب أيضًا وبشكل يكون أكثر وضوحًا. وأكدت على ضرورة الاقتداء بالرسول في تلك النقطة لأنه وضع التمييز بين الأولاد في المعاملة والحب والاهتمام يكون في ثلاثة حالات فقط: الصغير حتى يكبر، المريض حتى يشفى المسافر حتى يعود، وبذلك عندما يوجد حالة من الثلاثة تتاح فرصة الاهتمام بالطفل اهتمام زائد دون آخر، ولكن لو لم توجد أي حالة من الحالات الثلاثة السابقة، فبهذا نكون قد وقعنا في دائرة التربية الخاطئة فالطفل عندما يرى أن إخواته مميزين عنه في المعاملة والحب والاهتمام يغير منهم، وبالتالي سوف يحقد عليه ويصبح عدو له وليس أخ له، فدعوة لكل أسرة عربية التفرقة بين الأولاد تسبب لهم أزمات نفسية علاجها صعب في المستقبل فلا تقعوا في هذا الخطأ الذي يهدد كيان الأسرة.