المرأة عورة.. كلها عورة.. من رأسها حتى أخمص قدميها، وقد أفتى أحد الدعاة بأن وجهها مثل فرجها عورة.. تؤمن بذلك تلك المُعلمة المنتقبة السادية.. لذلك انقضّت على طفلتين وقصت شعرهما لعدم التزامهما بارتداء الحجاب.. تمهيداً لتنقيبهما فى فترة قادمة.. ولا تدرك للحظة واحدة أن فى ذلك إهانة وتحقيراً وازدراءً لها ولجنسها فتُعلى من شأن الالتزام الدينى والأخلاقى والتربوى من وجهة نظرها فوق حقوق المرأة وحقوق الطفل وحقوق الإنسان ولا تفهم أن هذا العدوان الإجرامى يؤدى بالضرورة إلى خلق جيل مشوه نفسياً.. مهزوز وجبان وعاجز عن ممارسة الحياة بشكل سوى.. الأطباء النفسيون يرون أن احتمال مرض الطفلتين بأمراض نفسية وعصبية كبير.. لعل أبرز تلك الأمراض هو هوس «نزع الشعر» المرتبط باضطراب الوسواس القهرى.. وفيه تعبث الفتاة بشعرها وتشده شعرة شعرة حتى تنزع الجزء الأكبر منه وتبدو كأنما أصابها الصلع فى إيذاء واضح للذات.. كلما سيطر عليها القلق والتوتر امتدت أصابعها لا شعورياً وبدون وعى إلى شعرها لتشده وتنتبه إلى ما تفعل أو ينبهها أحد ولكنها لا تستطيع أن تقاوم الرغبة الجامحة فى الاستمرار فى ذلك.. إنه كما يقول «د.عادل صادق» مرض نفسجسمى يتعاظم فيه القلق ويتصاعد التوتر تدريجياً حتى تمتد يدها إلى شعرها وتنزعه وتنظر إليه فتشعر بالرضا والراحة.. ويسميه «د.خليل فاضل» فى هذه الحالة «الشعر المعوق»، فالشعر هذا التاج الجميل على رأس المرأة والذى يمثل رمزاً حيوياً لأبعاد اجتماعية وإنسانية تتعلق بمظهر وجوهر الإنسان.. حينما تمتد إليه اليد لتنتزعه إنما لأنها تراه «معوقاً» عن بلوغ الفضيلة والعفة والطهارة.. حيث فشلت البنت فى تحقيق الأمان الاجتماعى والمصالحة مع المجتمع من حولها.. مجتمع من التلميذات المحجبات فى سن الطفولة.. ومدرّسة منتقبة.. فيتملكها الإحساس بالذنب والخوف من النبذ والاحتقار والتعامل معها على أساس أن سفورها عار وعورة ودنس وخطيئة تستوجب نار جهنم.. أما الطفل الذى تطوع فى غلٍ وتشفٍ فى إعطاء المعلمة السادية المقص لتقص به شعر الفتاتين.. فهو مشروع مريض إرهابى سادى متطرف باسم «النهى عن المنكر» سوف تمتد يده بمطواة إلى شاب يتنزه مع خطيبته ويقتله.. مثلما حدث فى واقعة طالب الهندسة فى «السويس»..