بوب برادلى.. المدير الفنى الأمريكى للمنتخب المصرى الأول، رجل هادئ صبور، تحمَّل خلال الفترة الأخيرة الكثير من المتاعب، جاء إلى مصر مطلع عام 2011 لقيادة المنتخب المصرى نحو تحقيق حلم كل المصريين بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم، والعودة مجددا بالفريق إلى أمم أفريقيا، الهدف الثانى لم يتحقق على يد أفريقيا الوسطى، ويسير الحلم المونديالى بنجاح، رغم الصدمات المتتالية، وأهمها توقف النشاط الكروى المحلى، برادلى تحدث ل«الوطن» عن أزمات الفترة الماضية، وعن عماد متعب وأحمد حسن وسيد معوض وأبوتريكة ومحمد زيدان، كاشفاً عن حقيقة ما يكتب عنه فى الصحافة المصرية، وما يقال عن رحيله عن مصر، وعلاقته بقادة الجبلاية من زاهر وحتى علام، كما تحدث عن الأهلى والترجى، موجها نصائح خاصة للاعبين وشريف إكرامى، وتطرق المدير الفنى الأمريكى إلى أشياء كثيرة تحدث عنها بكل صراحة.. وكان الحوار.. ■ لماذا تحاط دائماً معسكرات المنتخب بالمشاكل؟ - بالتأكيد هناك غياب للتنسيق، فضلا عن ظروف البلد، ولا أنكر أننى دائما ما أشعر بالقلق، ومع ذلك أسعى لاستغلال كل معسكر للفريق لإنجاز المطلوب، وتحقيق مكاسب كثيرة، وعندما يكون هناك مشاكل لا أفكر إلا فى التعامل معها لأن الناس لن تتذكر إلا النتائج فى المباريات الرسمية، وأعلم تماما أن الكل سيحاسبنا بقوة إذا ما فشلنا فى التأهل إلى كأس العالم. ■ وما صحة حديثك عن الرحيل قبل لقاء البرازيل الماضى إذا ما فشل تنظيمه؟ - هناك أشياء كثيرة تكتب عنى ليس لها أساس من الصحة، وأنا فاهم طبيعة الإعلام المصرى، لذا فضلت عدم الظهور وقللت حديثى فى الصحافة، وعلى فكرة لو شغلت ذهنى بتكذيب كل ما يكتب عنى خطأ لما تفرغت لعملى، وأى شخص يعرفنى على مدار سنة يعرف جيدا أنى أركز فى عملى، وليس من طبعى استخدام سلاح التهديد. ■ وما الشىء الذى يمكن أن يدفعك للرحيل عن مصر؟ - لا يوجد فى حساباتى حاليا الرحيل عن مصر، إلا إذا رحل فيرجسون عن مانشستر يونايتد، وحصلت على عرض لأكون بديله، كل ما أفكر فيه باستمرار أننى المدير الفنى للمنتخب المصرى، وعلىّ تجهيز أدواتى لاستغلال أى معسكر حتى لا أظهر سلبيا أمام اللاعبين فأنتقص من عزيمتهم. ■ ما حقيقة تلقيك عروضا للتدريب من كندا وتونس؟ - لم أتحدث مع أحد فى هاتين الدولتين، سواء على مستوى اتحاد الكرة فيهما أو على مستوى وكلاء للعمل، لكنى أمتلك عروضا أخرى رفضت النظر فيها احتراما لعقدى مع الاتحاد المصرى. ■ من سمير زاهر إلى أنور صالح ثم عامر حسين وأخيراً مجلس جمال علام، كيف وجدت كلاً منهم؟ ومن كان أحرصهم على المنتخب؟ - من الصعب المقارنة بينهم، لكل منهم ظروفه، فزاهر كان سببا فى قدومى، وكان يدعم الفريق بكل قوة، مع الوضع فى الاعتبار أنه قضى وقتا طويلا داخل الاتحاد ولديه خبرات أقدرها على المستوى الشخصى، أما صالح وحسين فتولى كل منهما العمل فى ظروف صعبة، لذا لا بد أن نعطيهما قدرهما، أما مجلس علام فلم يحصل على الفرصة ونبحث عن الطريقة المثلى للتعامل معه. ■ فى فترة عملك دون عقد، ألم تقلق من إقالتك؟ - لتعلم أولا أن شهر يونيو كان الأصعب علينا كجهاز فنى، وبصرف النظر عن أى شىء لم يكن لدىّ مشكلة فى الرحيل إذا ما تراءى للمسئولين ذلك، ولكنهم نظروا للأمور بشكل إيجابى، وقدروا الظروف التى مر بها الفريق، وهذا سر سعادتى وتمسكى بالبقاء. ■ من يتحمل مسئولية عدم الوصول إلى أمم أفريقيا والخروج أمام أفريقيا الوسطى؟ - بكل تأكيد أنا أتحمل المسئولية، وأى مهمة بنظام الذهاب والعودة أنت معرض لذلك، فقد خسرنا فى الذهاب، وكان من الطبيعى أن نفوز بعدما بدأنا بالتسجيل وأضعنا فرصا عديدة، رغم أننا لعبنا يوم 15 يونيو عقب العودة من غينيا بساعات وكان من المفترض أن نلعب المباراة يوم 17 لكن لم يحدث، وعموما كان هذا هو الوضع وعلينا أن نتعامل معه فالتجربة الفاشلة تساعدك أن تصل إلى النجاح، وأتمنى أن يستحضر اللاعبون تلك التجربة لو وصلنا إلى مباراة ذهاب وعودة للتأهل إلى كأس العالم إذا ما صعدنا عن مجموعتنا. ■ وكيف ترى فرصة مصر فى التأهل إلى كأس العالم؟ - كل شىء فى مصر صعب، طبيعة الناس والإعلام تحديدا يبحثون عن المشكلات، والجدل دائما هو عنوان أى حدث يرتبط بالمنتخب أو غيره، وهو ما يصعب علينا الأمور، لكننا نسعى لتطوير أدائنا وتطوير عقلية وطريقة اللاعبين بحيث لا يؤثر علينا أى شىء خارجى. ■ بعض اللاعبين وتحديدا أحمد حسن وسيد معوض وصفا اختيارك للاعبين بالمجاملة؟ - حسن ومعوض اختارا الحديث فى الإعلام، ولم ينظرا إلى ما قصر فيه كل منهما، ولن أتحدث عنهما كثيرا، ولكنى أنقل لك تجربة أبوتريكة تحديدا، فعندما رفضنا اختياره قبل لقاء البرازيل لم يتحدث إعلاميا، وشعر بأنه المسئول عن عدم اختياره، وعندما عاد إلى الفريق شعرنا برغبته فى مساعدتنا للوصول إلى المونديال، وعموما كونت فكرة عن كل اللاعبين سواء على المستوى الشخصى أو فى الملعب، واختياراتى دائما لمصلحة المنتخب. ■ لكن أحمد حسن ينال إشادة الجميع رغم تقدمه فى العمر؟ - عندما تكون مدربا لمنتخب ستجد نفسك فيما يخص اللاعبين المتقدمين فى العمر، خصوصا فى المراكز التى تمتلك فيها البدائل، أمام خيارين؛ إما اعتزالهم اللعب الدولى، فيكون قراره، أو أن يستمر ويتحمل مسئولية اختياره من عدمه وفق ظروف المنتخب. ■ وماذا عن موقف زيدان؟ - كنت واضحا من البداية فى هذا الأمر، وخلال اجتماعنا الذى اعتذر خلاله اللاعب، قلت إننى لا أملك ضمانا يعيده للمنتخب ما دمتُ مديرا فنيا للفريق، لكنى كما قلت أبحث عن الأفضل، ولا أعرف الظروف المستقبلية، ولهذا نحن نتابعه وشاهدنا فوز فريقه الأخير ومشاركته فى هذا الفوز. ■ لكن زيدان تحديدا كانت له مواقف مشابهة مع الجهاز الفنى السابق؟ - زيدان لا يعرف الثبات على مستوى واحد داخل الفرق التى لعب بها والمنتخب، ومستواه دائما فى هبوط وصعود، ومن سوء حظه أن الإعلام يبحث دائما عن المشكلات وهو يفتعلها أحيانا. ■ موقف عمرو زكى لا يختلف كثيرا عن زيدان، والآن هو لاعب بالمنتخب. - البعض كان يسأل لماذا لا نضم زكى؟ والأمر ببساطة أنه لم يكن يشارك مع الزمالك ولم يكن ناديه يلعب باستمرار، ولو نظرت لوجدت أن عدد أهداف زكى ومشاركاته لا تؤهله للانضمام، بدليل أن هانى رمزى ضمه للمنتخب الأولمبى فى البطولة العربية واستبعده قبل الأولمبياد، والفارق فى مثل هذه الحالات هو رغبة اللاعب فى العودة من عدمه. ■ لماذا لم تتعامل مع متعب بنفس المنطق؟ - بالمناسبة متعب نموذج للظلم، فالكل تسابق على قتله دون أن ينظر إلى إنجازه ورغبته فى العودة ومروره بظروف صعبة من إصابات وعدم توفيق، ولكن المهم كما قلت هو التزامه ورغبته فى العودة، ونحن كجهاز نجلس مع كل لاعب ونصارحه ونشعر بمدى استجابة اللاعب واقتناعه بآراء كل أعضاء الجهاز. ■ ما رأيك فى الوقفات الاحتجاجية لبعض الرياضيين للضغط من أجل عودة النشاط؟ - ليس من السهل علىّ أن أحدد الصح فى هذا الأمر، فأنا لا أعرف ما يدور فى الكواليس، والفترة الماضية صعبة على الجميع، وعلينا أن نسعى لتحقيق المعادلة الصعبة من حيث تنفيذ العدالة والتقدم للأمام بشكل يرضى كل الأطراف. ■ وماذا لو تلقيت دعوة للمشاركة؟ - أرفض المشاركة، ولكنى أدعم الرياضيين باجتهادى فى عملى، والحوار فى الغرف المغلقة بين القيادات هو السبيل الوحيد لحل الأزمة. ■ ما رأيك فى لقاء الذهاب بين الأهلى والترجى ببرج العرب؟ - بداية، كان من الرائع أن ترى الجماهير فى المدرجات، والمشهد كان جميلا، والهدف الذى أحرزه الأهلى فى الدقائق الأخيرة سيكون له أثر كبير إذا ما فاز الفريق باللقب، الأهلى قدم مستوى جيدا، ولكن العصبية أثرت سلبا على الأداء، فضلا عن التألق غير العادى لحارس الترجى الذى تصدى لأكثر من فرصة أهلاوية محققة. ■ وبمَ تنصح الأهلى فى لقاء العودة؟ - على اللاعبين أن يبتعدوا عن العصبية، وأن يلتزموا بالهدوء، ومن المهم أن يجيد اللاعبون الكبار لأنهم مقياس الأداء، وأكثر ما يضعه اللاعبون فى الأذهان هو الاحتفاظ قدر الإمكان بالتعادل السلبى لأن هذا يضع لاعبى الترجى تحت ضغط. ■ ما رأيك فى أداء شريف إكرامى وأخطائه المتكررة؟ - شريف لعب كل مباريات الأهلى، وصعد به للمباراة النهائية، مما يؤكد أنه حارس ناضج، لكن عليه أن يتعلم من أخطائه وأن يتعلم كيف يتجاوز اللحظات الصعبة، وأمامه فرصة كبيرة فى لقاء العودة ليصنع الفارق ويعوض مباراة الذهاب.