تحدثت سابقاً عن اشتعال حرب سوق الحوسبة السحابية والتى تحول الموارد الحاسوبية (أجهزة وتطبيقات)، إلى خدمات يتم تأجير الوصول إليها بدلاً من شرائها، وهو النموذج الاقتصادى الذى يعرف ب (Pay as You Go) والذى يشبه نموذج عداد التاكسى. فماذا يهم القارئ الكريم غير المتخصص من هذه الحرب؟! لا شك أن النموذج السالف الذكر إذا أحسن استخدامه يؤدى إلى رفع العائد على الاستثمار ROI (Return on Investment) لذلك طبقاً لدراسة أجرتها مجلة Computer World ونشرتها مجلة Forbes فإن استخدام تقنيات الحوسبة السحابية يأتى كواحد من أهم ثلاث أولويات للمؤسسات فى عام 2015. كما أنه طبقاً لدراسات مؤسسة IDC فإن سوق البرمجيات التى يتم إتاحتها على الحوسبة السحابية SaaS(Software as a Service) يتضاعف سنوياً منذ عام 2011 بمتوسط معدل نمو تراكمى سنوى قدره 21.3% (5.5 أضعاف معدل نمو سوق البرمجيات العادية) ليصل إلى حوالى 104 مليارات دولار العام المقبل فى حين يتضاعف سوق البنية التحتية باستخدام الحوسبة السحابية IaaS (Infrastructure as a Service) الذى يوفر خدمات استخدام وحدات تخزين سحابية وتوفير معالجات تشغيل (Processors) وتجهيزات شبكات، مجموعاً مع سوق منصات العمل السحابية PaaS (Platform as a Service) الذى يشمل نظم التشغيل، قواعد البيانات وبرامج تكامل نظم المعلومات السحابية، بمعدل 30% سنوياً ليصلا معاً إلى حوالى 225 مليار دولار. وهو ما يعنى أن حجم سوق الحوسبة السحابية مكتملاً ينتظر أن يصل خلال العام المقبل إلى 330 مليار دولار، مشكلاً 11% من إجمالى سوق تكنولوجيا المعلومات فى العالم، والبالغ حجمه حوالى 3 آلاف مليار دولار! إن كل هذه الأرقام توضح أن العالم مقبل على موجة حاسوبية سادسة تتداخل مع الموجة الخامسة الحالية التى تتميز بانتشار الهواتف الذكية والحواسب اللوحية وتطبيقاتهما. ويتوقع أن تكون دورة حياة الموجة السادسة حوالى عشرين عاماً، نعيش اليوم فى عامها السابع، وينتظر أن تصل لذروتها ما بين عامى 2020 و2022. الخلاصة أن العالم كله سيتغير ليتواءم مع هذه الموجة خلال 5-7 سنوات مثلما غيرت الهواتف الذكية والحواسب اللوحية وتيرة إيقاع الحياة اليومية. لذلك وجدت ميكروسوفت أنها أمام عاصفة ما لم تكن لاعباً أساسياً بها فإنها ستواجه أخطاراً تهددها. الأمر الذى دعاها لابتكار مفاهيم وأفكار سحابية جديدة، تمكنها من مقارعة منافسها بهذه السوق (شركة أمازون). وهو ما سيتم شرحه بالمقال المقبل بإذن الله.