علق بعض المحللين السياسيين العرب على خطوة الادارة الامريكية باستبعاد ايران وحزب الله من قوائم الارهاب قائلين انه مجرد اجراء تكتيكى يهدف الى ارضاء ايران لكسب المعركة التى يدور رحاها بين دول التحالف وتنظيم "داعش" يقول الخبير الأردني في الشأن الإيراني جهاد الرنتيسي، ل"الوطن"، أن تطورات الموقف الأمريكي من حزب الله وإيران، مرتبطة بتطورات الوضع في سوريا، وبصفة أساسية مسألة الحرب على تنظيم "داعش"، فهناك تفاهم والتقاء تكتيكي بين طهرانوواشنطن على الأرض في الحرب على داعش". وأضاف الرنتيسي "القوى التابعة لإيران التي تقاتل على الأرض في سوريا، سواء حزب الله أو ميليشيات أبوالفضل العباس أو الميليشيات الأفغانية، هناك تفاهم ضمني معها للعب دور في محاربة داعش في ظل الفراغ العربي وعدم قدرة الدول العربية على القيام بنفس الدور". وبسؤاله عما إذا كان استبعاد إيران و"حزب الله" من قوائم الإرهاب سينعكس على مفاوضات البرنامج النووي الإيراني، أجاب الرنتيسي: "الخطوة تأتي في إطار تشجيع إيران لمحاربة داعش، لكن من الصعب الجزم بعلاقة ذلك بالملف النووي الإيراني، لأن الملف مرتبط بقوى إقليمة لها مواقفها منها مثل السعودية، كما أن هناك خلافا داخل الموقف الأمريكي بين الجمهوريين والديمقراطيين، وكذلك خلاف داخل إيران نفسها حول المفاوضات وما قد تؤول إليه". وقال الرنتيسي إن "الولاياتالمتحدة تتعامل وفق برجماتية تكتيكية، الآن هناك توافق مع إيران حول داعش، وطهران تحاول استثمار هذا الموقف لزيادة نفوذها في المنطقة، ومن الطبيعي ألا تقبل واشنطن بهذا النفوذ ولكن هي مسألة تفاهمات وقتية، وأمريكا من المعروف أنه ليس لها حلفاء دائمين فشهر العسل لن يدوم طويلا بينهما". من جانبه، قال الكاتب الإماراتي الدكتور جاسم خلفان إن "قرار الولاياتالمتحدة كان متوقعا وطبيعي، لأنه جاء بعد أن جلس الرئيس الأمريكي مع القيادة الإيرانية للمرة الأولى، فمن الطبيعي أن ترفع عنهم الولاياتالمتحدة تصنيف الاٍرهاب لأنها جلست وتفاوضت معهم، والولاياتالمتحدة هي أم الإرهاب، ولا يمكن أن يصف الإرهابي إخوته بالإرهاب". وأضاف "خلفان"، في اتصاله مع "الوطن"، أن "القرار جاء بعد أن صرح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بأن بلاده سيكون عليها في النهاية التفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد، ما أثار حفيظة الدول الأوروبية التي أكدت ضرورة رحيل الرئيس السوري"، واعتبر خلفان أن ذلك يعد دلالة على إمكانية اختلاف الدول الأوروبية مع الولاياتالمتحدة حول موقفها الأخير من إيران و"حزب الله". وأضاف خلفان أن "الموقف الأمريكي لن يؤثر على قرار الإمارات بوضع "حزب الله" على قائمة الإرهاب التي أعلنتها الإمارات مؤخرا"، مشددا على أن "الإمارات دولة ذات سيادة واتخذت قراراتها وفقا لمصالحها الوطنية، ولن تتأثر بما تتخذه الولاياتالمتحدة من مواقف، والإمارات لا يعنيها قرار مثل هذا وتفكر في مصلحة الوطن والمنطقة العربية فقط، ولن تدفعنا قرارات الولاياتالمتحدة برفع الحظر عن حزب الله أو التنظيمات الإرهابية الموالية لطهران"، وتابع "الإدارة الأمريكية تتخبط وأرادت اتخاذ هذا القرار قبل نهاية ولاية باراك أوباما، ومهما اختلفت الإدارة مع الكونجرس، فإن الجميع هناك متفق على تدمير هذه المنطقة والعبث بمقدراتها". وفي سياق آخر، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماري هارف، إن "وزير الخارجية جون كيري لم يقصد التفاوض مع الأسد عندما قال: حسنا، يجب أن نفاوض في النهاية"، وأضافت المتحدثة جين ساكي أنه "لا تغيير في الموقف الأمريكي.. وإننا نستغرب وجود اللغط"، موضحة أن "الطريق الوحيد لوضع نهاية لمعاناة الشعب السوري هو من خلال حل سياسي يتطابق مع مبادئ جنيف".