قال مروان جمال الدين حسن، مدير مؤسسة «حياة كريمة» بمحافظة الفيوم، إن المبادرة الرئاسية متعددة فى أركانها، ومتكاملة فى ملامحها، إذ تنبع من مسئولية حضارية وبُعد إنسانى يهدف إلى تحسين ظروف المعيشة والحياة اليومية للمواطن. وتابع «حسن»، فى حوار ل«الوطن»، أنّ «حياة كريمة» تهدف إلى التدخل الآنى والعاجل لتكريم الإنسان وحفظ كرامته وحقه فى العيش الكريم. ما المعايير الأساسية لتحديد القرى المستفيدة من المبادرة؟ - تستهدف المرحلة الأولى 1477 قرية الأكثر احتياجاً، والتى تتراوح نسبة الفقر فيها بدءاً من 70% فأكثر، بإجمالى عدد أسر 756 ألف أسرة «18 مليون فرد» فى 52 مركزاً، ب20 محافظة، وتم اختيار تلك القرى الأكثر احتياجاً وفقاً لمعايير أساسية تمثلت فى ضعف الخدمات الأساسية من شبكات الصرف الصحى وشبكات المياه، وانخفاض نسبة التعليم، وارتفاع كثافة فصول المدارس، والاحتياج إلى خدمات صحية مكثفة لسد احتياجات الرعاية الصحية، وسوء أحوال شبكات الطرق، وارتفاع نسبة فقر الأسر القاطنة فى تلك القرى. «مروان»: 15 مليار جنيه لتطوير البنية التحتية بقرى «إطسا ويوسف الصديق».. وإنشاء مراكز تكنولوجية وبيطرية ما أبرز المشروعات التى تركز عليها المبادرة فى الفيوم؟ - الفيوم بها مركزان ضمن مبادرة «حياة كريمة» فى مرحلتها الأولى هما إطسا ويوسف الصديق، بميزانية تجاوزت 15 مليار جنيه، وتم توفير جميع المشروعات فى جميع القرى، خصوصاً البنية التحتية من صرف صحى، وشبكات المياه، والكهرباء، والغاز الطبيعى، والألياف الضوئية، وجميع القطاعات المُكملة من الطرق والكبارى، وتبطين الترع، والمراكز التكنولوجية، والمراكز الزراعية، والمراكز البيطرية، والأسواق المجمعة، ونقاط المطافئ، ونقاط الإسعاف، والرصف للطرق الداخلية، ورصف الطرق الخارجية، وتركيب أعمدة الإنارة. هل واجهتكم أى صعوبات خلال تنفيذ المشروعات؟ - بالتأكيد قابلتنا صعوبات خلال التنفيذ على أرض الواقع، على سبيل المثال تداخل إنشاء شبكات الصرف الصحى، والغاز الطبيعى، والألياف الضوئية، وشبكات الكهرباء، لكن الأهالى تحمَّلوا معنا وساعدونا حتى استطعنا إنهاء جميع المشروعات بكفاءة وعلى أعلى مستوى. نسعى لفتح قنوات اتصال مع المواطنين لمعرفة احتياجاتهم ونقوم بإجراء استبيانات مستمرة.. ونُنظم حوارات مجتمعية استعداداً للمرحلة الثانية وماذا عن التخطيط لباقى المراحل؟ - بالطبع يتم التخطيط لتحويل جميع قرى مراكز الفيوم إلى قرى نموذجية لا ينقصها شىء، فالمرحلة الأولى أوشكت على الانتهاء فى مركزى «إطسا ويوسف الصديق»، وستنطلق المرحلة الثانية قريباً فى مركزى «الفيوم وطامية»، بينما ستكون المرحلة الثالثة فى مركزى «أبشواى وسنورس». وهل تقتصر مشروعات المبادرة على البنية التحتية فقط؟ - بالطبع لا، المبادرة تهتم بالبنية التحتية بصورة كبيرة، ولكنها تهتم أيضاً بالارتقاء بالإنسان لإحداث تكامل حقيقى بين مقومات الحياة من تعليم، وصحة، ومسكن كريم، وثقافة، وتوعية، وانتماء، وتوظيف، وتحسين مستوى دخل معيشى محترم، وتنشئة، ولذلك تتكفل المبادرة بتنظيم ملتقيات توظيف، ومؤتمرات توعية واهتمام بالأسرة بجميع أفرادها؛ كبار سن، وسيدات، وأطفال. هل توجد قنوات اتصال للاستماع لآراء المواطنين فى المشروعات؟ - نتلقى الكثير من ردود الفعل التى تكون دائماً بمثابة الدعم والحافز لنا، كما أنّنا نهتم بآراء المواطنين قبل انطلاق أى مرحلة لمعرفة ما يريدونه، لذلك نقوم بإجراء استبيانات مستمرة للمواطنين قبل البدء فى تنفيذ أى مشروعات، وبالفعل الآن نُنظم العديد من الحوارات المجتمعية استعداداً لانطلاق المرحلة الثانية لمعرفة احتياجات المواطنين من المشروعات، ونستمع منهم إلى أبرز المشاكل المزمنة لديهم، وملاءمة المشروعات لطبيعة كل قرية، ثم نقوم بدراسة كلامهم ونحوله لاقتراح مشروعات قابلة للتنفيذ. ما أفضل مشروعات «حياة كريمة»؟ - أفضل شىء فى الدنيا الاهتمام بالأطفال والنشء، لذلك كان الأفضل والاهتمام الأكبر بتطوير المدارس، الأمر الذى أدخل البهجة والسعادة على قلوب الأطفال، وجعل المدارس بيئة مناسبة للتعليم، والذى سينعكس على الأجيال الحالية والقادمة، فخريجو هذه المدارس بعد 10 سنوات سيصبحون خريجى كليات وسيتولون العديد من الوظائف والمناصب، سواء الطبيب فى المراكز الصحية، أو المهندس فى الطرق، وما يحدث لهم الآن هو إعداد نفسى وبدنى وصحى واجتماعى سليم من خلال مشروعات المبادرة. متابعة المشروعات دائرة المشروعات تمر ب4 مراحل؛ بدايةً من التخطيط، ثم التنفيذ، تليهما المتابعة، وأخيراً تقييم الأداء، ففى المرحلة الأولى، تم التخطيط والتنفيذ، والآن يجرى المتابعة والتقييم الأخير، وبناءً على ذلك يتم عمل تقييم أخير بصورة أكبر لتلافى التحديات والأخطاء التى حدثت فى المرحلة الأولى، خصوصاً أنّ المشروعات ما تزال مستمرة، لذلك نحرص على المتابعة الدائمة لإصلاح ما قد يكون بعيداً عن تحقيق الهدف.
