بعد زلزال المغرب والعاصفة دانيال التي محت مدن في ليبيا من على الخريطة أبرزها درنة التي فقدت ما يقرب من 45% من مساحتها غرقا في مياه البحر المتوسط وحرائق غابات الجزائر و فيضانات اليونان، انتشرت نظريات مؤامرة تروّج لكون تلك الظواهر الطبيعية مصطنعة أو حدثت بفعل فاعل. زلزال المغرب الأكثر فداحة في الخسائر بشمال أفريقيا منذ عام 1960 وعقب زلزال المغرب، تتواصل عمليات البحث والإنقاذ للعثور على ناجين وتقديم المساعدة لمن فقدوا منازلهم، رغم تلاشي الآمال بعد مرور أكثر من 72 ساعة على الزلزال المدمر، إذ قال التلفزيون الرسمي المغربي إن الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجة على مقياس ريختر لقياس درجة قوة الزلال، وضرب جبال الأطلس الكبير في وقت متأخر الجمعة الماضية، حصد أرواح تعدت 3 آلاف شخص. ويعد زلزال المغرب الأكثر فداحة من حيث عدد القتلى في الدولة الواقعة في شمال أفريقيا، منذ عام 1960، والأقوى منذ أكثر من قرن، وبعد وقوعه انتشرت نظريات مؤامرة زعم مروجوها أنه «مفتعل»، وقد لاقت بعض تلك الادعاءات رواجا بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي. ماذا يعني مصطلح «هارب»؟ ومن بين هذه النظريات اتهام برنامج «هارب»، وهو برنامج علمي أمريكي متخصص في دراسة الغلاف الأيوني، بافتعال الزلزال، وأطلقت بعض المنشورات على البرنامج اسم «سلاح هارب». ما هو مشروع هارب الأمريكي؟ يطلق عليه أيضا، برنامج الشفق القطبي النشط عالي التردد، وتم إنشاء المشروع الأمريكي، في المنشآت العسكرية في جاكونا ولاية ألاسكا، ويحتوي على 180 هوائيا موزعة على مساحة 14 هكتارا، تنبعث منها موجات لاسلكية عالية التردد تصل إلى الغلاف الجوي السفلي للأرض. وتمّ ابتكار وتطوير هذا البرنامج عن طريق شركة BAEAT للتكنولوجيات المتقدمة، بغرض تحليل الغلاف الأيوني والبحث في إمكانية تطوير وتعزيز تكنولوجيا المجال الأيوني لأغراض الاتصالات اللاسلكية والمراقبة. تجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع الأمريكي نشأ في سنة 1891 على يد نيكولاس تسلا، الذي أنشأ تيارا متناوبا وهو التيار المستخدم اليوم، كما أعطى الأساس للتحكم في المناخ من خلال إنشاء أشعة صغيرة الحجم مثل تلك التي تنتجها الطبيعة. إغلاق مشروع هارب الأمريكي وتم إغلاق مشروع هارب في عام 2015 وتم تمريره إلى جامعة ألاسكا فيربانكس، مما يسمح للطلاب باستخدام المرافق لأنواع أخرى من البحث، وقال العديد من الخبراء إنه لا يمكن أن تكون مسؤولة عن الزلزال أو في أي مكان لأنها لا تملك مثل هذه القدرات، بحسب حديثهم لوكالة «رويترز». هل موجات الراديو لديها القدرة في حدوث الزلازل يرى ديفيد مالاسبينا، وهو عالم أبحاث في مختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء بجامعة كولورادو بولدر، إن موجات راديو هارب تشبه محطة بث إذاعي قوية AM، ولا توجد آلية معروفة من قبل الذي يمكن أن يتسبب بث إذاعي AM في حدوث زلزال، مشيرا إلى أن هذه الأنواع من موجات الراديو تخترق أقل من 1 سم في الأرض، في حين أن الزلازل أعمق بكثير. من جهته قال توشي نيشيمورا الأستاذ المشارك في الهندسة الكهربائية وهندسة الكمبيوتر في جامعة بوسطن، إنه لا توجد حاليا تقنية لإطلاق موجات الراديو من الأرض وضرب مدينة على وجه التحديد. ما علاقة نظرية المؤامرة بإحداث البرق؟ يقول ديفيد هايسل، أستاذ الهندسة في جامعة كورنيل توماس آر بريجز، ل«رويترز» إن مشروع هارب الأمريكي لا يمكنه إحداث البرق خلافا للادعاءات الواردة في مقاطع الفيديو التي تمت مشاركتها عبر الإنترنت والتي تقول إن الصواعق ليست طبيعية في الزلازل. فيما أكدت جيمسينا سيمبسون، أستاذة الهندسة الكهربائية وهندسة الكمبيوتر في جامعة يوتا، بأن الظاهرة المعروفة باسم أضواء الزلازل هي في الواقع شائعة إلى حد ما. حقيقة تصنيع أو تخليق الزلازل تحدث الزلازل لأن الحركات البطيئة والمستقرة للصفائح التكتونية تتسبب في تراكم الضغوط على طول الصدوع في القشرة الأرضية، ويبدأ الزلزال في بقعة صغيرة على الصدع، وهنا يتغلب الضغط على الاحتكاك، ثم ينزلق الجانبان من بعضهما البعض، وفقا لموقع «ساينتيفيك أمريكان». وعندما يحدث الزلزال يطلق الطاقة في موجات تنتقل عبر القشرة الأرضية وتسبب الاهتزاز الذي نشعر به، ما يعني استحالة تصنيع أو تخليق الزلازل، وفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية. العاصفة دانيال تجتاح ليبيا وفي ليبيا، سقط آلاف القتلى ولا يزال أكثر من 10 آلاف في عداد المفقودين، إثر سيول وفيضانات جلبتها العاصفة دانيال العاتية التي هبت من البحر المتوسط، وأدت لانهيار سدود وجرفت في طريقها بنايات ومنازل، ومحت ما يقرب من ربع مدينة درنة الساحلية الواقعة، شرق ليبيا. وبالتزامن مع اجتياح العاصفة دانيال لليبيا، ظهرت أيضا بعض المنشورات التي ادعى ناشروها أنها مصطنعة، لكن في حقيقة الأمر لا يوجد ما يسمى بالعاصفة المصطنعة أو المخلقة، ومن المستحيل علميا القيام بذلك. وهناك ما يسمى ب«التطرف المناخي»، الذي تسبب في ارتفاع درجة حرارة البحر المتوسط، وبذلك تحولت المياه إلى بخار ماء، وهو ما أدى لنشوب العاصفة دانيال. ما العلاقة بين الزلازل و العواصف؟ في سياق نظريات المؤامرة، ادعى البعض ارتباط زلزال المغرب بعاصفة دانيال، حيث أنه لا يمكن للزلازل التسبب في نشوب أي عواصف، ولا تؤثر الاهتزازات الناتجة عن الزلزال على الكتل الهوائية بالغلاف الجوي.
