فقد البصر لكنه لم يفقد البصيرة، أراد الله أن يعوضه عن كل الظروف التي مر بها إبراهيم ياسر، إذ حصل على المركز الرابع بالثانوية الأزهرية لذوي الهمم، ذلك الحلم الذي حققه الله لابن محافظة القاهرة بعد رحلة طويلة من الجد والاجتهاد والصراع مع مرض السرطان الذي يحاربه منذ سنوات طويلة فوجئ إبراهيم ياسر بوجود اسمه من أوائل الثانوية الأزهرية في المؤتمر الصحفي الذي أقيم بمشيخة الأزهر الشريف، حينها شعر ابن محافظة القاهرة أن الأمل عاد إليه من جديد والجهد الذي بذله لم يهدر، لتنطلق الزغاريد في منزله، وتسيطر الفرحة والسعادة الممزوجة بالفخر في قلوب الجميع. إبراهيم من أوائل الثانوية الأزهرية فوجئ إبراهيم بأنه من أوائل الثانوية الأزهرية، وحصل على المركز الرابع بمجموع 557 درجة وبنسبة 88.41% إذ يقول: «فوجئت باسمي من الأوائل في المؤتمر وكنت دائما بحلم أكون من الأوائل وسبحان ربنا حقق ليا الحلم وخاصة أني كنت دائما أحصل على المراكز الأولى في دراستي»، بحسب حديثه ل«الوطن». رحلة إبراهيم مع الثانوية الأزهرية رحلة طويلة خاضها «إبراهيم» في الثانوية، لم تقتصر على المذاكرة فقط، بل أيضا كان يحارب مرض السرطان اللعين الذي أصيب به في بداية الصف الثالث الثانوي الأزهري وبالتحديد في شهر نوفمبر الماضي، حينها الحزن سيطر على الأسرة بأكملها: «أنا اتصبت بمرض الساركوما العظمية في قدمي اليسري وده خلاني اتوقف عن ذهابي إلي الدروس الخاصة بي». بدأ ابن محافظة القاهرة رحلة العلاج بالكيماوي، وبعدما كان يحصل على الجلسة، يعود إلى المنزل ليذاكر دروسه، ليس ذلك فقط، بل كان يصطحب كتبه معه إلى المستشفى أثناء جلسات العلاج: «كنت لما الجلسة بتطول باخد الكتب بتاعتي معايا عشان أذاكر واستغل الوقت». توقف إبراهيم عن العلاج خلال فترة الامتحانات، وأدى ذلك إلى تضخم الورم بعد الامتحانات، ليطلب منه الأطباء بتر قدمه: «الورم زاد بعد الامتحانات وللأسف الدكاترة بتروا رجلي هذا الأسبوع»، مشيرا إلى أنه فقد بصره عندما كان يبلغ من العمر 8 أشهر نتيجة إصابته بورم في القرنية. كما أنه يأمل الالتحاق بكلية الدعوة الإسلامية.