أدى سوء الأحوال الجوية، ونوة الأمطار والرياح والأتربة، التي تجتاح الإسكندرية منذ 3 أيام، أجواء شم النسيم، إلى قطع الطريق على "أرزقية" الموسم، الذين ينتظرونه كل عام لزيادة دخلهم. وتسببت حالة الطقس السيئة، في ضعف إقبال أهالي الإسكندرية وزائريها من المحافظات الأخرى، على تأجير الوحدات السكنية المواجهة للبحر على طريق الكورنيش، والتي اعتادوا تأجيرها واستخدامها كمصيف في نفس التوقيت من كل عام. وأربكت الظروف الحالية، سوق التسويق العقاري في الإسكندرية، إذ اعتاد السماسرة وأصحاب شقق الكورنيش، التسويق والترويج للمصايف بين الأهالي وزائري المدينة في يوم شم النسيم، بغرض تأجيرها إليهم في شهور فصل الصيف. وقال عبدالكريم سيف، مالك أحد العقارات المخصصة للتأجير كمصايف في منطقة ميامي شرق الإسكندرية، ل"الوطن"، إن العام الحالي هو الأول الذي تظل الوحدات السكنية التي يملكها شاغرة في يوم شم النسيم وبلا مستأجرين، مضيفًا أن الوضع الحالي ينذر بموسم صيفي صعب للغاية، يؤثر بالسلب على سوق التسويق العقاري والسمسرة والتصييف بالمحافظة. وأشار محمد يوسف، أحد سماسرة منطقة جليم، إلى أن عددا قليلا من الأهالي، استأجروا وحدات سكنية في يوم شم النسيم، وألغى غالبيتهم الحجز قبل موعده بساعات. فيما اتفقت الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية، مع العمال والغواصين للتواجد داخل الشواطئ لاستقبال المصطفين، استعدادا للاحتفال بشم النسيم. وقال اللواء أحمد حجازي، مدير الإدارة المركزية للسياحة والمصايف، إن كافة الشواطئ نظيفة، وعلى استعداد لاستقبال أكبر عدد من المصطفين، مشيرًا إلى أنه من المتوقع تحسن الأحوال الجوية خلال الفترة المقبلة. من جانبه، أوضح خلف محمد، أحد عمال شاطئ جليم، إنه قبل يومين من شم النسيم، كان المصطفين ينزلون الشواطئ ويستمتعون بالبحر ونسميه وربيعه، لكن سوء الأحوال الجوية واستمراره حتى ساعات من العيد، يشير إلى عزوف الكثير من المصطفين عن نزول البحر. وأضاف "بقالنا يومين في الشواطئ والإقبال ضعيف جدًا، في اليوم الأول والثاني للنوه مكانش في حد والموج كان عالي، ومحدش قدر ينزل البحر". أما عطية عبدالودوود، بائع "الفريسكا" على شاطئ كامب شيزار، يقول: "مش كفاية علينا البلدية والبلطجية وحال البلد الواقف، هي كانت ناقصة كمان الجو يقلب القلبة دي ويخلي الناس متطلعش من بيوتها". وطالب عمر إسلام، بائع ترمس بمنطقة كليوباترا، بتحديد موعد شم النسيم من كل عام، بعد استطلاع رأي هيئة الأرصاد الجوية، ومعرفة ما إذا كان الطقس مناسب لهذه المناسبة أم لا، حتى يكون عيدًا حقيقيًا للجميع. وفي السياق ذاته، واصلت مديرية الصحة بالإسكندرية، حملاتها المكثفة على محلات بيع الأسماك المملحة، من "فسيخ، رنجة، ملوحة، سردين وتونة" وخلافه، بالتزامن مع احتفالات عيد شم النسيم. وشنت إدارة الأغذية بمديرية الشؤون الصحية بالإسكندرية، حملات مكثفة على محلات بيع الأغذية والأسماك المملحة، استعدادًا لشم النسيم، وتم تحرير 139 محضرا، وآخذ 165 عينة من الرنجة والفسيخ والسردين. وقال الدكتور مجدي حجازي، وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية، ل"الوطن"، إن إدارة الأغذية بالمديرية، شنت حملات مكثفة خلال الأيام الثلاثة الماضية، للتفتيش على 106 منشاة لبيع الأغذية، وأخذت عينات جديدة من كافة أنواع الأسماك المملحة. وأشار وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية، إلى رفع درجة الاستعداد بجميع المستشفيات العامة والمركزية والنوعية، وإلغاء إجازات أطباء الطوارئ والحميات، ومضاعفة أعداد أطقم الأطباء والتمريض المناوبين لمواجهة الحالات الطارئة، بخاصة حالات التسمم الغذائي والعدوى الميكروبية وحالات الإصابات، إضافة الى الحالات الناتجة عن الحوادث المرورية، بسبب سوء الأحوال الجوية. وأضاف حجازي، أنه تم توفير كميات مضاعفة من الأمصال وترياق السموم، والأدوية وأكياس الدم بالمستشفيات، مؤكدًا أن سيارات الإسعاف موجودة منذ الجمعة، بجوار الحدائق والشواطئ، بالتنسيق مع مرفق إسعاف الإسكندرية. وأكد حجازي، أن غرفة الطوارئ بالمديرية، تعمل الآن على مدى 24 ساعة، برئاسة وكيل الوزارة، لتلقي البلاغات ورصد أي حالات أو حوادث طارئة، والتعامل معها على وجه السرعة، ويمكن الاتصال بالغرفة على الخط الساخن 137.