استهدفت جماعة "أنصار بيت المقدس"، صباح اليوم، معسكر قوات الأمن بحي المساعيد بالعريش بسيارة ملغومة يقودها انتحاري، ما أسفر عن إصابة 27 مجندًا ومصرع الانتحاري. كما أسفر الحادث عن مصرع سائق سيارة تابعة لشركة الكهرباء وجد بالمصادفة بالمكان، بجانب إصابة 3 مدنيين آخرين، تم نقل المصابين من الجنود للمستشفى العسكري بالعريش والمدنيين للمستشفى العام للعلاج. قال مصدر أمني بشمال سيناء، ل"الوطن"، إن الحادث الإرهابي لم يحقق النتائج التي يرجوها تنظيم "بيت المقدس" من العملية، مضيفًا "هدف الحادث إفساد المؤتمر الاقتصادي المقرر عقده الجمعة المقبلة بشرم الشيخ". وتابع "لولا يقظة الجنود الموجودين بأبراج المراقبة بواجهة المعسكر لحدث ما لا يحمد عقباه، حيث كان مخطط أن تخترق السيارة الملغومة البوابة الرئيسية للمعسكر لتنفجر داخله؛ لإسقاط أكبر عدد من القتلى بين صفوف قوات". أوضح المصدر، أن الجنود أعلى الأبراج فوجئوا بسيارة "فنطاس مياه"، تبين أنها السيارة المسروقة من حي الكوثر بالشيخ زويد منذ عشرة أيام، تتجه بشكل مسرع تجاه الباب الرئيسي للمعسكر يقودها انتحاري. وأضاف "على الفور أطلقت القوات النار على السيارة والانتحاري بشكل مكثف، ما أسفر عن إصابة الانتحاري واضطر للدخول بالسيارة في سور المعسكر، فسقط قتيلًا ولقي سائق سيارة تابعة لشركة الكهرباء وجد في المكان بالمصادفة مصرعه، بجانب إصابة 3 مدنيين و27 مجندًا من قوات الأمن وجميعهم أصيبوا بشظايا نتيجة الانفجار". أشار المصدر، إلى أن المعاينة الأولية للحادث أوضحت أن العناصر الإرهابية استهدفت المعسكر بسيارة تحوي طن متفجرات من مادة "تي إن تي" شديدة الانفجار، مضيفًا أن الإرهابيين غيروا أرقام اللوحات المعدنية للسيارة المسروقة المستخدمة في الحادث، موضحًا أنها سرقت من مرفق المياه بالشيخ زويد وأرقامها متداولة مع قوات الأمن. من جانبها، تحركت قوات الجيش والشرطة عقب الحادث بشكل سريع، حيث دفعت بتشكيلات عسكرية مدججة بالمجنزرات والدبابات تجاه منطقة المزارع جنوب مدينة العريش، كما دفعت بأخرى تجاه شرق المدينة لشن عمليات تمشيط موسعة؛ لضرب بؤر الإرهاب بها وملاحقة العناصر الإرهابية التي خططت للحادث. وكشف مصدر أمني، ل"الوطن"، إغلاق قوات الجيش الطريق الدولي بمدينة العريش بالأكمنة الأمنية بشكل جزئي، فضلًا عن إغلاق مداخل ومخارج المدينة، كما انتشرت الكمائن المتحركة والثابتة بمداخل ومخارج العريش، وحلقت على الفور طائرتي "أباتشي" لتمشيط محيط مدينة العريش بالكامل، لرصد أي تحركات للإرهابيين عقب الحادث.