استطلعت "الوطن" آراء عدد من السياسيين التونسيين، بشأن الهجوم الإرهابي الذي تعرض له فندقان سياحيان بولاية سوسة على الساحل الشرقي التونسي، في اعتداء هو الأكثر دموية في التاريخ الحديث للبلاد، التي تشهد تصاعد عنف مجموعات إرهابية مسلحة. يقول السياسي التونسي محمد الهادي غابري، إن العملية الإرهابية أمام فندق بولاية "سوسة" السياحية الواقعة على الساحل الشرقي، تندرج ضمن مخطط الجماعات الإرهابية المتشددة لضرب استقرار البلاد، مضيفا "هدفه تخريب عوامل استقرار البلاد الاقتصادي في هذا الوقت الحرج من الركود والتراجع". وأضاف غابري، في تصريحات خاصة ل"الوطن"، "يبدو أن مثل هذه العمليات كانت منتظرة ونبه لها الجميع، ودعونا لضرورة الحيطة والحذر وزيادة الحماية بالمؤسسات السياحية، لكن يبدو أن الجماعات الإرهابية تغلغلت كما يجب في كنف السرية". ووصفت ناهد ناشي عضو مجلس أمناء الجبهة الشعبية التونسية، الحادث الإرهابي الذي استهدف أحد فنادق مدينة سوسةالتونسية المطلة على الساحل، بأنه "نكرة وجبان ويستهدف المنظومة الاقتصادية والسياحة". وأضافت ناشي، ل"الوطن": "الحدود التونسية - الليبية أصبحت تمثل اليوم خطرًا كبيرًا على الأمن ووحدة الوطن وأراضيه"، موضحة أن مشكلة تونس ليست مع الجار ليبيا بالعكس الشعب التونسي والشعب الليبي يجب أن يكونوا متحدين أكثر من الماضي، لكن المشكلة مع الجماعات الإرهابية التي تهدد الأمن القومي العربي في ليبيا وتونس والجزائر ومصر. كما قال أسامة عويدات عضو المكتب السياسي لحركة الشعب التونسية، إن العملية الإرهابية التي استهدفت فندق بمدينة سوسة الساحلية أسفرت عن 27 ضحية، موضحة أنه لا توجد حتى الآن معلومات دقيقة عن عدد الضحايا وهل جميعهم سائحون أم لا. وأضاف عويدات، في تصريحات خاصة ل"الوطن": "المناطق الساحلية عندنا في تونس تعتبر الأكثر تأمينا من المناطق الداخلية، وهذا يعني أن العملية خطط لها منذ فترة طويلة". أما الكاتب التونسي باسل ترجمان، المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية في دول المغرب العربي، قال إن اليوم شهد 5 عمليات إرهابية هزت العالم في فرنساوتونس والصومال والكويت، ما يؤكد أن الإرهاب الدولي مصمم على ضرب المجتمعات التي تسعى أن تكون إنسانية. وأضاف ترجمان، في تصريحات خاصة ل"الوطن"، "يجب ألا ننسى أن الإرهاب يضرب المجتمعات التي تميل إلى الاستقرار مثل مصر وتونس، فالإرهاب مشترك وليس منعزل عن طريق جماعات إرهابية تريد فرض رايات (داعش) بالقوة الجبرية". عن العملية الإرهابية في مدينة سوسة الساحلية، قال إنها عملية متوقعة وحصيلتها 28 قتيلا و36 جريحا، نفذها أشخاص مدربون على مستوى عال، مضيفا "تم التخطيط للعملية بدقة لأن الهجوم الإرهابي لم يكن فوضويا، مع الاعتراف بوجود خلل أمني من ناحية المعلومات الاستباقية". وأشار ترجمان، إلى أن الأسلحة التي نفذت بها العملية قدمت من ليبيا شرقا، موضحا أن الإرهاب الذي يضرب ليبيا تتبناه جماعة "فجر ليبيا"، متابعا "ما حدث اليوم هو رسالة لزعماء المنطقة حتى يرموا جميع الخلافات وراء ظهورهم، فالإرهاب لا يفرق ويجب أن نخطط بشكل جماعي لدحره والتصدي له".