استحوذت قضية محمد سلطان، اهتمامًا كبيرًا من جانب الصحف العالمية، حيث عدت معظم الصحف خطوة الإفراج عن سلطان "مفاجئة"، حيث لم يكن هناك أي مؤشر على هذه الخطوة خلال الأيام الماضية، ما دفع بعض الصحف لربطها بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى ألمانيا في خلال ساعات المقبلة. قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إنه في حركة "مفاجئة" أفرجت السلطات المصرية عن الموطن الأمريكي الذي حكموا عليه بالسجن مدى الحياة، وبهدوء قاموا بنقله وإرساله إلى موطنه لكي يكون مع أهله في "فيرجينيا" بعد سنتين تقريبًا من الجهود المحمومة التي قامت بها عائلته ومسؤولو الولاياتالمتحدة لإطلاق سراحه، بحسب وصف الصحيفة. وأضافت الصحيفة، أنه ليس واضحًا لماذا تم الإفراج عن "سلطان"، حيث لم يكن هناك حكم قضائي لوقف عقوبته، أو عفو رسمي من جانب الرئيس المصري. وأشارت إلى أن "هناء" شقيقة "سلطان"، ترأست خلال السنتين الماضيتين حملة من محل إقامتها بواشنطن تهدف إلى الضغط على المسؤولين الأمريكيين والتنسيق مع المحامين من كلا الجانبين في محاولة لتحرير أخيها، وقالت هناء، إنها أبُلغت من المسؤولين الأمريكيين الأسبوع الماضي أن الأمور من الممكن أن تسير للأفضل، لكن إطلاق السراح كان مفاجئًا، حيث بكت "أم سلطان" التي انتقلت إلى مصر لمتابعة القضية عن كثب، قائلة "إنها في غاية السعادة". وقالت "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن "سلطان" تنازل عن الجنسية المصرية، ممهدًا الطريق لإطلاق سراحه تحت مرسوم قانوني يسمح للرئيس عبد الفتاح السيسي، القدرة على ترحيل المواطنين الأجانب المدانين بارتكاب جرائم، بحسب وصف الصحيفة. ونقلت الصحيفة عن بيان عائلة "سلطان"، "بعد جهود مكثفة، استطاعت الحكومة الأمريكية بتأمين ترحيل محمد سلطان بنجاح إلى منزله بالولاياتالمتحدة، مختتمة بذلك فصل مظلم بالنسبة لمحمد وعائلته". وأضافت الصحيفة، أن هذه على الأقل المرة الثانية التي يلجأ فيها السيسي إلى الترحيل في قضية جلبت انتقادات عالمية تجاه الحكومة المصرية، حيث رحلّت الحكومة في السابق الصحفي الأسترالي "بيتر جريستي"، الذي أدين بتهم "مُسيّسة" جنبًا إلى جنب مع زميلين آخرين من قناة "الجزيرة" الإنجليزية. وقالت مها يوسف، محامية محمد سلطان ل"واشنطن بوست"، إن "سلطان" رفض الاستسلام والتخلي عن جنسيته المصرية معظم فترة سجنه، لكنه لم يكن له خيار آخر بعد أن حكم عليه بالسجن مدى الحياة. صحيفة "وال ستريت جورنال" الأمريكية، قالت إن "سلطان"، أدين بسبب كونه أحد منظمي الاعتصام المؤيد ل"مرسي" والذي تم فضه بالعنف من قبل الشرطة. وأشارت الصحيفة، إلى أن عائلة سلطان نفت التهم مرارًا، قائلة إنه كان في القاهرة فقط ليكون بجانب أمه المريضة وأنه انضم فقط للمتظاهرين ليعبر عن استيائه تجاه ما حدث في 30 يونيو. وفي افتتاحية الخبر، قالت صحيفة "ذي جارديان" البريطانية، إن السلطات المصرية أطلقت صراح سلطان المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة والذي كان مضربًا على الطعام، ما اضطره إلى التخلي عن جنسيته المصرية كشرط مسبق لإطلاق سراحه. وقال مسؤولون مصريون - رفضوا الكشف عن شخصياتهم - إن "سلطان" تم تسفيره إلى فرانكفورت بألمانيا في طريقه إلى الولاياتالمتحدة، مستخدمًا جواز سفر أمريكي. وليد ناصر، أحد محامي سلطان، قال إن الشاب أُجبِر للتخلي عن جنسيته المصرية حتى يتم إطلاق سراحه، حيث أصدر السيسي مرسومًا في نوفمبر يسمح له بترحيل المدانين والمتهمين الأجانب، لافتًا إلى أن كرسي متحرك أحضر لسلطان وسافر برفقة ممرضة ومسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية، مع وجود خطط للوصول إلى واشنطن اليوم. وأضافت "ذي جارديان"، أن هناك العديد من الحالات التي تشبه قضية سلطان قابعة في السجون المصرية، مثل المصور محمود أبو زيد المعروف ب"شوكان"، والذي قُبِض عليه في أغسطس 2013 أثناء التقاطه صور للفض العنيف للاعتصام. وتحت عنوان "إطلاق سراح مسجون أمريكي من سجون مصر"، قال وكالة "إلنا" الإيرانية، إن محمد سلطان المواطن المصري الأصل أمريكي الجنسية، تم القبض عليه منذ سنتين بسبب تأييده لرئيس مصر الأسبق محمد مرسي.