قال محللون عراقيون إن تصريح شيخ الأزهر جاء عقب إصدار التيار الصدرى بياناً استنكر فيه المذابح التى ترتكب من قبل الميليشيات المتطرفة فى حق أهل السنة بمدن الشمال العراقى، وأوضحوا أن الأزهر دفع إلى التصريح بوقف المذابح ضد أهل السنة بعد إحراج بيان مقتدى للمؤسسة الأزهرية إثر استنكاره لما يحاك لأهل السنة من قبل المتطرفين فى بعض الميليشيات. فيما قال أحد المرجعيات الدينية الشيعية -طلب عدم ذكر اسمه- إن المؤسسة الأزهرية وقعت فى فخ نصبته إيران لإشعال فتيل الأزمة بين الأزهر والعراقيين، لافتاً إلى أن البيان الصادر من قبل الصدر وضع الأزهر فى حرج، خاصة أن بعض الموالين لإيران انضموا إلى صفوف الحشد الشعبى ومن الممكن أن يمارسوا جرائم بالخروج عن الإجماع وعن تعليمات الجيش والشرطة خلال الحرب على داعش، مشيراً إلى أن إحدى وكالات الأنباء الرسمية فى إيران خرجت بتصريحات طالبت فيها العراقيين بالانسلاخ عن الجامعة العربية والتحالف مع إيران، مؤكداً أن إثارة الفتن فى العراق خطة إيرانية للوقيعة بين أبناء الوطن الذين يعتزون بعروبتهم ولن يستطيع أحد أن ينزع عنهم تاريخاً من الحضارة. وتأكيداً للحبكة الإيرانية، لم يلبث المرجع الدينى «بشير النجفى» المدعوم من إيران أن أصدر بياناً استنكر فيه تصريحات شيخ الأزهر، حيث جاء فيه «إن المرجعية قرأت ببالغ القلق ما نشر على موقع الأزهر من دعوى تعرض أهل السنة فى العراق للإبادة جراء عملية تطهير المدن العراقية من عناصر التنظيم الإرهابى» مشيراً إلى أن «مساعى الميليشيات الشيعية هدفها تخليص الشعوب الإسلامية من زمرة موتورة مدفوعة من قبل أعداء الإسلام بلا أدنى شك»، وقال الشيخ مجيد عبدالله، أحد كبار قبيلة العزة السنية بمحافظة بابل، إن الأزهر هو المرجعية الإسلامية المعتدلة، مشيراً إلى أن مطالبته بوقف ما يحدث لأهل السنة تم بالتأكيد بناءً على معلومات، وأشار إلى أن السنة والشيعة يعيشون فى بلد واحد، مؤكداً أن الفتن الطائفية صنيعة سياسية وأنه من الممكن أن تندس عناصر متطرفة مدفوعة بأجندات خارجية لتنفيذ جرائم بحق أهل السنة فى الشمال خلال الحرب على داعش، وبالتالى إظهار قوات الحشد الشعبى على أنها ميليشيات متطرفة للوقيعة بين أهل السنة والشيعة. وعلق الناشط السياسى هادى جلو مرعى على بيان «النجفى» بأنه لا يمثل سوى شخص من أصدره وأن الشعبين المصرى والعراقى لن يلتفتا إلى مثل هذه الدعايات الساعية لتأزيم الموقف بين البلدين، مرجعاً الواقعة إلى محاولات إيرانية للوقيعة بين المؤسسة الأزهرية والعراقيين. ولفت «هادى» إلى أن «النجفى» ليس مرجعية دينية من أصل عراقى وأن محاولات الوقيعة لن تتحقق.