يقول الدكتور مصطفى عبدالكريم، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، إن الحُب رزقٌ من الله لقلبك، وذلك استنادًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما قصد السيدة عائشة رضي الله عنها، يقول الرسول صلى الله عليه وسلّم قاصِدًا (عائشة): "إنّي رُزقت حُبّها"، مشيرًا إلى أن النبي عليه الصّلاة وَالسلام كان يفتخر بحبّه لزوجته ويُظهره على الملأ أجمعين. كما أشار عبدالكريم إلى أن النبي كان يتجلَّى حُبه عليه الصلاة والسلام لزوجته وحبيبته في قوله لأم سَلمة: "لا تؤذِيني في عائشة"، وعلَّق على ذلك قائلًا: "نجد هنا أسمى معاني الحُب والمودة تظهر جليَّة في هذه الجملة، لأننا عِندما نُحب يؤلمنا بل يؤذِينا أذى من نحب وتُحزننا أحزانهم". واستند عبدالكريم بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: "عن قول عائشة رضي الله عنها: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لأعلم إذا كنت عني راضية، وإذا كنت علي غضبى، فقالت للنبي: من أين تعرف ذلك؟ فقال النبي: أما إذا كنتِ عني راضية فإنكِ تقولين لا ورب محمد، وإذا كنت غضبى قلت لا ورب إبراهيم، فقلت للنبي: أجل والله يا رسول الله، والله ما أهجر إلا اسمك". كما نوَّه عبدالكريم بأن محبة الخلق تجاه شخص فإنه رزق من الله أيضًا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا أحبَّ الله تعالى العبد، نادى جبريل، إن الله تعالى يحب فلاناً، فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي في أهل السماء: إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض". وأضاف عبدالكريم أن الرسول كان يدعي لزوجاته مستندا بقول عائشة رضي الله عنها أيضًا: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا غضبت وضع يده على كتفي وقال: "اللهم اغفر لها ذنبها وأذهب غيظ قلبها، وأعذها من الفتن". واختم عبدالكريم قائلاً إن النبي صلى الله عليه وسلم كان فيضِ حُبه ورحمته وحنانه ومودّته عليه أفضل الصلاة والسلام بقوله لسعد بن أبي وقاص: إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها، حتى ما تجعل في فم امرأتك، بمعنى: لُقمَة يضعها الرجل في فم امرأته، وهنا نجد التواضُع و الرَحمة و العَطف و الاهتمام من النبي تجاه زوجاته وأوصى به الصحابة".