أتى من بلاد النوبة "لا زاد ولا مياه" يحمل آماله وطموحاته "غربته وحدته"، لا يملك سوى عدد من الأغنيات يبحث عن السند في البلاد الغريبة حتى لاقى "ولد الهلالي"؛ ليكتب له "ده حبيبي لون الشيكولاته.. أسمر سماره دمه شرباته"، ليشهد التاريخ أول تعاون بين الفنان الشاب آنذاك، محمد منير، والخال عبدالرحمن الأبنودي. علاقة أبوية ربطت "الكينج" ب"الخال".. منير يصف الأبنودي بالأب الروحي له، بينما وصفه الأبنودي في آخر حديث له ب"قرموط النيل الشقي".. يكتب الخال كلمات رائعة فتمتزج بصوت منير الدافئ؛ لسيتمع الناس لحالة فنية فريدة تظل خالدة في التاريخ. 9 أغنيات لمحمد منير وضع الأبنودي بصمته عليها، فكانت البداية مع ألبوم "شيكولاته" عام 1989، حيث سيطر الخال على كلمات معظم أغانيه، من خلال 4 أغنيات الأولى حملت اسم الألبوم، والثانية كانت بعنوان "في حبك مش جرئ"، إضافة إلى أغنية "كل الحاجات"، والرابعة حملت اسم "بره الشبابيك". مرت 15 عامًا على أول تعاون بين "منير" و"الخال" ليعودا مرة أخرى خلال عام 2004 من خلال أغنية "والليلة ديّة" في ألبوم "حواديت"، ولم يغيبا أكثر من 4 سنوات حتى يشهد ألبوم "طعم البيوت" أقوى أغنيات الثنائي المتميز "يونس"، التي قال عنها الخال "أجمل ما غنى منير". ولم يغب الأبنودي عن آخر ألبومات منير "أهل العرب والطرب"، حيث كان متواجدًا بقوة من خلال 3 أغنيات، من أبرز أغاني الألبوم، وهما "قلبي ما يشبهنيش" و"ياحمام" و"يارمان". سيصدم البعض حينما يعلم أن تلك العلاقة القوية التي ربطت "منير بالأبنودي" لم تشهد سوى 9 أغنيات فقط، ليرحل "شاعر الغلابة" اليوم عن عالمنا، تاركًا "الملك" جالسًا على عرشه حزينًا لفقدان الأبنودي.