أطلق مقاتلو المعارضة السورية قذائف "مورتر" على القصر الرئاسي لبشار الأسد في دمشق، اليوم الأربعاء، لكنهم أخطأوا الهدف، في هجوم يبرز الجرأة المتزايدة للقوات التي تسعى للإطاحة بالرئيس السوري. وقال سكان إن قذائف من عيار ثقيل ضربت حيا سكنيا تسكنه أغلبية من الطائفة العلوية. وأكدت وسائل إعلام حكومية أن ثلاثة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم وأصيب سبعة، فيما وُصِفَ بأنه "هجوم إرهابي". وكثف مقاتلو المعارضة الهجمات في العاصمة هذا الأسبوع وفجروا قنبلتين على الأقل في منطقتين يسكنهما علويون، واغتالوا شخصيتين اعتُبِرَا من المقربين للحكومة السورية. وقالت وحدة تابعة لمقاتلي المعارضة الإسلاميين إنها استهدفت القصر الرئاسي لكنها أخطأته. وهو مَجْمَعٌ يقع على تلٍ مطل على المدينة يُستخدم أساسا في المهام الرسمية. ولم يتسنَّ التحقق مما إذا كان الأسد موجودا هناك في ذلك الوقت. ولدى الأسد عدة مقار للإقامة في أنحاء المدينة. وقالت كتيبة أسود الإسلام في بيان: "جاءت هذه العملية ردا على المجازر والقصف اليومي الذي تتعرض له مدننا الحبيبة". وأضاف المقاتلون أنهم هاجموا أيضا مطارا عسكريا ومبنى للمخابرات في العاصمة، لكن لم يرد تأكيد لتلك الأنباء من جهة منفصلة. وقال التليفزيون الحكومي إن القاضي أباد نضوة قُتل في انفجار قنبلة وضعت تحت سيارته. وأدى هجوم اليوم الذي استهدف القصر الرئاسي إلى مقارنته بهجوم وقع في يوليو بالعاصمة دمشق، وأسفر عن مقتل أربعة من كبار مساعدي الرئيس. وشوهد دخان يتصاعد من المنطقة العلوية التي تعرف باسم المزة 86، الواقعة قرب قصر الرئاسة، حيث سقطت فيما يبدو القذائف التي أطلقت على قصر الرئاسة. وقالت ربة منزل طلبت عدم نشر اسمها: "تتوجه سيارات الإسعاف إلى المنطقة، والشبيحة يطلقون رصاص بنادقهم الآلية بجنون في الهواء". وأسفر انفجار سيارة ملغومة عن مقتل 11 شخصا على الأقل في المنطقة ذاتها الاثنين، كما أعلن إسلاميون أصبحوا يقومون بدور متزايد في الحرب مسؤوليتهم عن ذلك الهجوم.