قال الدكتور وليد فارس، مستشار لدى الكونجرس الأمريكي والبرلمان الأوروبي لشؤون الشرق الأوسط، إن العلاقة "الأمريكية - المصرية" تمر بتقلبات بين الصعود والهبوط منذ نهاية نظام مبارك، موضحًا أن هناك علاقات قوية تأسست مع الرئيس المصري الراحل أنور السادات عقب حرب أكتوبر وتوقيع اتفاقية "كامب ديفيد"، وكان هناك شراكة وتحالف طويل بين القاهرةوواشنطن بدأت منذ 1979 حتى "الربيع العربي". وأوضح فارس، في حوار خاص ل"الوطن"، أنه حينما زار الرئيس الأمريكي باراك أوباما مصر في 2009، وأدلى بخطابه الشهير في جامعة القاهرة، بدا في بداية الأمر أنه يخاطب المجتمع المدني في مصر، لكن مع مرور الوقت اتضح أن إدارته كانت تفضل "الإخوان المسلمين" عن أي حركة ديمقراطية أو شبابية أخرى في مصر، لكن "الإخوان" لم يكن باستطاعتهم وحدهم "تحريك الانتفاضة"؛ فاحتاج الأمر جهود الشباب والفنانين والليبرالبيين و"فيس بوك" والمدونين لإظهار الصورة التي رأيناها في "ميدان التحرير" حينما تجمع عشرات الآلاف من المصريين من الذكور والإناث في "الميدان"، وكانوا تحت أنظار وسائل الإعلام الدولية والمجتمع الدولي فمنح ذلك هذا التجمع السلمي بعض الشرعية. وأكد أن الإدارة الأمريكية انتظرت حتى تحرك "الإخوان المسلمين" بعد أيام من بدء الثورة الشعبية لتتحول لصالح الثورة، وتطالب "مبارك" بالتنحي عن الحكم، موضحًا أن وقوف الإدارة الأمريكية مع الإخوان بالتحديد كان بسبب قوة جماعات الضغط الإخوانية في واشنطن. وأوضح أن الإدارة الأمريكية ضغطت على الجيش المصري للسماح ل"الإخوان" في لعب دور بالمرحلة الانتقالية، فالإخوان كانوا القوى الأكثر تنظيمًا على الأرض كما كان لديهم تمويل ودعم من قطر وغيرها من الدول الإقليمية، مشددًا على أن الإدارة الأمريكية وقفت بجانب الإخوان بينما كان عليها أن تدعم المجتمع المدني لينظم نفسه وينتج قوى سياسية جديدة. وتابع، أنه نصح المرشح الرئاسي ميت رومني للتحذير بشأن أيدلوجية الإخوان وتخطيطهم لإقامة نظام متطرف في مصر، ولو كان "رومني" قد فاز لكنا وقفنا مع الشعب المصري ضد القهر الإخواني، موضحًا أن فوز أوباما بفترة رئاسية ثانية استمرت شراكة "واشنطن" و"نظام الإخوان".