تعتبر لوحة "انتفاضة الثاني من مايو" للرسام الإسباني فرنسيسكو دي جويا واحدة من أشهر لوحاته، إلا أنها تعتبر جزءا من لوحة ثانية تكملها وهي لوحة "إعدام الثوار رميا بالرصاص". تروي اللوحتان ما حدث في إسبانيا عقب هجوم جيش فرنسا بقيادة نابليون بونابرت، حيث صورت لوحة "انتفاضة الثاني من مايو" انتفاضة أهل مدريد ضد قوات المماليك التابعة لجيش نابليون التي أتى بها من مصر عقب الحملة الفرنسية وهاجمت إسبانيا في مايو 1808، حيث أرسل نابليون قوات لتعزيز القوات الفرنسية المرابطة في المغرب والتي حاولت بقيادة الجنرال "يواكيم مرات"، وحين وصلت عملت على إزاحة الأسرة المالكة الإسبانية وهو ما أدى إلى انتفاضة الإسبان في الشوارع والميادين فقامت القوات بقمعهم وأعدمت أعداد كبيرة منهم في اليوم التالي، وهو ما كان جويا شاهدا عليه حيث صور مواطنين عزل أمام جيش يركب الخيول ويحمل أسلحة كاملة. وتصور لوحة "إعدام الثوار رميا بالرصاص" عمليات الإعدام التي تعرض لها الشعب في اليوم التالي للانتفاضة، حيث صور مجموعة من الجنود منحنيي الرأس يوجهون بنادقهم نحو مجموعة من المواطنين العزل، وحرص جويا في اللوحة على جعل المنطقة التى يظهر فيها المواطن هي المنطقة المضيئة باللوحة ليسلط الضوء على انفعالات وجهه التي تلخصت في الرعب والاستسلام للموت. ويعد جويا من أبرع من صور الرعب والخوف والدم والحرب حتى قيل عنه "فنان جمال القبح". ورسم جويا اللوحتين خلال شهور قليلة في بداية عام 1814، بأمر من مجلس الوصاية الذي كان يتولى تدبير شؤون البلاد لحين عودة الملك لعرشه لتعلق وسط احتفال عند عودة الملك لكن المفأجاة أن الملك حين عودته لم يبد رضاه عن اللوحة ومنع عرضها لسنوات وأصبح جويا محط غضبه بعد أن كان رسام الملك. ويرجع البعض غضب الملك على اللوحة إلى أنها صورت الشعب وحيدا وقد تخلى عنه الملك والجيش. واللوحتان متماثلتان في الحجم ويتم عرضهما في متحف البرادول في مدريد.