أكد رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية الدكتور خالد طوقان، مجددا أن البرنامج النووي الأردني يمثل خيارا استراتيجيا لمستقبل الطاقة في المملكة، مشيرا إلى أن كميات وتركيز اليورانيوم في الأراضي الأردنية ذات جدوى اقتصادية تدعم تنفيذ المشروع وتحقق الاستقرار والاستقلال في مجال توليد الطاقة الكهربائية في الأردن. وقال طوقان في حوار مع وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا" اليوم السبت، إن الأردن ماض حاليا بخطته نحو بناء مفاعلين نوويين الأول قيد الإنشاء وهو مفاعل بحثي جامعي صغير يقع ضمن حدود جامعة العلوم والتكنولوجيا بقدرة 5 ميجاوات حراري لغايات التدريب والبحث العلمي وإنتاج النظائر الطبية المشعة، أما المفاعل الآخر فيهدف إلى توليد ما يعادل ألف ميجاوات كهرباء وسيقام في المنطقة القريبة من "خربة السمرا" (47 كم شمال شرق عمان)، مشيرا إلى أن دراسات الموقع في مراحلها النهائية وقريبا سيتم اختيار التكنولوجيا المناسبة من عرضين الأول من ائتلاف فرنسي ياباني والثاني روسي. ولفت إلى أن الأردن يسعى لإيجاد شريك استراتيجي يغطي على الأقل نصف كلفة بناء المحطة النووية الأولى . وردا على سؤال حول المعارضة التي تواجه البرنامج النووي الأردني قال الدكتور طوقان"إن جميع الدول المقبلة على برامج من هذا النوع تشهد معارضة وهي في الأردن داخلية وأخرى خارجية"، موضحا أن هيئة الطاقة الذرية بدأت التنسيق مع مؤسسات وطنية لشرح أبعاد البرنامج وأهدافه في مسعى للوصول إلى قبول مجتمعي يساعد على تحقيق أهداف الأردن في امتلاك الطاقة النووية للاستخدامات السلمية. وطمأن طوقان معارضي البرنامج قائلا "إن مفاعلات الجيل الثالث تمتاز بدرجة أمان عالية جدا في حين سيتم معالجة النفايات النووية وفق التقنيات والمعايير العالمية"، مشيرا إلى دراسات عالمية تجري لإيجاد حلول دائمة للتخلص من النفايات النووية كجزء من مراحل عمل المحطة النووية. وأكد رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية الدكتور خالد طوقان، حرص الهيئة على الالتزام بكل متطلبات ومعايير السلامة العامة والأمن والأمان النووي وقضايا البيئة، مشددا على أهمية البرنامج النووي في المساعدة على تحول الأردن من دولة مستوردة للطاقة إلى دولة مصدرة بحلول عام 2030 وتزويد الطاقة بسعر منخفض لدعم النمو الاقتصادي المطرد والانتقال من الاعتماد المباشر على مصادر الوقود الاحفوري إلى مصادر بديلة للطاقة والاستفادة من اقتصاديات الحجم الكبير. وأشار طوقان إلى أن قطاع الطاقة في الأردن يعاني من وضع يمس الاستقرار الاقتصادي للمجتمع ما دفع الحكومة للأخذ بخيار الطاقة النووية لتوليد الكهرباء وتنويع مصادر الطاقة بزيادة المحلية منها في خليط الطاقة الكلي. وقال إن البرنامج النووي الأردني سيكون قادرا على إعطاء الأردن الاستقلالية في توليد طاقة اقتصادية وآمنة ومستقرة بعيدا عن التقلبات السياسية العالمية ويمثل موطن قوة في خطط التنمية الوطنية الشاملة. وأضاف إن المشروع يشكل حلا لمشكلة تحلية مياه الشرب خاصة في ظل معاناة المملكة مع نسبة نقص ستبلغ حوالي 25% خلال السنوات العشر المقبلة، متوقعا أن يصبح الأردن مستقبلا مركزا إقليميا لاستخراج المواد النووية مثل عنصري اليورانيوم والثوريوم. وأعاد طوقان التركيز على أن موضوع الطاقة هو موضوع الساعة، لافتا إلى أن 97-98 % من استهلاك الأردن للطاقة يأتي من الخارج وهذا لم يصبح فقط مصدر قلق بل أصبح أيضا مصدر تهديد لكل الاقتصاد الوطني ليس فقط على مستوى خزينة الدولة ولكن حتى على مستوى الاقتصاد ككل سواء القطاع الخاص أو العام وفي جميع القطاعات الاقتصادية والصناعية والتجارية والزراعية. وحول معارضة إسرائيل للبرنامج النووي الأردني، قال الدكتور طوقان إن الفوضى السياسية التي عاشها العالم العربي بعد الحرب العالمية الثانية لها دور كبير في عدم توجه الدول العربية للخيار النووي إلا أن هذا التوجه كان مخططا وكان هناك دفع بهذا الاتجاه لإبقاء العالم العربي فقط مصدرا للنفط الرخيص وعدم ولوج العالم العربي لآفاق تكنولوجية وعلمية متطورة وبالتالي منع ظهور قوى إقليمية في المنطقة تنافس إسرائيل. وأشار إلى أن دول المنطقة التي لجأت للخيار النووي، وقال "هناك الآن دول نفطية مثل الإمارات والسعودية إضافة إلى تركيا التي تبني حاليا أربع محطات بالتعاون مع روسيا وبقدرة 5 آلاف ميجاوات".