"غرق صندل محمل ب500 طن من الفوسفات في نهر النيل، بعد اصطدامه بأحد أعمدة كوبري دندرة بقنا"، ظل هذا الخبر حديث مواقع التواصل الاجتماعي على مدار اليومين السابقين، وبالرغم من تأكيد وزارتي الصحة والبيئة على عدم تلوث المياه جراء غرق المركب، إلا أن الشائعات لم تتوقف بشأن أضرار ذوبان الفوسفات في المياه. "هنموت مسمومين.. الفوسفات بيدمر الكلى وبيجيب سرطان.. الحكومة بتستهتر بحياة الملايين.. دي كارثة زي مفاعل تشرنوبل".. كانت هذه أبرز الجمل التي تداولها النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر"، وهو ما طرح سؤالًا حول أضرار غرق المركب المحمل بأطنان الفوسفات على مياه النيل والزراعة والثروة السمكية. خبراء مياه وأساتذة كيمياء أجابوا عن هذا التساؤل، فالدكتور نادر نور الدين الخبير المائي، أكد أن الفوسفات غير قابل للذوبان في نهر النيل، لأن ما سقط في المياه هي صخور لا تذوب بسهولة، فهي تخضع لعملية كيميائية معقدة وتضاف إليها كميات هائلة من الأحماض المركزة، والأطنان من حامض الكبريتيك المركب، حتى يتم استخلاص الفوسفات منها، وبالتالي لا خوف ولاضرر ستتعرض له مياه النيل جراء غرق الصخور. يضيف الدكتور نور الدين ل"الوطن"، أن الصخور قد تترك شوائب من عنصر الكاديوم، وهذه الشوائب لا خوف منها أيضًا، حيث يمكننا التخلص منها بسهولة في محطات التنقية، عن طريق ترك المياه لفترة أطول في أحواض الأكسدة والتقليل من نسبة الكلور في الماء، موضحًا أن الكاديوم الخام يتسبب في تدمير خلايا الكبد والكلى، إلا أن شوائب الكاديوم لن تتسبب في هذه الأضرار ويمكن التخلص منها بسهولة، كما أن أضرارها إن وجدت تكون على مدار عدة سنوات وعن طريق شرب كميات كبيرة ومركزة من المياه التي تحتوي على نسبة عالية من الكاديوم. ورد نور الدين على الشائعات المتعلقة بوجود نسبة يورانيوم في حجر الفوسفات، قائلًا "الفوسفات لا يحتوي إلا على نسب ضئيلة جدا من اليورانيوم، نسميها تركيزات مهملة، ولا يمكن الاستفادة منها أو استخراجها، نظرًا لتواجدها بكميات ضئيلة جدا"، مشددًا في الوقت ذاته على أن كل ما أثير من شائعات حول أضرار غرق الفوسفات في النيل غير صحيح. واتفق الدكتور محمد حسان، أستاذ الكيمياء في كلية العلوم جامعة الأزهر، مع عدم وجود أضرار فيما يتعلق بغرق أحجار الفوسفات في مياه النيل، قائلًا "الفوسفات لو وقع في النيل لا يذوب أو يتحلل، وحتى لو تحلل لن يكون هناك ضرر منه لأن ال500 طن نسبة لا تذكر". وبحسب ما يروي الدكتور محمد حسان، فإن عنصر الفوسفات الأساسي هو "p2o5" وهو مكون آمن وغير ضار بصحة الإنسان، حيث يستخدم في الزراعة وصناعة الأسمدة، معتبرًا أن قديمًا كان الفيضان يجلب إلى نهر النيل الأطنان من الخامات المختلفة، على رأسها الفوسفات، وكانت له فوائده على طمي النيل والتربة في مصر وقتها. "هو غير ضار بالمرة، بالعكس له فوائد كثيرة.. ياريت يكون النيل فيه فوسفات"، هكذا تحدث حسان ل"الوطن" عن غرق صخور الفوسفات، مشيرًا أن ما أثير حول وجود يورانيوم في صخور الفوسفات مبالغ فيه، حيث لا تحتوي الصخور سوى على كمية ضئيلة جدا من اليورانيوم أقل من جزء في المليون، وبالتالي ليس لها أي أضرار.