عبر أهالي المنطقة المحيطة بحديقة "ميريلاند بمصر الجديدة، عن استيائهم لقطع أشجار الحديقة والإهمال المتواصل من الحي، مشيرين إلى أنهم تقدموا ببلاغات لقسم شرطة مصر الجديدة والمحافظة، من أجل التدخل ووقف قطع الأشجار النادرة بالحديقة، التي كانت المتنزه الوحيد لأهالي المنطقة، معربين عن تخوفهم من إقامة مشروع أو أعمال بناء على الحديقة بعد قطع الأشجار. قال تامر سعيد أحد أهالي المنطقة، ل"الوطن"، إنه كان يعتاد على السير ليلا في الحديقة للتنزه والاستمتاع بأشجارها الحميلة، معربا عن حزنه لاستمرار قطع الأشجار الذي أهدر مساحات شجرية كبيرة داخل الحديقة، متمنيا أن تعود الحديقة إلى ما كانت عليه حيث إنها تعد المتنفس الوحيد لأهالي المنطقة ويخرج إليها المواطنين في الأعياد والمناسبات. وأوضح سعيد، (30 عامًا - موظف بالإدارة التعليمية بمصر الجديدة)، أنه خرج في الصباح الباكر للتنزه بصحبة صغيرته، باحثا عن أشجار تقيه حر الشمس إلا أنه فشل في الحصول أي مكان يستظل تحته نتيجة القطع المتواصل لأشجار الحديقة، مضيفا "رائحة الفاكهة والياسمين كانت تفوح من الأشجار التي قُطعت، إلا أن ما يفوح منها الآن رائحة القمامة وبقايا الأشجار المقطوع"، مختتم بقوله: "حسبي الله ونعم الوكيل في اللي اتسبب في قطع الأشجار دي". في السياق نفسه، قال سيد إبراهيم أحد أهالي المنطقة، "كنت بشوف عربيات نص نقل بتحمل فروع وشجر متقطع الساعة 9 بالليل وتمشي"، مشيرًا إلى أن هذه الحديقة كانت تنقي الجو من السموم وعوادم السيارات المنتشرة في المنطقة. وأوضح إبراهيم، أن قطع الأشجار انتهى بعد بلاغ أهالي المنطقة للمحافظ لإنقاذ الحديقة إلا أن الإهمال ما زال مستمرا في الحديقة وما زالت تمتلىء بالقمامة وبقايا الأشجار المقطوعة، معبرا عن أمله في أن تعود الحديقة إلى سابق عهدها حيث كانت تفوح منها الروائح الطيبة والهواء الرطب. من جانبها، قالت هند محمد من سكان المنطقة، إنها كانت تسمع أصوات ماكينات تقطيع الأشجار من الليل حتى الساعة السادسة صباحا، إضافة إلى أنها كانت ترى السيارات تحمل بقايا الأشجار المقطوعة، وأنه عندما استمر الأمر أسابيع تقدمت هي وجيرانها ببلاغ في قسم شرطة مصر الجديدة، وأن القطع توقف بعد البلاغ إلا أنه لا زال الإهمال يطول الحديقة. وأضافت "القطع اتوقف بس الحديقة ما رجعتش زي زمان ولا هينفع يترجع زي زمان لأن كان فيها أشجار نادرة واتقطعت ومن بعدها الزبالة انتشرت وما بقيناش نخرج أولادنا في الحديقة زي الأول"، موضحة أن هناك شائعات تتردد مفادها أنه سوف يتم القضاء على وجود الحديقة نهائيا، عقب تحويلها إلى مشروع استثماري كبير. وتابعت "أرفض أن تنتهي المناظر الجميلة والحديقة التي تحتوي بداخلها على مساحات كبيرة من الأشجار ومجهزة بالمطاعم والكافيتريات والتي تعتبر المتنزه الوحيد بالمنطقة بتحويلها إلى مشروع استثماري كبير"، مطالبة بإعادة تشجيرها بدلاً من الأشجار التي تم قطعها.